صدر في برلين: قاموس المصطلحات التربوية .. عربي ـ ألماني

موسى الزعيم

 

ضمن الحاجات الأساسّية التي ظهرت مع قدوم أعدادٍ كبيرةٍ من الوافدين العرب إلى ألمانيا   ،صدر حديثا ًفي برلين ، قاموس المصطلحات التربوية عربي ألماني. وهو قاموس متخصّص بالألفاظ التربوية المدرسيّة لكنّه ليس قاموساً أكاديمياً جافاً، وإنما كتابُ بيت ٍفي متناول يد ِالجميع .

وباعتبار أنّ اللغة هي الحاجة الأساسية للتعايش والتواصل في المجتمع الجديد، حيث تعد المدرسة هي الجسر الواصل  تربوياً ولغوياً بين الأسرة وهذا المجتمع، لكن ثمّة عوائق ظهرت أمام القادمين العرب في تواصلهم مع المنظومة التربوية، منها اختلافُ النظام  التعليمي في البلدان العربية عن النظام التعليمي الألماني، من حيث تسمية المراحل الدراسّية والشهادات والموضوعات والمناهج والعطل الرسميّة وغيرها.

جاء هذا القاموس ليكون وسيلة مساعدة، تساهم في تحسين التواصل، ودرجة مُعينة  في سلّم التربية والتعليم ، وهو الأول من نوعه في ألمانيا، حيث أن المكتبة العربية تفتقر لهكذا نوعٍ من المعاجم المبّسطة، وهذا ما دفع فريق العمل لانجاز هذا المشروع الهام .

حيث قامتْ  مجموعة من المعلمين العرب المقيمين في ألمانيا من ذوي الخبرة الطويلة في شتّى مجالات التعليم في المؤسسات التربوية الألمانية، إن كان روضة أو مدرسة وغيرها، وبتكليف ٍ تمويل مٍن صاحب الفكرة الأساسيّة  الناشر الألماني (دورمان)،   الذي يمتلك الخبرة الطويلة في مجال التربية، وهو المدرس في المدرسة التربوية الألمانية العليا ، إذ سبق له أن أصدر قواميس تربوية منها /ألماني انكليزي  /ألماني تركي / متخصّصة في هذا المجال .

القاموس يسدّ حلقة فارغة مهمة في التواصل بين ثلاثة أطراف اجتماعية  أساسية وهي البيت والطالب والنظام التعليمي بشكل عام.

 يضم ّالقاموس حوالي 1500 كلمة  موزعة على أكثر من 180 صفحة من القطع المتوسط، رُتبتْ كلماته حسب الترتيب الهجائي الألماني، وقد راعى الناشر فيه حزمة من الموضوعات الّتي تهمّ الأسرة بشكل عام فمثلا ًفيه  قسم مخصّص للألفاظ الخاصة بالروضة  أو التسجيل في المدرسة واللباس والصحة والدروس ومستلزمات الطالب والكلمات المعتمدة من قبل الحكومة في المراسلات التربوية وغيرها .

في القاموس تجد ثلاثةَ حقولٍ ، حقلٌ  للكلمة الألمانية وحقلٌ لترجمتها إلى العربية و ثالث للفظِ الكلمة العربية بالطريقة اللاتينية، بحيثُ  تستطيع المعلمة الألمانية  مثلاً قراءة الكلمة العربية  بالحروف اللاتينية وهذا ما يسهل التواصل  بينها وبين أولياء الطلاب، علماً أنّ بعض العرب القادمين من شمال إفريقيا عادة ًما يستخدمون هذه الطريقة في القراءة ، كما وُضع  بجانب بعض الكلمات مجال استخدامها، سواء إن كانت قانوناً تعليمياً أو لعبةً  أو فيما يخص الصحة وغيرها من الموضوعات المتعلّقة بالحياة المدرسية .

جُمعتْ كلمات القاموس من خلال الخبرة العملية في الروضة والمدرسة ومن  لغة التّخاطب اليومي بين الأسرة والمؤسسة التربوية، إن كان على صعيد الحديث اليومي أو المراسلات البريدية الخاصّة بين المؤسسات التعليمية والحكومية المعنية بالتربية والأسرة ، وقد راعى فريق العمل جمع الكلمات الأكثرَ استخداماً والأكثر حاجةً في التواصل اليومي، ثم خضعتْ هذه الكلمات لتدقيقِ الفريقِ بشكلٍ كاملٍ إن كان على صعيد اللغة العربية أو الألمانية والتأكّد من صحة الكلمة لفظاً وكتابةً مع مراعاة الابتعاد عن الألفاظ  العربية  المعجميّة الجّافة.

يقولُ فريق العمل: إنّ عملنا بروح الفريق سهّل علينا كثيراً، كنا نعقدُ حلقاتِ نقاشٍ أسبوعيّة ، ندققّ كلّ كلمةٍ، وإذا أشكلَ علينا شيء كنّا نستعينُ بأصحابِ الخبرة، وبالمعاجم العربية والألمانية ،كان علينا أن نبتعد عن الكلمات الأقل استعمالاً ونراعي المصطلحات المستخدمة حديثا .

من جهة أخرى كنّا نحاول أن تكون اللفظة العربية المترجمة مفهومةً ومستعملةً في أغلب البلدان العربية ، فمثلًا كلمة كرّاسة لا تستخدم في  بلد ما كنّا نضع لها معاني أخرى  schreibheft ترجمتها  دفتر ،أو دفتر الّتمارين ،أو كرّاسة  .

. daftar – daftar al tamarin – kurasa

كذلك تجد في الصفحات الأخيرة من القاموس، فصلٌ خاصٌ بالكلمات التي تدل على المناسبات والأعياد والعطل الرسمية وغيرها سواء في ألمانيا او لبلدان العربية مع ترجمتها ،وكذلك أسماء الدوائر والمكاتب الحكومية المعنية بالتربية والتعليم في ألمانيا .

شارك القاموس في معرض شتوتغارت للوسائل التعليمية كما أن عدداً كبيراً من المؤسسات التربوية في ألمانيا أبدت اهتمامها به.

في المحصلة  جهدُ سنةٍ كاملٍة، تكلل بالنجاح، ليكون عوناً للعرب المقبلين على حياة جديدة في المجتمع الألماني ومن المؤكد سيتبعه  إصدارات أخرى في نفس الطريق تساهم في  إرساء استقرار الأسر العربية هنا .

عمل على انجاز هذا المشروع كلّ من الأساتذة / حمد ناصر، منال الشوباصي ،أفاميا  القصاب ، سونيا فارس وسيمونة  بريتس.

أقيم حفل توقيع الكتاب في مركز الجيرة في برلين  حضره عددٌ كبيٌر من المعلمين  العرب والألمان والمهتمين بالشأن التربوي والثقافي .

اترك تعليقاً