(2) الجالية العربية في برلين ـ أوجاع ومشاكل

عبير حميد مناجد

 قد يتساءل أبناء الجالية العربية المقيمين في ألمانيا وآلاف اللاجئين و(الوافدين) الجدد عن جدوى وأهمية مشروع توحيد جاليات الدول العربية في جالية واحدة قوية وواعية ومدركة لأهمية وضرورة هذا المطلب.

لقد طُرحت مشروعات عديدة لتوحيد كل الجهات العربية وعلى كل الأصعدة دون تحقيق أي تقدم يذكر في هذا المجال.

تُرى هل حان وقت توحيد الجاليات لأسباب قهرية وملحة، بينما يستغل اليمين المتطرف فرصة لتطبيق منهجه وبرنامجه السياسي القائم على كراهية الأجانب ومعاداة الإسلام، أم أن مشروعنا العربي الوحدوي مقدر له أن  يبقى حلما يراود المهاجرين والمقيمين هنا جيلا بعد جيل، ويصعب تحقيقه على أرض الواقع، كما يصعب تحقيقه في أوطاننا العربية؟

 في سياق التحقيق الصحفي التالي مع أبرز الشخصيات العربية، التي خاضت في هذا الصراع الاجتماعي والسياسي سنوات عديدة. كانت هناك تساؤلات مطروحة تمت الإجابة عليها خلال التالي:-  

الوافدون الجدد بارزون في كل شيء ومحط أعجاب الألمان، وأنا متفائل أنهم قادرون على توحيد الجالية وأن ينجحوا فيما فشلنا نحن فيه 

يشاركنا الحوار الأستاذ(حمزة  مدلل) من الأردن والحاصل مؤخرا على وسام الشرف من قبل حكومة برلين تكريما لإنجازاته في العمل العام والتطوعي طوال أكثر من ثلاثين عاما، أمضاها في خدمة أبناء وروابط وجمعيات الجاليات العربية، حيث  قدم نفسه للقراء بأنه (زبون قديم في مجلة الدليل وطالما كتب فيها ومواظب على قراءتها ويشيد  بدورها التوعوي والثقافي في برلين، وعموم ألمانيا وهو متابع جيد لمقالات رئيس التحرير، ويحي جهود كل  الكادر العامل فيها… )

بدأت الحوار معه وسألته ما هي أبرز معوقات توحيد الجالية من وجهة نظرك؟ وهل اختلفت في الجيل الحالي عما مررتم به كجيل من الرواد والمؤسسين للعمل العربي في ألمانيا ؟  فقال :-

الجاليات العربية في ألمانيا غير موحدة لأننا عدة جمعيات وعدة أيديولوجيات، وهذا ناتج عن أن الدول العربية اثنين وعشرين دولة بينما تركيا دولة واحدة ولها جالية واحدة، تستطيع أن تتصرف كما تشاء وبنجاح. ثم (الأنا العربية) الكل يسعى إلى الظهور والبروز على حساب الآخرين فكان هذا الفشل.

في الفترة الأخيرة هناك محاولات لتوحيد أعمال الجاليات في بوتقة واحدة. حكومة برلين تعرف أننا ضعفاء، رئيس “بوليس الأجانب” قال نعم نعرف أن هناك قوانين ظالمة لكم، لكن هذا ليس ذنبنا نحن بل ذنبكم انتم، لأنكم لستم متحدين، وهناك مساعي تبذل في هذا الاتجاه إنما بطيئة جدا.

أأنت راض عن مستوى اندماج ونشاط الجيل الجديد من العرب، الذين تسميهم  (بالوافدين الجدد) وليس اللاجئين؟

–  نقلة نوعية صحيح (عملوا ما لم نستطيع نحن الجيل الذي سبقهم طويلا أن نعمله)، لان جهودنا وقتذاك كانت منصبة على قضيتنا المركزية قضية فلسطين، كانت كل جهودنا سواء في الاتحادات الطلابية او في الاتحادات العمالية او المهنية والنقابات والمؤسسات الأخرى منصبة في صالح خدمة القضية الفلسطينية، الآن العدد ازداد كثيرا صارت ألمانيا بحاجة الى انخراط الشباب العربي في العمل وصاروا بحاجة الى وجود من يمثلهم ويتكلم باسمهم عما كنا نحن، وأظن أن أمامنا  فرصة حقيقة لتوحيد الجهود العربية .

– لكن كما قلت لك سيواجهون نفس الصعوبات التي حدثتك عنها وأهمها: (إن أنا اللي بدي أبرز) (وان هذا تابع للفصيل الفلاني والآخر تابع للفصيل العلاني)  ببساطة نكران الذات مش موجود حتى الآن! 

– ما هي الرسالة التي توجهها للجيل الجديد من الجاليات العربية والوافدين الجدد بصدد العمل على توحيد الجاليات والنجاح فيما فشلتم فيه طوال عقود كثيرة؟

– الرسالة التي أقولها لهم استمروا وما تقومون به وتعملونه في المجتمع محط إعجاب الجاليات العربية والحكومة الألمانية.

ـ أنا من اشد المناصرين للمرأة لكن هذا لا يمنع أن أؤشر أن النساء العربيات هنا ليس لهن توجهات حقيقية في خدمة الجاليات، ولم يساهمن في نهضة المرأة العربية وحسن اندماجها في مجتمعها الألماني، وما موجود من روابط وجمعيات نسائية لست راض عنها لأنها تنحاز للمرأة بشكل يضر الرجل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من يريد آن يعمل في السياسة من أبناء الجاليات العربية  فليعمل ومن يريد ان يعمل في المجال الثقافي فليعمل  المهم آن يكون هناك تخصص .

كل أنشطتنا وحواراتنا الثقافية والاجتماعية وحتى السياسية المهمة يقوم بها كبار السن وهذه مشكلة كبيرة وتحدي يواجهنا مع الشباب كيف نصل  لعقول  الشباب من أبناء الجالية ؟ وكيف نتواصل معهم  ونجذبهم إلينا ؟ لأنهم يفتقرون إلى الوعي الكافي بأهمية  توحيد الجاليات العربية

د. حامد فضل الله  واحد من أبرز الشخصيات الاجتماعية والثقافية السودانية الناشطة في مجال حقوق الإنسان العربي ومساعيه حثيثة وبحوثه وكتاباته في قضية ومشروع توحيد الجاليات  العربية، وقد بدا أكثر سخطا على الجاليات العربية وأصحاب القرار على تباطؤ إنجاز هذا المشروع الحيوي المهم حتى الآن.

ابتدرته بالسؤال  لماذا لم تتوحد الجاليات العربية حتى الآن؟

– هذه إشكالية كبيرة وأعتقد أن السبب الأساسي هو الخلافات السياسية والسبب الآخر هو أننا  كعرب مقيمين في ألمانيا نحمل معنا نفس مشاكلنا في بلداننا الأصلية وهذا برأيي ما يعوق التقدم والتعاون المشترك ووحدة الجاليات العربية حتى الان.

– مع وصول أعداد كبيرة من أبناء الجاليات العربية إلى ألمانيا خلال السنوات الماضية وتحديدا من سوريا والعراق، هل أضفى هذا  ضرورة في بذل المزيد من المساعي نحو توحيد الجاليات العربية للمطالبة بحقوقهم وحقوقنا جميعا هنا؟

– طبعا الوحدة للجاليات العربية باتت ضرورة ملحة جدا وبكل صراحة وأكثر جمعية لا تحب التعاون وتوحيد الجاليات العربية هنا هم أخوتنا من أبناء الجالية السورية للأسف، وعقدنا مؤخرا منتدى بغداد للثقافة وعقدنا الجمعية السودانية للحوار، لم اسمع اطلاقا بدعوات من أي نوع كان من الجمعيات السورية، عدا  ذلك هم مقاطعين ولا يشاركون في هذه الندوات ولا حتى كحضور وجمهور عادي رغم ان الجالية السورية تعاني من مشاكل كثيرة جدا هنا، وقد حرصنا على آن نقدم ندوات وحوارات عن السودان وعن العراق  وعن تونس ولعدة مرات، بينما لم نعقد ندوة حوار واحدة عن سوريا وعن الأوضاع في سوريا.

– بينما العرب هنا مشغولين بانقساماتهم وخلافاتهم ومشاكل بلدانهم الأم، اغتنمت أحزاب اليمين المتطرف الفرصة وباتت تشكل تهديدا للجاليات العربية لان برنامجها قائم على معاداة الأجانب والمهاجرين وعلى فكرة (الإسلاموفوبيا) فكيف يفترض بنا مواجهة هذا الخطر ونحن متفرقين؟

– فعلا ما أثرته ملاحظة وجيهة جدا وهذا هو صلب الإشكالية التي طالما حذرنا منها، ووقوفنا ضد مخطط اليمين المتطرف لن يكون مجديا إلا بوحدة الجاليات العربية بالمشاركة مع منظمات المجتمع المدني الألماني وهناك الكثير منها تدفع وتعمل في هذا الاتجاه، لكن حتى الآن ليس هناك جهود عربية حقيقة في إطار توحيد الجالية، وعلى سبيل المثال آنا طلبت من العراقيين الموجودين هنا تقديم ندوة أو  جلسة نقاش باللغة الألمانية ترعاها منظمات ألمانية من أجل أن يوضحوا لنا الحراك الشعبي الحاصل ومجريات وحقائق  الأحداث السياسية التي تحدث الآن في العراق، وجهنا الدعوات للجهات العراقية وحتى الآن لم يصلنا منهم أي رد أو تعليق، وكما قلت لك نحن نتكلم كلنا بنفس اللغة ونخاطب بعضنا بعضا، لسنا قادرين حتى الآن على إيصال صوتنا للجانب الألماني وهذه هي المشكلة الحقيقية، نحن نواصل التكلم مع بعضنا بلغتنا بمعزل عن الألمان ودون أن نحيطهم علما بحقيقة ما يجري في بلداننا الأم  ونوضح لهم باعتبارنا شريكا بين الطرفين ولأننا  نعرف حقيقة ما يجري في بلادنا أكثر من غيرنا ومطالبين بأن نوضح ذلك للألمان لكننا مقصرين جدا في ذلك، وفي نفس الوقت نعاني من مشكلة آخرى وهي مشكلة الشباب العربي لان كل ما حدثتك عنه من أنشطة وحوارات ثقافية واجتماعية وسياسية مهمة يقوم بها كبار السن (مثلي آنا يقول  ضاحكا) وهذه مشكلة كبيرة وتحدي يواجهنا مع الشباب كيف نصل  لعقول  الشباب من أبناء الجالية ؟ وكيف نتواصل معهم وتجذبهم  إلينا ؟ لأنني أشك آن يكون لدى الشباب الوعي الكافي بأهمية توحيد الجاليات العربية لكن أؤكد لك أننا فشلنا كجيل الرواد في موضوع استقطاب الشباب ومخاطبتهم (عشان يشاركونا في هذا الموضوع المهم أو يستفيدوا من خبرتنا).

– هؤلاء الشباب والجيل الجديد من المهاجرين العرب تحديدا  يتساءلون ما هي الجدوى من توحيد الجاليات العربية؟ وما هي الفوائد  التي ستعود عليهم من ذلك؟ بالنهاية هم موجودين هنا كجاليات عربية لكل منها خصوصيتها ومندمجين بشكل جيد  في المجتمع الألماني وبالتالي لا يرون مشروع توحيد الجالية ضرورة قصوى بالنسبة لهم، فكيف ترد عليهم   ؟

– أذكرهم بآن مشروع توحيد الجاليات العربية من اهم المشاريع السياسية والاجتماعية التي ستجعلنا نشكل قوة في المجتمع الألماني ولو كان كل منا يعمل منفردا لن تكون له قوة من يعمل كمجموعة أو منظمة، أظن أن هذه من البديهيات وليست بحاجة إلى شرح وتوضيح، بجانب التهديد الذي يشكله التطرف اليميني لهذا رسالتي لهم توحيد الجهود للمساعدة في خل كل هذه المشاكل التي تواجهنا ولعل أهم الأهداف أننا سنكون قادرين على شرح قضايانا للجانب الألماني ومثلا لو كنا موحدين كجالية كنا سنرفض صفقة القرن، هل رأيت أو حضرت أو غطيت صحفيا أي ندوة عربية عقدت هنا لمناقشة هذا الموضوع المهم جدا الجواب لا، حتى الفلسطينيين المعنيين بها لم يعقدوا أي ندوة بهذا النصوص إطلاقا مع أن هذه هي وظيفتنا الأساسية كعرب موجودين هنا والسبب هو عدم وحدة الجاليات العربية وهذا سيضر شباب الحالي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 في ألمانيا  لم أعد أؤمن بوحدة الجاليات العربية لكن أنا أؤمن جدا بوحدة الشعوب العربية تحت مسمى القضية الفلسطينية المصيرية.

– لمن يشكك بدور المرأة العربية ومساهمتها بوحدة الجالية: حين تشارك في نشاط ما لماذا لا تصطحب معك زوجتك ؟.. لماذا تجلسون في المقاعد الأمامية و تتركون النساء خلفكم ؟

محطتي التالية كانت مع  المرشدة الاجتماعية  السيدة( لينا كنامة) من سوريا التي تعمل في مشروع الجمعية الخيرية الألمانية (النادي) منذ العام ١٩٨٨ وتقدم الاستشارات والمساعدات المجتمعية ودورات التطوير واللغة لقطاع كبير من  نساء الجاليات العربية المقيمة في ألمانيا

وصلت لمكتبها، لكني وجدتها تتحاور مع سيدة بدت منهارة ومتعبة وهي تشكو لها ظروفها والتعنيف الذي تعرضت له بينما (السيدة كنامة)  تحتضنها بحنان وتواسيها وتؤكد لها أنها ستتلقى كل الدعم والمساندة الممكنة من فريق العمل في( النادي) وتركتها في أيدي امينة ثم التفت الي قائلة الجملة التي لطالما سمعتها منها في حواراتي السابقة معها (إذا لم تكن المرأة والأم سعيدة في العائلة فكل العائلة لن تكون سعيدة أو مرتاحة، وإذا كانت المرأة قوية فالمجتمع قوي) حيث بدأنا حوارنا …

ما هي الأسباب التي تقف حائلا  دون وحدة الجاليات العربية في ألمانيا ؟

– أستطيع أن اقسم لك الأسباب ( قبل الربيع العربي) و(وبعد الربيع العربي)، أو كما أفضل أنا أن أقسمها (قبل الحرب على سوريا) و(بعد الحرب على سوريا) لأنني ومن وجهة نظري أرى أن الربيع العربي كان المستهدف فيه هي سوريا والمقاومة والعراق وللأسف الشديد وجدنا أن اغلب الجاليات العربية انضمت لثورات الربيع العربي وصار التقييم هل انت مع أم ضد سوريا؟  انقسمت الجاليات وفق هذا الأساس واغلب الجاليات العربية مع الأسف الشديد، وخاصة الفلسطينية منها، كانت مع الربيع العربي …

– تقصدين أنها تضامنت مع الشعوب العربية وليس مع الحكومات بعد ثورات الربيع العربي ؟

– لا طبعا لا اقصد هذا بل اقصد أن الصورة لديهم كانت ضبابية وكان هناك ضياع، برأيي لم تكن هناك ثورات شعبية  بل أدوات لثورات مفتعلة طبعا، من وجهة نظري الشخصية كمواطنة عربية سورية، لو كانت ثورة سلمية من الأساس ما كانت ستحاول إسقاط سوريا، كانت هناك أدوات لإثارة هذه الثورات وحرفها عن مسارها السلمي بشكل متعمد وساعد الاعلام الأوروبي والغربي المضلل في ذلك. وهذا من وجهة نظري عصف بمصداقية كل الجاليات العربية هنا، وإلا لماذا يخرجون في مسيرات لتأييد الثورة في سوريا وينسون اليمن؟ هناك ازدواجية في المعايير، لهذا لم اعد أرى المصداقية عند الجاليات العربية ولم أعد أشارك في أي نشاط عربي يهدف الى الوحدة أو ألبي أي دعوة من هذا القبيل.

– لا تؤمنين بالوحدة بين الجاليات العربية؟

– في ألمانيا لا لم أعد أؤمن حاليا، لكن أنا أؤمن جدا بوحدة الشعوب العربية تحت مسمى القضية الفلسطينية المصيرية.

– بما انك تطرقت لقضية فلسطين، كل من التقيته من أبناء الجاليات العربية يقولون لو كان لنا جالية موحدة لاستطعنا توحيد موقفنا الرافض من صفقة القرن؟

– صفقة القرن هي برأيي مجرد صفقة إعلامية يفترض بالشعوب العربية ألا تأخذها على محمل الجد، وأنا عن نفسي، لا أخاف منها طالما كانت هناك شعوب عربية حية رافضة لمثل هذه الصفقة فلن تخيفني.

– أغلب من التقيت معهم بشأن موضوع وحدة الجاليات العربية أجمعوا أن  أكبر عائق يحول دون  الوحدة اليوم هم أبناء الجالية السورية لأنها منقسمة على نفسها فكيف تردين عليهم ؟

– (تسلملي عينهم) من يلومون علينا الانقسام هم أنفسهم من ذهبوا لدعم الإرهاب ضد سوريا، وأنا أصر على تسميته الإرهاب بينما يسمونه هم الثورة السورية وأقترح عليهم لتجاوز هذا العائق كما يدعون أن يعقدوا هم وحدة للجاليات العربية في ألمانيا بدون الجالية السورية كما فعلت جامعة الدول العربية التي تجتمع بدون سوريا منذ سنوات.

– لهذا تصرين وأغلب  أبناء السورية الذين يشاركونك الرأي على مقاطعة أي مشروع أو نشاط عربي للجاليات العربية هنا؟ بينما يقبل عليها الوافدين السوريين الجدد ويقدمون نشاطات ثقافية وأدبية وفنية يشيد  بها العرب والألمان على حد سواء ؟

– أي وافدين جدد ؟ تقصدين اللاجئين السوريين الجدد، دعيني أقول لك أن أي نشاط عربي هنا لابد من مشاركة اللاجئين السوريين فيه لكي ينجح، لهذا يدعونهم للمشاركة لأنهم يعرفون ان أبناء الجالية السورية بشكل عام مثقفين ومبدعين وفنانين ومشاركتهم تغني وتثري النشاط، وتحفظي على السوريين الجدد كما تسمونهم هو أنهم يستغلون هذه الأنشطة الثقافية والفنية للترويج لعلم الثورة والجيش السوري الحر ، لهذا لا أشارك في مثل هذه النشاطات، ناهيك عن أنني اريد أن أقول للجاليات العربية عبر( منبر الدليل)  ليس هناك جالية سورية موحدة بل هناك تجمعات سورية والجاليات السورية التي كانت موجودة قبل الحرب على سوريا انتهت والجاليات والمجموعات التي تسجلت بعد الحرب معروفة الانتماءات والأهداف.

– كونك امرأة عربية ناشطة في المجال الاجتماعي والسياسي ومن ابرز الأسماء النسائية، يعترض أبناء الجاليات العربية الرجال على دور المرأة العربية هنا ويتساءلون ماذا قدمت المرأة العربية لتوحيد جاليتها العربية ؟

– أنا ارد على رئيس الرابطة الفلانية أو الجمعية العلانية الذي يشكك بدور المرأة العربية وأسأله بدوري (حين تشارك في نشاط ما لماذا لا تصطحب معك زوجتك؟)( في كل نشاط تجدين الرجال فقط وتاركين نسوانهم  بالبيوت ليش! وينها مرتك ليه ما جبتها معك ؟)

– ثانيا مطلوب من كل أبناء الجاليات العربية الرجال دعم المرأة ومساعدتها وليس التساؤل عن دورها وما تقوم به ؟ ثم أنني أوجه لهم نقدا كبيرا بشأن المسيرات والتظاهرات التي ينظمونها تأييدا لفلسطين أو لأي قضية عربية مهمة لماذا يضعون (بلوك) ويعزلون النساء عن الرجال ؟

وأريد أن  تنقلي عني أنني في أي نشاط حضرته كان زعماء الجاليات العربية يدخلون لوحدهم ويتم استقبالهم دون زوجاتهم وسؤالي لهم لماذا تهمشون زوجاتكم؟ ما يجري أن الرجل العربي هو من يعزل المرأة عن دورها الطبيعي في المجتمع  (بيتبروزوا هني وبس)، وطبعا هذا لا يعني أنني الغي دورها  بلى هناك أنشطة تشارك فيها المرأة العربية  بفاعلية كبيرة و(نشوف حالنا فيهن) لكنها أنشطة قليلة جدا.

– تصاعد وتيرة الوعي لدى المرأة والأجيال الجديدة هل سيثمر عن توحيد الجالية خلال السنوات المقبلة؟

– أول خطوة تؤكد صدق النوايا هي أن يقدم الرجل العربي زوجته أو أبنته أو أخته في أي نشاط يشارك به وأن تجلس معه في الصفوف الأمامية وليس الخلفية. 

وبرأيي ستتوحد الجالية اذا توحدوا هم مع القضية السورية، ومازلت أرى الجاليات العربية في برلين ضعيفة جدا، انظري للجالية اللبنانية او الفلسطينية أو العراقية أو الليبية أو السودانية أو المصرية … كلها جاليات ضعيفة ومنقسمة على نفسها وهذا مطلوب أوروبيا وغربيا لإضعافنا كعرب.

– لكن توحيد الجاليات العربية لا علاقة له بمشاكل بلدننا الأم، يجب أن نتوحد لنطالب بحقوقنا هنا؟

– هذا صحيح واتفق معك تماما لكن (بحياتهم  ما اشتغلوا على مشاكلنا هنا) يعملون فقط لتلميع أسماءهم ومصالحهم الشخصية وأرجو ان لا يغضبوا مني لصراحتي لأني لم المس منهم أي عمل جاد وحقيقي في إطار توحيد الجالية، واعترف أننا  كجالية سورية ارتكبنا خطاءً كبيرا حين تركنا الجالية لأفراد المعارضة السورية، الذين ظهروا فجأة وآخذوا أماكننا بعد العام ٢٠١١ وانسحبنا تاركين لهم الساحة وكان يفترض ان لا نقبل  لكن كان التضليل الإعلامي  حينها كبيراً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أوجه كلامي لمجلس السفراء العرب والسفارات العربية : إن وحدة الجاليات العربية ستشكل جسورا مهمة للتواصل لدعم و تطوير العلاقات بين ألمانيا والدول العربية

د. نزار محمود، مدير المعهد الثقافي العربي في برلين من العراق، واحد من أبرز الشخصيات المتحمسة جدا لمشروع توحيد الجاليات العربية،  وسبق أن تحاورنا في تحقيق سابق قبل سنوات عن أبرز معوقات وموانع قيام مثل هذا المشروع  خاصة وأنه أنجز مشروع (الأسبوع الثقافي العربي)، لطرح رؤاه حول هذا الموضوع وتوقف الأسبوع الثقافي بعد دورتين فقط لأسباب كنت مهتمة بمعرفتها منه شخصيا؟ وأن أعرف  منه أيضا هل اختلفت الأسباب التي تعوق مشروع الوحدة العربية عن السابق؟ أم ما تزال هي نفسها؟ .. حيث قال :

– موضوع وحدة الجاليات العربية ينظر له من الناحية الوجدانية والعاطفية ومن منظار الآمال والطموحات غير ما ينظر له من الناحية الواقعية لأن هناك اكثر من لون للجالية العربية في برلين، أولا كون الجالية العربية المنحدرة من بلدان عربية هي بلدانها بالأصل، أصبحت دول وأعلام وأنظمة مختلفة الى حد ما، فالجاليات العربية الموجودة في برلين أيضا في حالة ارتباط  وجداني وواقعي مع بلدانها الأم، وكل محاولة لما يسمى وحدة الجاليات العربية تصطدم بمسألة وحدة الاختيارات والانتماءات لهذه الدول من ناحية، ومن ناحية أخرى الى أن مشاكلها كجالية موجودة هنا مرتبطة بمشاكلها في بلدها الأم أيضا، ناهيك عن المشارب السياسية التي تعبث بالجالية العربية هنا.

– بالنسبة للأسبوع الثقافي الذي أشرفت على تأسيسه، هل يمكننا أن نتعرف على منطلقات تشكيله؟ ولماذا توقف فجأة؟

– طبعا الأسبوع الثقافي العربي، كما تعرفين، كان وما يزال له هدفين رئيسيين، الأول المساهمة بتعريف الثقافة العربية وبخصوصياته كونها ثقافة عربية في بلد مهجر، والمسالة الثانية تلعب دورا مهما في تفعيل الحوار الثقافي مع الآخر، وفي هذا المجال نقصد بالآخر المواطن الألماني….أما  لماذا توقفنا؟  فلآن هذا المشروع يحتاج الى دعم مالي ودعم ثقافي وهذا الدعم وللأسف ولأسباب كثيرة ضعيف جدا في ألمانيا وفي برلين تحديدا، والأسابيع الثقافية تحتاج الى اشتراطات ودعم مالي كان يصعب علينا الحصول عليه في هذا الوقت.

– قطاع كبير من أبناء الجالية العربية الذين التقي بهم يطرحون تساؤل حول جدوى وأهمية توحيد الجاليات العربية؟ وماذا ستحقق لنا هذه الوحدة أن حصلت على المدى البعيد ؟

– الأمل في أن تتوحد الجالية العربية أولا من الناحية الوجدانية أي أن نكون جالية عربية موحدة بشكل معنوي بالدرجة الأولى، وهذا شيء مهم. ثانيا أن الاتحاد أو الوحدة لكل مجموعة من البشر تربطهم خصائص ثقافية أو مشاكل أو ظروف أو واقع يعطيهم زخم وقوة في الدفاع عن حقوقهم حتى كلاجئين أو مهاجرين أو مغتربين، فعندما نتكلم كجالية عربية موحدة مع أي جهة ألمانية سنشكل نوعا من الثقل للمطالبة بحقوقنا كذوي خصوصيات تتمثل بالمشتركات العربية الموجودة بيننا وهذا ما يدفعنا ان نزيد من عقد الأمل في وحدة الجالية، سواءً للمطالبة بحقوقنا أو في تحقيق الأهداف في المساهمة في نشر الثقافة العربية أو الحوار مع الآخر. كلما كنا متفرقين وضعفاء لا يمكن أن نحقق آثرا فاعلا في التعامل مع البلد الذي يستضيفنا.

– في  هذا الصدد ما هو الخطاب الذي تتوجه به لأبناء الجاليات العربية، كيف يمكن أن نوحد الجهود، وما هو المطلوب منهم تحديدا ؟

– المطلوب أن نعي أن توحيد الجهود في جالية عربية سوف يعود علينا بفوائد جمة كمنتسبين وأعضاء في هذه الجالية العربية، أوجه كلامي لمجلس السفراء العرب والسفارات العربية الموجودة هنا بأن وحدة الجاليات العربية ستشكل جسورا مهمة للتواصل لدعم و تطوير العلاقات بين ألمانيا والدول العربية، وأتوجه الى السياسيين الألمان أو  البرلمانيين  وأحثهم على دعم  جهود توحيد الجالية ذات الأصول المهاجرة التي يمكن ان تساهم في مصلحة ألمانيا بالنهاية

– مع صعود الأحزاب الألمانية اليمينية المتطرفة ودخولها بقوة في الساحة السياسية الألمانية والأوربية مؤخرا .. هل سيشكل حافزاً أقوى لتوحيدها الجالية بشكل عاجل؟

– والله هو سيصعب من مهمتنا ومن جهودنا في هذا الصدد كما سيسهلها من ناحية أخرى، واسمحي لي أن أنوه في الاتجاه الآخر  على أن تنامي الاتجاهات والأحزاب اليمينية المتطرفة ضد الأجانب ربما يدعونا بشدة الى أن نتوحد وان نكون قوة ندافع عن خصوصيتنا وثقافتنا في هذا المجتمع، الآن وبعد تنامي هذه الحركات الشعبوية صارت الضرورة ملحة أكثر، من ناحية ثانية يجب أن نعي اننا لا يمكن ان نرضى لأنفسنا أن نبقى عالة على هذا المجتمع من خلال عدم محاولتنا التعلم والعمل والإنتاج، والتيارات اليمينية عندما تجد أن نسبة كبيرة من أبناء الجالية غير متعلمين وغير راغبين في العمل، فبالتأكيد سيكون رفضها لهذه الجالية أكبر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في  (ببلومانيا) كانت هناك ١٧ جمعية عربية مشاركة في هذا الحدث الثقافي الأوربي الكبير وغطته (الدليل) وأثبتنا أننا كجاليات وجمعيات عربية قادرين على أن ننجح في عمل عربي مشترك

انتقلت بأسئلتي الى الأستاذ (نادر خليل) مدير المركز الألماني العربي (من فلسطين) حيث كنت مهتمة بمعرفة رأيه حول سبب عدم توحد الجاليات العربية (خاصة  وأنني سبق والتقيته في تحقيقات صحفية سابقة تناولنا فيها نفس الموضوع) ولأبحث معه آخر المستجدات السياسية والاجتماعية ؟ و ما هي االتغيرات التي طرأت على الجاليات العربية هذه المرة فقال :

هناك ثلاثة أجيال عربية موجودة  في ألمانيا الجيل الأول المؤسس والرواد وهؤلاء مازالت الدولة تعاني من اندماجهم في المجتمع بعد أن تم عزلهم من خلال الوضع القانوني الذي كانوا فيه حينها وهو عدم وجود إقامة ثابتة لهم والتي كان يمكن من خلالها أن يدخلوا سوق العمل، ولكن كما أسلفنا كانت الظروف حينها تختلف في البدايات عما هي عليه اليوم لكن بشكل عام الجيل الثاني ومن خلال انخراطهم في سوق العمل ومن خلال تعلم اللغة الألمانية واندماجهم كانوا  أفضل حالا، والآن لدينا حالة جديدة كليا بدأت مع   حملة اللجوء من الدول العربية،  هناك مأتي ألف لأجيء عربي  في برلين، ومليون وثلاثمائة ألف في عموم ألمانيا، حسب اخر الإحصائيات، وتشير الإحصائيات أيضا الى أن ستة وخمسون بالمائة منهم لديهم عمل،  هذا يعني أن هؤلاء سيكون اندماجهم أسهل  من غيرهم، خاصة إذا منحناهم بعض الوقت ، وهذا ما قالته السيدة المستشارة الألمانية (Wir schaffen das)  وأعتقد أنها محقة في ذلك لأن اللاجئين العرب الذين وصلوا هنا هم بالأساس متعلمين في بلادهم ولا ينقصهم إلا اللغة والكثير منهم أفتتح محلات في مجالات تخصصه وانخرطوا في سوق العمل وعملوا استثمارات وما شابه ذلك، هذا يساعد في الاندماج وفي وجود جالية عربية ويساعد على خلق (لوبي اقتصادي) وهذا ما نصبو إليه، أن تكون هناك قوة اقتصادية عربية في ألمانيا على غرار الجالية التركية وقادرة على التأثير في هذا المجتمع، ولكن هذا يحتاج الى وقت وإلى هيكلية قادرة على التعبير عن هذه القوة.

إننا في الجالية العربية قادرين على النجاح الفردي، لكن يصعب علينا النجاح كجماعة وهذه التجارب يجب أن نخوضها. اليوم نحن ملزمون أن نساعد بعضنا كي ننجح كجماعة، وهذا ما أثبتناه خلال عملنا الأخير حيث قمنا بتغطية حدث ثقافي كبير على صعيد ألمانيا حتى أن أبعاده وأصداءه كانت أوربية وعربية، هذا الحدث أقيم  وسبق النشر عنه في سبتمبر ٢٠١٩، وأقيم ثانية في يناير ٢٠٢٠. عملنا ان تكون هناك عدد من الجمعيات العربية المشاركة، وكانت هناك ١٧ جمعية  وطبعا كانت (مجلة الدليل) حاضرة وغطت هذا الحدث الثقافي الكبير وكان أهم عنصر هو أن نثبت أننا كجاليات وجمعيات عربية يمكن أن ننجح.

ما تفضلت به يمكن أن نصفه بالجوانب المشرقة من الموضوع لو تحدثنا قليلا عما يمنع و ما يعيق تحقيقها على أرض الواقع،  خاصة مع التهديد الوجودي الذي يمثله حزب متطرف مثل حزب البديل الألماني الذي يعتمد برنامجه الحزبي على الشحن العنصري ضد العرب والأجانب في ألمانيا ؟

– أصلا المواطن الألماني البسيط الذي يفتقد الى الثقافة عموما  يخاف من كل ما هو جديد وغامض والإنسان عدو ما يجهل كما تعرفين، وهذا لا يحدث فقط في ألمانيا بل في عموم أوروبا وكما نرى حتى في الولايات المتحدة.

هل تدرك الجاليات العربية خطورة المرحلة التي نحن مقبلين عليها وضرورة أن  تتوحد الجاليات العربية لمواجهتها؟

– يقول ساخرا، عن نفسي لا أدري لأي حد الجاليات العربية على ما يحدث داخل أروقة السياسة الألمانية، وأتساءل أحيانا هل هم فعلا مطلعين على ما يحدث حولهم؟ هل يهمهم الأمر؟ 

ولكن اذا كانوا مطلعين ويعرفون ذلك فيجب آن نجلس سوية على طاولة الحوار ونناقش هذه القضايا وهذه المستجدات ونتفاهم ونتوحد ويطلع عليها من لا يعرف بها، وأن تكون لنا رسالة وموقف موحد من كل ما يجري حولنا.  الهيكلية الصحيحة المتخصصة  هي  القادرة على إعطاء المحاضرات والتوعية بهذا الشأن وتقديم المعلومات الصحيحة والحلول الناجعة وهي التي يمكن ان تلعب ورقة الضغط السياسي على صانع القرار الألماني المشكلة الأساسية الأخرى هي مشكلة  نكران الذات، وبدون نكران للذات وإيجاد هيكلية معينة ومقبولة من الجميع لن نستطيع توحيد جالياتنا، مشكلتنا أننا نجسد صورة مشابهة كثيرا لما يحدث في أوطاننا الأم.   والعنصر الأساسي الآخر هو أننا لا نؤمن بالتخصصات، الإنسان الذي لم يعمل عملا اجتماعيا في حياته، كيف اطلب منه أن يصبح رئيسا لجمعية؟ كيف سينجح في القيام بالعمل الاجتماعي! ناهيك عن أننا كعرب نخلط كل شيء معا نخلط  الثقافة والسياسة والعمل الاجتماعي ولا نفصل بينهما وهنا تحديدا  تكمن أهمية التخصص .

– (لو  حدثت المعجزة ) وعزمت الجاليات العربية على إعلان مشروع الوحدة واحتكموا إليك وسلموك الملف من ستدعو لطاولة الحوار من الشخصيات والجمعيات والروابط العربية ؟

يقاطعني قبل أن أكمل طرح السؤال ويقول ضاحكا ومعترضا سأرفض طبعا لأنني أعرف ماذا ينتظرني من ألم  ومن وجع ومن اختلافات في وجهات النظر، ولا يعلم بكل ذلك إلا من يدرك آن القيام بهذه المهة يقوم بها تكليفا وليس تشريفا، وكل من سيقوم بهذه المهمة الصعبة من منطلق كونها تكليفا سيرفض.  لا أستطيع ان اسمي لك الجهات التي تطلبين مهما راوغت في أسئلتك لأن الأمور من منظوري الشخصي لا تسير هكذا، وتعرفين أننا سبق وخضنا في هذا العمل وأرى الأمور تسير ليس بالأشخاص وإنما النقاشات والتشاور كما فعلنا مع (ببلومانيا)، أوجدنا الفكرة ووجهنا الدعوة للأطراف التي كنا نرى بأنها معنية بتنفيذها ويمكن أن تقدم وتبذل عطاءً حقيقيا كل في مجاله، وجلسنا على طاولة الحوار وقلت لسنا هنا لتحديد القيادة بل كلنا سنتداول في هذا الأمر ونتشارك فيه والمحصلة النهائية للجالية العربية بالكامل.

هناك لجنة متخصصة هي التي تحدد من هم الأطراف المعنيين بهذا الشأن وأنت  أكثر من خاض في هذا المجال وتعلمين أن هناك جمعيات وروابط ما هي الإ عناوين بريدية فقط وليس لها أي عمل على ارض الواقع. قبل ذلك علينا أن نوجد القاعدة  والفكرة والأشخاص الذين يفكرون بنفس الأسلوب حتى نسمي من سيتقدم في هذا العمل وأولا وأخيرا من يتصدى لهذا العمل ولأنه يتحلى بنكران الذات فسوف يواجه مشاكل ومعوقات كبيرة جدا من تشكيك وتخوين واستعمال أسلوب الشيطنة ووضع العصي امام العجلات  وكل شيء وارد في هذا الصدد.  من هذا المنطلق انصح من يتصدى لهذا العمل أن يتحلى بالمسؤولية ويفكر جيدا ويتحمل الضغوط وان يفرق جيدا  بين الموضوعية وبين شخصنة الأمور، ويجب ان تكون صحته أفضل مني … يضيف ضاحكا.

وهل هناك أمل في العمل على توحيد الجالية؟

– مبدئيا أقول لك لو فقدنا الأمل لما جلسنا هنا يوما واحدا..الامل سيبقى دائما موجودا،  لكن مع توفر العناصر ويجب على جالياتنا أن تهيئ الأشخاص الأكفاء وأصحاب التخصص، والأمل يتعزز حاليا من خلال أبناء الجالية الشباب وكثير منهم كان معي هنا في  المركز قبل بضع سنوات، وقدمنا لهم النصح والمشورة والاستشارة وهم اليوم يعملون في الاقتصاد وفي البنوك وفي مجال العمل العام وكمتخصصين اجتماعيين وناشطين ومهن أخرى كثيرة يشغلونها حاليا، هؤلاء هم  أبناء وبنات الجاليات العربية ونحن فخورين بأننا ساعدنا في وضعهم على المسار الصحيح وشقوا حياتهم بنجاح  في المجتمع الألماني،  يحب ان تنجلي كل هذه الأمور وتتوفر  المعطيات  حتى نكون قادرين على توحيد أبناء الجاليات العربية  والأمل في ذلك لا ينقطع أبداً ….                                        

(الدليل ) ستواصل دعمها وتفتح منبرها لكل الجهود الرامية لتحقيق الوحدة بين الجاليات العربية ف وستواصل مساعيها ولقاءاتها المستمرة مع المسؤولين والمعنيين والمهتمين والناشطين في هذا المجال ….     

.