الرسائل السلبية عن المسلمين تحظى باهتمام إعلامي أكبر من «الإيجابية»

.

الدليل ـ برلين

كشف بحث جديد أن الرسائل السلبية عن المسلمين في الولايات المتحدة الأميركية تلقى منذ 9 سبتمبر 2011 اهتماما أكبر من الرسائل الإيجابية في وسائل الإعلام. ولفت المسؤولون عن هذا البحث إلى أن الرسائل الإعلامية المبنية على الخوف والغضب كانت وصلت ذروتها في الولايات المتحدة بين 2001 و2008، وارتفعت مرة أخرى بعد العام 2015

تركيز مكثف

قال موقع «لايف ساينس» الأميركي إن تركيز الإعلام المكثّف على المنظّمات التي تصدر الرسائل السلبية قد قوّى ودعّم كما يبدو من مواقف هذه الجماعات. وقال الباحث في علم الاجتماع في جامعة نورث كارولينا وجامعة ميتشيجن كريستوفر بيل إن «هناك تداعيات لهذه التغطية الإعلامية، حيث إن هذه المنظمات المتطرفة يمكنها فعلا مثلا أن تعيد تعريف ما نفكر به كتيار رئيس عام».

وقد ازداد اهتمام بيل بالخطاب المتعلق بالإسلام بعد هجمات 11 سبتمبر، وهو يسعى من وراء أبحاثه إلى فهم كيفية تفاعل المنظمات المعادية والمناصرة للإسلام على حد سواء مع الإعلام. ولهذه الغاية جمع بيل 1084 بيانا صحفيا صادرا عن 120 منظمة بينها مجموعات مسلمة ومجموعات مسيحية إنجيلية، ومجموعات فكرية من مختلف الاهتمامات. ووجد بيل أن البيانات الصحفية العاطفية التي يظهر فيها الخوف والغضب حظيت بحظ أوفر من انتباه واهتمام وسائل الإعلام (85% من جميع البيانات الصحفية).

الجهادي الافتراضي

إلى ذلك، أجرى «معهد الشؤون الأمنية والدولية» في ألمانيا دراسة عن الجهاديين والمناصرين لهم ممن يعيشون في ألمانيا، وعن الوسائل التي يقومون من خلالها بنشر الدعاية عبر الإنترنت. وتحدثت هذه الدراسة عن تأثير استخدامات الإنترنت وعن حالات لشبان مسلمين يعيشون في ألمانيا تحولوا إلى أصوليين، بشكل ذاتي عن طريق الإنترنت ودون أي اتصال مع شبكات الجهاديين.

وفي مقابلة نشرتها صحيفة «فرانكفورت» بشأن الدراسة تحدث نائب رئيس مكتب حماية الدستور في وكالة الأمن الداخلي الألمانية عما أسماه «النسخة الثانية من الجهاديين» أو «نوع من الجهادي الافتراضي».

وتبرز بهذا الصدد وجهة نظر في ألمانيا بأن الإنترنت توفر منصة لما كان يقوم به سابقا بعض الواعظين والمدارس والدوائر الدينية «حين كانت تتم تعبّئة بعض المجموعات الاجتماعية ضد آخرين».

ولاحظ المعهد الألماني للشؤون الأمنية والدولية في دراسته أن دور الإنترنت كان صغيرا جدا بحدود عام 2000 حيث كان تنظيم القاعدة ينشر بياناته عبر الفاكس والفيديو، ومن ثم ترسل هذه البيانات لاحقا إلى التلفزيونات «ولكن مباشرة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 فإن المنتديات العربية التي تتبنى الجهاد حققت تأثيرا».

ردم الفجوة الإخبارية

أطلق عدد من الصحفيين والكتاب موقعا فرنسيا جديدا مختصا بمتابعة أخبار ومستجدات الأديان، وذكرت صحيفة «لوموند» أن موقع « fait-religieux.com» يسعى منذ تدشينه لأن يجد له مكانا مؤثرا بين وسائل الإعلام التي توجد حصرا على الإنترنت، ويعمل على ردم نقص الأخبار في هذا المجال، وفق ما يريد مؤسسا الموقع، الصحفية صوفي جيراردي التي كانت تعمل في صحيفتي لاتريبون ولوموند، والمؤرخ جون- لوك بوتييه.

وأشار المؤسسان في بيان وزع على الصحافة إلى أن «معالجة الأخبار المتعلقة بالأديان وتأثيرها على المجتمع لم تشهد تطورا مواكبا لوتيرة التنوع في المعتقدات والممارسات الدينية في فرنسا والعالم.

ويعمل في الموقع فريق تحرير مكون من عشرة أشخاص وهو يتناول 22 بابا، وأربع مدونات متخصصة ويأمل الموقع تحقيق توازن مالي بفضل الإعلانات والاشتراكات. M9