المبادرة العربية لتشجيع الجالية العربية للمشاركة في الانتخابات الالمانية

د. نزار محمود، عضو لجنة ومجلس المبادرة

تخوض المانيا هذا العام كماً كبيراً من الانتخابات على المستوى الاتحادي، متمثلة بانتخابات البونديستاغ، وعلى مستوى الولايات متمثلة بانتخابات برلمانات الولايات، والمستوى المحلي، انتخابات البلديات. وفي برلين، ستجري جميع تلك الانتخابات هذا العام في يوم واحد هو يوم ٢٦ ايلول من هذا العام.
ونظراً لأهمية الانتخابات التي تتمخض عنها المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية والحكومات الاتحادية والولاياتية والمحلية، ومن يمثلها وفي مقدمتهم مستشار أو مستشارة المانيا، نشارك في القاء الضوء على دور وأهمية جاليتنا العربية في المشاركة فيها. وفي هذا الإطار يجيء موضوع مقالي اليوم.

في البدء لابد من طرح التساؤلات التمهيدية التالية:
⁃  هل أن مشاركة من يحق لهم الانتخاب أو الترشيح من أبناء الجالية العربية مهمة ومجدية؟
⁃  واذا كان الجواب بنعم، فما هي الاشتراطات لذلك؟
⁃  هل يذهب المواطنون من ذوي الأصول العربية في انتخاب حزب بعينه، أم يتوزعون على عدد من الأحزاب التي يعتقدون في برامجها ومرشحيها تحقيقاً لمصالحهم؟
⁃  أم أنه من الأجدى والأكثر فاعلية تقدم الجالية العربية بقائمة أو قوائم انتخابية مستقلة؟

أحاول محاورة تلك التساؤلات كذلك في هذا المقال، ومن أجل ذلك لا بد لي من التذكير ببعض الملاحظات:
⁃  على الرغم من عدم وجود احصاءات دقيقة لأعداد من يحق لهم الانتخاب أو الترشيح من المواطنين المنحدرين من  أصول عربية، لا سيما مع تعدد المفاهيم واختلاف أسس الإحصاء في ما يخص الأجيال وقضايا التصاهرات، فإن ذلك العدد ربما يزيد عن ٢٥٠ ألف في عموم ألمانيا. ( مع التحفظ على صحة العدد)
⁃  ان الجالية العربية، ولأسباب سياسية وثقافية بالدرجة الأساس، تعيش، للأسف، حالة اللا وحدة السلبية في الرأي والموقف.
⁃  ان نسبة كبيرة من الجالية العربية لا تشارك في الانتخابات الألمانية لأسباب عدم اكتراثها بأهميتها أو جدواها.

وفي ضوء تلك التساؤلات والملاحظات اخرج بالاستنتاجات والتوصيات التالية:
⁃  إن الجالية العربية لا يمكن أن يكون لها تأثير ملحوظ دون الوعي والتوحد أو حتى التنوع الايجابي في مجال رؤاها ومطالبها السياسية.
⁃  إن ما طرحه أحد المشاركين في ندوة نظمها منتدى الفكر والحوار في برلين ( على الزوم) حول فاعلية مشاركة الجالية العربية في الانتخابات الالمانية قبل أيام من خلال فكرة تحالفها ودعمها أحد الأحزاب الألمانية الكبيرة التي ينتظر منها تحقيق نسبة معقولة من مطالبها جديرة بالتأمل.

“صوتك الانتخابي… مستقبلك

وبمبادرة من مجموعة من الناشطين في المجال السياسي والاجتماعي في برلين  جرى تشكيل لجنة تحضيرية لأعمال المبادرة العربية لتشجيع الجالية العربية على المشاركة  في الانتخابات الالمانية القادمة والتي ستجري بوم ٢٦ سيبتمبر من العام الحالي.
كما تعلمون، فإن المانيا هي جمهورية اتحادية، وهي دولة قانون تقوم حياتها السياسية على مبادىء الحرية والديمقراطية البرلمانية. يحكمها دستور يقوم على أساس: أن  الشعب هو مصدر سلطاته الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية، أي أن تلك السلطات يحددها الشعب من خلال تصويته على تشكيلاتها ومسؤولياتها وصلاحياتها في اختيار ممثليه الذين يقومون بإصدار القوانين ورسم السياسات وادارة المرافق العامة وبالتالي حياة المواطنين في حقوقها والتزاماتها.
من هنا تكتسب المشاركة وبأشكالها المختلفة في عملية الانتخابات البرلمانية وعلى مستوياتها المتعددة، أهمية سياسية وحياتية بالغة.
من أجل ذلك جاءت فكرة تأسيس مبادرة تشجيعنا لجاليتنا العربية بالمشاركة في الانتخابات الالمانية.

الأهداف الأساسية للمبادرة العربية في تشجيع المشاركة في الانتخابات الألمانية:
١-  التعريف بأهمية المشاركة في الانتخابات وأشكال تلك المشاركة.
٢-  تأكيد حضور الناخب من أصول عربية على الساحة السياسية الالمانية.
٣-  مراعاة خصوصيات حاجات ومطالب ذوي الاصول العربية المهاجرة في البرامج الانتخابية.
٤- تشجيع الانخراط والترشيح في الحياة والاحزاب السياسية.

فعاليات المبادرة:
ومن أجل ذلك فقد قامت المبادرة، وبعد مشاورات ولقاءات عديدة بالآتي:
١-  وضع خطة عمل مرحلية تضمنت التعريف بالمبادرة وأهدافها.
٢-  تنظيم لقاء افتراضي أول في إطار الإعلام عن المبادرة وتوضيح أهميتها والدعوة للمشاركة فيها، والاستماع إلى المقترحات والاجابة عن تساؤلات.
٣-  إعداد رسالة وتوجيهها إلى كثير من الجمعيات والاتحادات والشخصيات العربية توضح أهداف المبادرة وأهمية عملها وطبيعتها، مرفقة بها مسودة مقترحات بخصوص المطالب الانتخابية لجاليتنا العربية انطلاقاً من خصوصيات حاجاتها الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
٤-  حصلت المبادرة على ردود فعل ومقترحات على ما أرسلناه من مسودة مطالب، لنعمل على اعتمادها في الصيغة النهائية للمطالب التي سنقوم بتوجيهها الى الاحزاب الالمانية، وباللغتين العربية والالمانية، مع الاحتفاظ بالمضمون والتفسير  وعدم الالتزام بالصياغة الحرفية.
٥-  نقوم اليوم ومن خلال هذا اللقاء الافتراضي بمواصلة الإعلام عن المبادرة والاستماع إلى طروحات ومقترحات اضافية في مقترحات مطالبنا، وكذلك الدعوة للمشاركة ودعم المبادرة.
٦-  وبالطبع، ستعمل المبادرة، وفي الوقت المناسب، على التعريف بالبرامج الانتخابية للاحزاب الالمانية.

بماذا تمتاز به المبادرة:
تمتاز المبادرة بالآتي:
١-  انها مبادرة تقف على مسافة واحدة من جميع الاحزاب الالمانية المتنافسة في الانتخابات.
٢-  المبادرة ليست كتلة أو قائمة انتخابية، وبالتالي ليس لها مرشحين محددين في الانتخابات.
٣ –  المبادرة تهدف الى توعية الناخب العربي لانتخاب الكتلة أو المرشح الذي يعتقد بتلبيته لمطالبه الانتخابية.
٤-  المبادرة هي منصة الباب المفتوح لكل من يؤمن بأهدافها ويسعى ويقدر على تحقيق أهدافها.

مسودة مطالب المواطنين من الجالية العربية:

ومن أجل تحقيق التفاعل مع الجالية العربية في الوقوف على خصوصيات مطالبها وحاجاتها تقدمت لجنة المبادرة بمسودة مطالب، تضمنت:

1ـ تأمين الكرامة الإنسانية العادلة للمواطنين من ذوي الأصول المهاجرة، من خلال تجريم العنصرية القائمة على أساس اللون أو المنحدر أو الدين أو الجنس أو اللغة.

2ـ تحقيق العدالة الإقتصادية القائمة على المساواة في فرص العمل في الإدارات الحكومية والمدارس والجامعات وغيرها، وأخذ الظروف الاجتماعية الخاصة للمواطنين من ذوي الأصول المهاجرة في دعم تأهليهم لغوياً ومهنياً وتشغيلهم.

3ـ مراعاة الخصوصيات الثقافية والعقائدية للمهاجرين من ذوي الأصول العربية والإسلامية من حيث التمكين من ممارسة حقوقهم الثقافية والدينية المشروعة من تعلم اللغة العربية واعتمادها كلغة أجنبية في المدارس الألمانية، ودعم أماكن العبادة باعتبارها هيئات مشروعة بموجب القانون العام، وتسهيل مهمة التوسع في بناء المدافن الإسلامية، ودعم جمعيات المجتمع المدني من أجل المساهمة في عون الأسرمن ذوي الأصول المهاجرة في تعليم أبنائها.

4ـ محاربة العداء للسامية ومنع الترويج للكراهية ضد العرب والمسلمين من خلال إصدار القوانين وتفعيل سريانها، ومحاسبة وسائل الإعلام التي تساهم وبمبالغة وبصورة مستهدفة في تتبع كل ما هو سلبي واستغلال الأحداث من أجل ذلك.

5ـ تسهيل اجراءات الحصول على الجنسية الألمانية للراغبين ومستوفي شروط التجنس الأساسية، وكذلك إجراءات لم الشمل العائلي.

6ـ العمل على توفير مساكن حكومية واجتماعية مناسبة لعيش كريم لذوي الدخل المحدود.

7ـ تضمين المناهج المدرسية موضوعات حول التاريخ والثقافة العربية وانجازاتها الحضارية الإنسانية، بما يساعد على التقبل والوئام المجتمعي، من ناحية، وتداعيات الاحتلالات والاستعمار الأجنبي لبلدان وشعوب العالم العربي.

8ـ العمل على تمكين المواطنين من ذوي الأصول المهاجرة ممن يعيشون بصورة شرعية وطويلة في ألمانيا للمشاركة في الانتخابات البلدية على أقل تقدير.

9ـ التأكيد على دور ألمانيا في الحل العادل للقضية الفلسطينية استناداً إلى القرارات الشرعية لمجلس الأمن والجمعية العامة.

10ـ وقف وحظر توريد السلاح والدعم للأطراف المتنازعة في بلدان الشرق المتوسط، والعمل على دعم برامج التنمية وزيادة التعاون العلمي والاقتصادي مع بلدان العالم العربي.

مجلس المبادرة:

وإنطلاقاً من سياسة الباب المفتوح للمشاركة في أعمال المبادرة جرت دعوة العديد من الشخصيات الناشطة في المجال السياسي والاجتماعي للتعاون في إنجاح وتحقيق أهداف المبادرة من خلال تأسيس مجلس طاولة مستديرة للمبادرة، حيث لبى الدعوة ما يزيد عن عشرين ناشطاً شاركوا وعلى برنامج التواصل “زوم” حيث تم تداول نشاطات ومسؤوليات توسيع عمل المبادرة ورفع فاعليتها من خلال طرح تشكيل عدد من لجان العمل المتخصصة في مجالات الإعلام والعلاقات والتواصل واعداد ملخصات البرامج الانتخابية للأحزاب والشؤون المالية والتنسيقية.

وفي الختام نرجو من جاليتنا العربية التفاعل الايجابي مع هذ المبادرة لأهميتها.

.