قضية اللاجئين “ملف مفتوح”

المطلوب حل المشكلة من جذورها وليس عمليات التجميل وإنقاذ اللاجئين في البحر

.

د/ أمير حمد

مرت ألمانيا والرابطة الأوروبية بأزمة الجفاف وشدة الحر وحرائق بعض الغابات، هذا إلى جانب رفض فيبر مرشح ميركل لرئاسة المجلس الأوروبي بدلا من يوتكة وكذلك قمة القرن التي لم تخرج كعادتها بنتيجة واضحة سوى سحب البرازيل إلى التوقيع مع بقية الدول المحافظة على المناخ تقليص نسبة ثاني أكسيد الكربون.  وحده ترامب هو الخارج على ال 19 دولة كبرى، لم يهمه سوى ملف إيران وزيارة كوريا الشمالية كأول رئيس أمريكي ليلفت النظر إليه ويدعم ترشيحه في الدورة الثانية لحكم أمريكا كما فعل بإعلانه للحرب الاقتصادية على الصين ورفض اللاجئين / الهجرة السرية لاسيما عبر المكسيك.

فلنقرأ مستجدات القضية الأخيرة، لم يكن غريبا تمادي التيار اليميني الرافض للأجانب واللاجئين تماديه في هذا المنحى المشين إلا أن إدانة وانتقاد سلفيني وزير داخلية ايطاليا لقبطان “سفينة سي وتش” جمع كل القوى السياسية المتزنة والتيارات الانسانية والكنائس لتقف ضد ادانته لها لأنها أنقذت لاجئين في البحر المتوسط وأوصلتهم إلى ساحل جزيرة لامبدوزا الايطالية دون تصريح من خفر السواحل الإيطالية.  كان وقد أعلن سلفيني اليميني العنصري بأنه لن يسمح بدخول أي سفينة أو قارب للاجئين على سواحل ايطاليا ولو غرقوا كلهم أو ظلوا هائمين في البحر إلى حد الإنهاك والمرض.  يقول أن الرابطة الأوروبية لاسيما سياسة ميركل المرضية والمتعاطفة مع اللاجئين استباحت سواحل ايطاليا وجعلتها قبلة للهجرة غير الشرعية وعليه فإن قبول دخول سفينة إلى سواحل ايطاليا يتطلب أولا أن توافق بعض الدول الأوروبية على استقطابهم مباشرة بعد دخولهم ايطاليا، التي لن تقبل اي لاجئ جديد وهي في طريقها لطرد كل اللاجئين هناك تحت سيطرة الحكومة اليمينية وتشديد سلفيني وزير داخليتها.

من المعروف أن ألمانيا والبرتغال وبلجيكا قبلوا تقسيم عدد هؤلاء اللاجئين الجدد بينها اثر أن انتقدت تسليم سلفيني لقبطانة السفينة للمحاكمة لمخالفتها القوانين الايطالية المختصة باستقطاب اللاجئين. قال شتاينماير رئيس ألمانيا أن مثل كارولينا قبطانة “سفينة سي وتش”  ليست مجرمة تدان ويحكم عليها بثلاث سنوات أو أكثر لإنقاذ اللاجئين من الغرق في البحر، بل يجب تكريمها على هذه المهمة الانسانية دون أن يخل هذا بضوابط قوانين الرابطة الأوروبية المعنية باللجوء. أما متحدث الكنيسة البروتستانتية فاتهم سلفيني بالبرود وانعدام الإنسانية وتشجيع مواطني ايطاليا على كره الأجانب وزجها أكثر فأكثر في العنصرية والتخلي عن كل العوامل الإنسانية المنحدرة منذ آلاف السنين.

إننا وإذ نخوض في قضية اللاجئين نجد أننا نركز على الرابطة الأوروبية وتهديدات ترامب المتقلب المزاج، وما استجد في ايطاليا بعد سيطرة اليمين المتشرد على سدة الحكم. فالأولى الرابطة الأوروبية انشغلت بلعبة الكراسي إلى درجة تدخل رؤساء الدول لتنصيب المسؤول المالي البارز فيها من قبل الليبراليين ليضمن تسيير خط حزبه المبتكر الجديد “التقدم” وكذلك ميركل بدفعها بالسيدة “فون ديرلاين” وزيرة الدفاع . وأيضا تدخل رؤساء شرق أوروبا لرفض مرشح الحزب الاشتراكي لاتهامه بعدم معرفته بقضاء وسياسة دول شرق أوروبا.

أما ترامب فواقع تحت ضغط  وزير خارجيته لبيع الأسلحة لدول الشرق والغرب. يقول محلل سياسي بتلفزيون CNN  لا يهتم ترامب بأن يموت لاجئين أبرياء وهم في طريقهم العسير إلى جنوب أوروبا!

من هنا نرجع لنشير أن  دول جنوب أوروبا لم تعد تهتم بغرق اللاجئين في البحر وتقاضي من ينقذهم من الموت. قال سلفيني اثر أن تم الإفراج عن قبطانة السفينة بأن المحكمة الايطالية تتعامل برفق وتفصيل الاجراء القانوني الصارم عن مجراه الواقعي لأجل التماشي مع الرابطة الأوروبية. قال مهددا كعادته بأنه سيرحلها فورا إن تم الافراج الكلي عنها إلى ألمانيا، فايطاليا ليست مستعمرة لها ومستباحة لتجربة سياسة اللاجئين.

كان وقد دعا ترامب سلفيني إلى البيت الأبيض وأثنى على سياسته اليمينية المتشددة وأثنى سلفيني بدوره على ترامب الذي يمثل الأب والموجه للإبقاء على الدولة القطرية، وتحوصل الدول من دخول الأجانب لاسيما اللاجئين.

نقول هذا ونذكر بأن أكثر من تقرير رسمي وصف وضع لاجئي دول جنوب أمريكا على حدود الولايات المتحدة بالمأساوي، إذ يضيق مكان حبسهم ويتناولون وجبات متكررة تسببت في انهاكهم صحيا أكثر من قبل وغير مسموح لهم بالاستحمام إلا مرة في الشهر.  هذه صورة لا تختلف كثيرا عن وضع لاجئي أوروبا في جنوب ايطاليا واليونان من قبل، وضع مأساة مصحوب بغياب الحقوق القانونية والدفاع عنهم على أيدي محاميين أكفاء وسياسة رشيدة.

ما يهمنا هنا هو أن ثمة مقترحات قدمت كخدمة الزامية أو طوعية يقوم بها اللاجئين كمساعدين في حرائق غابات ألمانيا المتزايدة بسبب الجفاف وتوسيع حركة الريح للحرائق والألغام والقنابل المدفونة تحت الأرض منذ الحرب العالمية الثانية. يقول مسؤول في الإطفاء الألماني بأن ارتفاع رطوبة الجو لا يستطيع عمال الحرائق مقاومتها على النقيض من لاجئي الشرق الذين تعودوا على طقس حار كهذا. يقول لقد نجح عدد كبير من اللاجئين في العمل في المزارع والحقول الألمانية للفاكهة والخضروات وما مهمة إطفاء الحرائق إلا امتداد لمقدراتهم الفائقة لانجاز أعمال شاقة أي كانت.

وفي توافق تام مع تشجيع استقطاب مقدرات اللاجئين والاستفادة منها في المجتمع الألماني. نادت كثير من المستشفيات ودور المسنين لتعيين اللاجئين كمساعدين وممرضين للعناية بكبار السن، أو توسيع عمل اللاجئات في خدمات الحفلات كما في غرب ألمانيا.

يقول غابريل وزير الخارجية السابق SPD بأن حزبه بدأ يفقد هويته الاشتراكية كالاهتمام المباشر باللاجئين ولم يعد إلا حزبا مستباحا من حزب ميركل الحاكم التي تقدم أهدافها كالدفع بوزيرة الدفاع لرئاسة المجلس الأوروبي بدلا من الوقوف إلى جانب مطالب الشعب الأوروبي إلى تعيين تيمر مان من الحزب الاشتراكي ، وأضاف بـأن هذه الخطوة التي اتخذتها سبب مباشر لحل الحكومة الائتلافية التي لم يعد حزب SPD فيها إلا ظلا، كما ستوضحه نتائج انتخابات ولايات شرق أوروبا الثلاث القادمة في أشهر الخريف بتصاعد الأحزاب اليمينية المتطرفة مثل AFD الرافض لسياسة اللاجئين والمستغل لها كورقة رابحة في كل انتخابات رسمية لإثارة قومية الألمان ووهم تفضيل الأجانب / اللاجئين عليهم.

محاور عدة:

ـ صرح دونالد ترامب في لقاء مع قناة فونكس بأن أجمل زيارة إلى أوروبا هي زيارته لانجلترا حيث قابل الملكة هناك وتصور وعائلته معها وزيارة أخرى في صيف 2017 لفرنسا حيث شاهد العرض العسكري إلى جانب رئيس فرنسا وقال أن العرض العسكري هذا هو الدليل القاطع على القوة والتحدي وهذا ما سيدعوه إلى اقامة عرض عسكري مثله يفوقه من الناحية التقنية والمقدرات. اختار ترامب يوم الاستقلال أمريكا، اليوم الوطني، لعرض عسكري يزكيه للانتخابات القادمة في منآى عما تعارف عليه في هذا اليوم من الاحتفاء بأمريكا كدولة حرة ثقافية لا يخفي فيها رئيسها الأسرار ويحولها إلى معرض عسكري وتحدي. يقول لقد مزق ترامب صورة أمريكا في العالم اثر أن أغرى الأمريكان بتقليص البطالة وتخفيض الضرائب وطرد اللاجئين وبناء سور ضخم لإيقاف هجرتهم !!

ـ من جانب آخر شغلت قضية اللاجئين في ليبيا الإعلام والسياسة الألمانية اثر أن قتل أكثر من 40 لاجئ جراء قصف صاروخي.

يقول متحدث الرابطة الأوروبية ان لعبة الكراسي الخاصة بتوزيع المناصب العليا بالرابطة لم تنته بعد كما يبدو لينظر في حل جذري لحل القضية الليبية وإيقاف هجرة اللاجئين. ما من ضامن لحياتهم في مسيرتهم المأساوية لوصول ساحل أوروبا.

ـ جاء في تقرير من وزارة الداخلية الألمانية بأنه قد ارتفعت نسبة الاعتداء على اللاجئين والكراهية للأجانب تصاعد بوضوح بعد عام 2015 وفتح ألمانيا لحدودها وتحولت هذه الكراهية والاعتداء حد درجة القتل والتهديد المخيف وحرق المساجد وتمزيق القرآن الكريم في سلة المهملات والمراحيض العامة وإثارة الأحزاب اليمينية المتطرفة للكراهية والعنصرية… هذا كما نص التقرير بأن ارتفاع ظاهرة رفض اللاجئين والرغبة في التخلص منهم جاءت مواكبة لرد فعل عنيف من قبل اللاجئين لاسيما المهددين بالطرد ورفض طلباتهم اذ كثيرا ما يتشاحنون مع الموظفين المسئولين ويعتدون على المارة ومنهم من يتاجر بالمخدرات.

سخرت الصحافة والإعلام الانجليزي من عدم ضبط أوروبا لاسيما ألمانيا للاجئين الموجودين على أرضها ومن التطرف الممارس ضدهم من قبل الأوروبيين في ذات الوقت. تقول إذاعة بي بي سي بأن ألمانيا مثلا بحوجة إلى زيادة النسل واستقطاب كفاءات ومقدرات علمية لتظل رائدة الاقتصاد الأوروبي، إلا أنها فشلت في دمج اللاجئين ولعدم رغبة الألمان فيهم وتخوفهم من الحضارات والأديان والمنظومات الاجتماعية المتباينة لما يمارس في بيئتهم.

ومن المعلوم أن ألمانيا تختلف عن انجلترا منذ القدم فانجلترا دولة استعمار تعرف جيدا كيف تتعامل مع المُستعمَرين أولا والأخر المختلف، كما أنها دولة هجرة ومعترفة بالدين الاسلامي وهي دوافع كافية لأن يعيش الأجانب فيها بسلام وأمن على النقيض من ألمانيا الراغبة في انتاج كفاءات الأجانب وليس دمجهم والاستفادة منهم ثقافيا واجتماعيا كما تفعل انجلترا.

يقول وزير الخارجية السابق ـ غابريل SPD ـ لقد أصبحت مصداقية الاتحاد الأوروبي موضع شك ولم تزل أهم وأصعب المعضلات كقضية اللاجئين في انتظار رد عليها من قبل الرابطة فكل يوم يموت لاجئ أو يعذب، وقد امتلأ البحر بمقابر هؤلاء المشردين المعذبين. هذا وقد صرح بوتين محذرا من تدفق اعداد ضخمة من اللاجئين السوريين في اتجاه أوروبا وازدياد مسؤوليتها بالتالي!!

فرد صحفي ألماني في إذاعة فنك قائلا أن بوتين آخر من يتحدث عن انقاذ اللاجئين فهو جلاد الحرب ومشرد السوريين من أرضهم بقصف سوريا وتدميرها فقط لإبقاء الأسد على سدة الحكم.  لقد فشل العالم كله كما يبدو في إنصاف اللاجئين كما في حادثة ليبيا. اذ لم تؤمن حياتهم ولم يعرف من الجاني القائم بهذه الجريمة الشنيعة اللاانسانية، فحكومة الوفاق الليبية تتهم اللواء حفتر وهذا الأخير يتهمها بدوره. أن الواقع يقول بأن دول الممر لليبيا لا تؤمن حياة اللاجئين ودول أوروبا كإيطاليا ترفض وصولهم ودخول أوروبا وهو خرق لحق اللجوء العالمي.

يقول سلفيني وزير داخلية ايطاليا بأنه مستعد لتحويل كل لاجئين العالم لألمانيا المرحبة بهم وعليه لا داعي للتدخل في سياسة ايطاليا الداخلية واحترام رغبة شعبها الرافض للاجئين وألا تعتقد ميركل بأن إيطاليا دولة من العالم الثالث أو مستعمرة تحت ادارة ألمانية.

يلاحظ المتتبع للسياسة العالمية والألمانية على وجه الخصوص مدى تأثير التيارات اليمينية على المجتمعات والاقتصاد على حد سواء فتيار ترامب اليميني وقف في وجه اللاجئين وحرية التجارة، والأحزاب اليمينية في أوروبا صدعت وشائج المواطنين الأجانب بالألمان برسمها صورة مخيفة عن دولهم بوصفها متخلفة مستسلمة لسيادة الملوك والعسكر، هذا إلى تشويه صورة الاسلام والوقوف بشدة ضد هجرة اللاجئين إلى أوروبا بوصفها وباء كما جاء على لسان ترامب وأوربان رئيس وزراء المجر.

يقول فريدريش ميرتس المرشح الأبرز لخلافة ميركل بأنه أعد أجندة سياسية صارمة بخصوص اللاجئين مما يقود إلى تقليص نسبة حزب AFD الرافض للاجئين بشرق ألمانيا لأنه حزب احتجاجي قائم على الشعارات وإشعال حماس وغيظ وقومية الألمان ضد الأجانب. يقول ميرتس أما أنا فلدي أجندة واقعية وسياسية رشيدة لإيقاف هجرة اللاجئين وطرد المرفوضين ودمج الموافق عليهم تحت سقف ثقافة ألمانية موجهة.

نلاحظ في الوقت الراهن توجه غرب ألمانيا سياسيا نحو الاهتمام بالبيئة وحقوق الإنسان مما رفع نسبة حزب الخضر، أما شرق ألمانيا فيتجه يمينا إذ ترتفع فيه نسبة كره الأجانب/ اللاجئين والإسلام بفعل الاستجابة السريعة والساذجة لسياسة الأحزاب اليمينية. يقول محلل سياسي في تلفزيون آرته بأن احتمال فوز هذا الحزب في ولايات شرق ألمانيا الثلاث (ساكسن، براندنبورج وتورينجن) مفروغ من أمره… المشكلة كيف يتم التحالف معه فهو وفقا للإحصائيات الراهنة سوف يحصل على نسبة 25%، فيما لا تتجاوز نسبة حزب CDU 22%، وSPD 15%، كان وقد صرح رئيس وزراء ولاية “ساكسن أنهالت” بأنه مستعد للتحدث مع حزب AFD ، الأمر الذي جره إلى نقد حزبه الحاكم CDU، يقول بوفيه رئيس وزراء ولاية هيسن لا يمكن التحالف مع حزب AFD النازي الذي مهد برسالته السياسية المتطرفة لمقتل لبكا عمدة مدينة كاسل على يد يميني متطرف. رد متحدث AFD قائلا أن هذا التصريح مرفوض اذ يمكننا ان نقول في المقابل أن الجرائم التي فعلها اللاجئون وقعت استجابة لرسالة سياسة ميركل وحزبها الحاكم.

 ننوه إلى أن مظاهرة مجموعة بيغيدا المتطرفة الأخيرة صرحت أن مقتل سياسي يساري كل شهرين أو ثلاثة أمر محتمل حدوثه وغير مرفوض!!!

خلصت نيوز تايم في تقرير لها عن اتفاقية 2017 الخاصة  باللاجئين المبرمة بين الاتحاد الأوروبي وليبيا إلى فشلها الذريع، لازالت ليبيا تهرب اللاجئين للموت غرقا أو ليصلوا شواطئ أو يظلوا هائمين في سفن خيرية في عرض البحر. يقول مفوض خارجية الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية الاسباني المقترح بأن لا حل جذري لأزمة اللاجئين إلا بحل المشكلة في منبعها بمحاربة بطالة الشباب والحروب ومعالجة أزمة الفقر والبيئة، إذ لا تنفع أنصاف الحلول بإنقاذ اللاجئين وهجرتهم تتوالى طرادا، وما سلفيني وزير داخلية إيطاليا إلا صوت ناقد كآلاف الأصوات المتكررة لتخلّي أوروبا عن مساعدة إيطاليا للخروج من أزمة اللاجئين، فقد تركت وحدها لتكتظ بهم وتنتظر طويلا لاستقطاب بعض دول الرابطة نسبة من اللاجئين.

وفي هذا الصدد نجد ألمانيا في محور الأحداث و سبب الأزمة هو فتح ميركل للحدود وتشجيعها على احتواء اللاجئين. يقول المحلل السياسي “استيفن بوك” بأن هذا الاتهام أشبه باتهام ألمانيا بمحرقة اليهود اذ ظلت وستظل تكفر عن ذنبها بإرضاء اليهود.

وقال ترامب مؤخرا بأن على الاتحاد الأوروبي، لاسيما ألمانيا التعلم من سياسة أمريكا الحازمة مع اللجوء وإلا فستجني عواقب وخيمة. هذه نصيحة ترامب الذي لا يجد قبولا من أحد إلا شركات السلاح الأمريكية ومشتريه ومواطني أمريكا البسطاء الذين يرون فيه عكس وجه القوة الأمريكية ومخلصها من لاجئي جنوب أمريكا والبطالة حتى ولو كثرت الزلازل في كاليفورنيا وذابت مساحات كبيرة من جليد ألاسكا شمال أمريكا كما لوحظ في شهر يوليو الماضي.

وكما جدرت الإشارة فإن قضية اللاجئين كما يبدو ملف مفتوح بعد لم يخلص إلى حل جذري فكل ما يقدم مقترحات سطحية أو جذرية معقولة غير أنها طويلة الأمد وتتطلب تكافل دول اللاجئين والرابطة الأوروبية، كما رأى مرشح الرابطة الأوروبية للشؤون الخارجية لحل المشكلة من جذورها وليس عمليات التجميل وإنقاذ اللاجئين في البحر من وقت لآخر.

نعم كلما ازداد الوقوف إلى جانب اللاجئين بتكاتف المنظمات الإنسانية والكنائس والمتظاهرين والأحزاب اليسارية ازداد في المقابل كره الأجانب والساسة المدافعين عنهم وعن المجتمعات متعددة الثقافات، بل وتكوين تنظيمات نازية جديدة مثل الصليب الشمالي الذي يدعو صراحة إلى قتل السياسيين اليساريين وكل من يقف بسياسته إلى جانب اللاجئين أو يدعو لمجتمع مفتوح متسامح متعدد الثقافات والمعتقدات.

.