الجمعيات والروابط العربية .. كلام في كلام

الدليل ـ برلين

فتحنا أرشيف الدليل لنرى ما إذا كانت الجمعيات والروابط العربية في برلين وألمانيا قد حققت شيئا من التقدم في سبيل وحدة الجالية، فرأينا أن ما وعدوا به لم يتحقق، وأن الحكاية كلها كلام في كلام … فقررنا أن نعرض على القارئ بعضاً من الكلام، الذي قيل من نشطاء ومحترفي تكوين الجمعيات والروابط “بدون أسماء وبدون تعليق” …. ” أهو كله كلام !!”

1ـ نعم كانت هناك في عام 2000 مبادرة لتوحيد الجالية العربية في برلين ولاقت ترحيباً كبيراً من الأغلبية الساحقة للجمعيات والجاليات والمؤسسات ولم تفشل. بادرنا بعقد اجتماعات وطرح برنامج عمل ودستور نستعين به الآن، ولكن بعض العقبات التي واجهتنا وهي أن الجالية الفلسطينية آنذاك كانت منقسمة، فطلب مني رجاء تأجيل هذا العمل لتكتمل الوحدة في الجالية الفلسطينية. والآن، والحمد لله، توحدت الجالية الفلسطينية وليس هناك من مبرر.

2 ـ تواصل لجنة الحوار والتنسيق من أجل وحدة الجالية العربية أعمالها التحضيرية لعقد مؤتمر عام لتأسيس تشكيل تمثيلي وتنسيقي للجالية العربية في برلين. وتواصل اللجنة، التي جرى تكليفها من قبل أكثر من خمسين من ممثلي العديد من الجمعيات والاتحادات العربية في اللقاء الموسع الذي عقد يوم 23/1/2005 في نادي الكرامة والذي جرت الدعوة له على هامش فعالية أيام العالم العربي في البرلمان الاتحادي الألماني التي أقيمت في شهر كانون الأول من عام 2004.

3 – مشكلة الجالية أن كل منهم يعتقد أنه على صواب… والباقون على خطأ. يجب أن تكون هناك محاولات للتنسيق والتفاهم ومحاولة سماع الرأي وتقبل الرأي الآخر.. فمشكلتنا أننا لا نستمع إلى الرأي الآخر وعلى ذلك فهو «حوار الطرشان». يجب أن تتعلم الجالية التنسيق والتعاون فيما بينها، نحن لا نتكلم الآن ـ كما يخيل للبعض ـ على «وحدة اندماجية». لا نحتاج أن يكون هناك زعيم واحد للجالية… لقد انتهى عصر الزعيم الذي يستطيع عمل كل شيء .

4 ـ إيمانا منا في الجالية الفلسطينية برلين… بحتمية المثابرة على توحيد الصفوف وتضافر الجهود وشحذ الهمم والنهوض بالعمل الجماهيري وتوثيق العلاقات الأخوية فيما بيننا… في مسيرة حمل الأمانة وتأدية الرسالة… من أجل نيل المراتب العلى في عملنا الفلسطيني المؤسساتي… بما يخدم مصلحة جالياتنا الفلسطينية في ألمانيا… بل وفي كل الدول الأوروبية… نتوجه لكم بكل أخوية ومحبة في اقتراحنا المرفق… من أجل تحقيق وحدة الجالية الفلسطينية في ألمانيا… وإيجاد آلية تنسيق بين جميع المؤسسات الفلسطينية في المقاطعات الألمانية ولو بالحد الأدنى… وهذا الاقتراح المرفق … إنما هو مشروع اقتراح من الجالية الفلسطينية برلين للأخوة في الجاليات الفلسطينية في ألمانيا… 7/4/2007

5 ـ تأسيس تجمع عربي موحد : في أجواء من الترقب والمفاجآت المزركشة بألوان من الموسيقي والطعام الشهي الذي يمتاز به المشرق العربي ومغربه، أقيم يوم السبت 19 أيار/ مايو 2007 احتفال نسق، وقع خلاله رؤساء ستة جمعيات عربية على ساحة برلين ـ براندنبورج، مشروع «ميثاق عمل مشترك» بينهم، وقد حضر العديد من المواطنين العرب والألمان وممثلين عن الجمعيات والسلك الدبلوماسي العربي في برلين هذه المناسبة المتميّزة. إنها المرة الأولى الذي يحدث فيها اتفاق بين جمعيات عربية، منذ قدوم أول جيل عربي إلى هذا البلد في الخمسينات من القرن الماضي. لكنها تبقى مبادرة فريدة لقيت الترحيب وتشجيع الأطراف والتجمعات العربية بما فيها الجانب الرسمي العربي. 19 مايو 2007

6 ـ بداية لا بد من الإشارة إلى أن معظم الجمعيات والمؤسسات والاتحادات العربية والإسلامية هي في الأساس مؤسسات وجمعيات واتحادات ونواد للخدمات الاجتماعية والثقافية والرياضية وهي مسجلة على هذا الأساس، وليست مؤسسات سياسية، وليس لها برنامج سياسي لأنها ليست أحزابا ولا حركات للنضال الوطني وتضم في العادة نخبة من الأعضاء، بعضها يضم العشرات، يتم تسجيل معظمهم خجلا وإرضاء لأصدقائهم في الهيئة الإدارية ومعظمهم في الغالب لا يحضرون إلى المؤسسة إلا حين إقامة احتفال غنائي. إن قيام بعض المؤسسات بتسمية مؤسساتهم مثل مركز الجالية العربية في ولاية كذا أو مركز الجالية في دولة كذا لا يعني أن هذه المؤسسة وهذا النادي أصبح يمثل الجالية العربية ولا الإسلامية في تلك الولاية ولا تلك الدولة. مايو 2009

7 ـ ظهرت العديد من الجمعيات والنوادي العربية لتمثل الجالية ولتعمل معها لتحسين مستواها الثقافي والاجتماعي والاقتصادي ولتساهم في تحقيق الاندماج. فبراير 2009

8 ـ عرب ألمانيا ينقلون خلافاتهم السياسية إلى مؤتمرهم السنوي: ألقت الخلافات القائمة بين الأنظمة والتيارات السياسية العربية بظلال قاتمة على المؤتمر الشعبي العربي السادس الذي أقيم في العاصمة الألمانية برلين 2009 تحت عنوان «لا للاحتلال نعم لحرية الشعوب» وشاركت فيه 16 جمعية ورابطة عربية.

9 ـ الجالية الفـلسطينية في بـرلـيـن .. ما الـذي حـدث؟ تلقى الـكـثيـر من أبناء الجاليات العـربية بامـتعاض وألم الأنباء والأخبار التي نـقـلت إلى خارج قـاعة المـؤتـمـر الذي انعـقـد لاختيار مجـلـس إداري جـد يـد لـلجالية الفلسـطينية لينبثـق عـنه هـيئة إدارية جـديـدة ورئيسا جـديـدا يتم انتخـابهم انـتخـابا ديمـقـراطـيا . ما الـذي حـدث ؟

10 ـ مشكلة هذه المراكز والمساجد المشار إليها أن مدير المركز أو المسجد لا تعرف كيف أتى ومن أين أتى ومن نصبه مديراً للمركز أو المسجد .. وكم يتقاضى راتباً .. وهو إن استلم المركز أو المسجد تراه لا يتزحزح عن منصبه طيلة عمره؛ حتى الممات، ولو أريد تغييره بغيره وبمن هو أكفأ منه فهو يحتاج إلى انقلاب وثورة وحركة تمرد واستعصاء داخل المسجد أو المركز .. كما أنه يتصرف وكأنه المالك للمركز أو المسجد وما فيه .. ومن فيه .. يحل ويربط .. ويجيز ويمنع من دون الرجوع لأحد أو استشارة أحد .. ولا ندري كيف استملكه .. ومن ملَّكه إياه .. لا يتزحزح عن سدة الزعامة إلى أن يدركه الموت … والويل لمن يُحاسبه أو يسأله …. وقادة هذه المراكز والمساجد صورة مصغرة عن حكام العرب للأسف ! يونيو 2010

11 ـ الصراعات السياسية داخل الجالية الفلسطينية خلقت نوعا من اللامبالاة لأن هناك أشخاصا مصرين على «تسيس» الجالية، فكل هذه التنظيمات تكونت كي تكون في خدمة القضية الفلسطينية، لا أن تكون القضية الفلسطينية في خدمة التنظيم. والجالية الفلسطينية لم تقم على أساس أبنائها بل على أساس التقسيمات التنظيمية. القادة هم الذين يقربون الجماهير منهم ولا يبعدوها عنهم، يحرصون على سماع انتقاداتها مقدمين الحلول لمشاكلها ولا يتهربون منها. اكتوبر 2012

12ـ لم تخول الجالية العربية أحدا للتحدث باسمها في قضايانا المصيرية لأنها لم تنتخب أحدا لذلك، وليتفضل من يدعي أنه يمثل الجالية العربية هنا وليوضح لنا أين جرت انتخابات عامة لكل أبناء الجالية وشاركوا في انتخابه أو تم دعوتهم لذلك ومن هو الذي يدعي أصلا أنه يعرف عناوين كل أبناء الجالية العربية في ألمانيا؟ مارس 2014

انتهى الكلام من أصحاب الكلام ………… ومازال البعض يكرر نفس الكلام اليوم، عن الوحدة والجالية .. ومازالت المؤتمرات تعقد، والخطب الرنانة تلقى ، والأحاديث والمؤامرات على الكراسى مازالت باقية .. ونحن نسمع كلام عام 2000 في عام 2010 .. وكلام عام 2011 في عام 2015 و 2020 ومازال الكلام مستمراً … والسلام .

.