التحالف الجديد .. ومستقبل ألمانيا
د/ أمير حمد
كان وقد تناولت مجلة الدليل في أعدادها السابقة قضية الانتخابات البرلمانية واللاجئين بشكل موسع يتفق مع مجريات ومستجدات الصحافة والإعلام الألماني. هنا نقرأ في هذا المقال مستجدات ما بعد انتخابات ميركل للدورة الرابعة في تحالف لا بديل له متفاوت ومتعارض في مطالبه السياسية، بدءً بقضية اللاجئين ومرورا بالوضع الاجتماعي وقضايا البيئة وانتهاءً بموقف ألمانيا من دعمها لدول جنوب أوروبا كما يرغب الرئيس الفرنسي وكما لا يود الحزب الليبرالي FDP الحليف الجديد في الوقت ذاته.
كان من المتوقع فوز ميركل في الانتخابات البرلمانية الأخيرة ، وبالتالي تولي ميركل منصب المستشارة للدورة الرابعة (16 عاما)، أطول فترة حكم ديمقراطي في ألمانيا ، فترة حكم لم يتقلدها مستشار من قبل سوى هلموت كول من الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تنتمي إليه ميركل.
يرى المحللون السياسيون بل والأحزاب الألمانية نفسها بأن فوز ميركل هذه المرة هو فوز يهدد الفشل والخضوع لهيمنة الأحزاب الأخرى الحليفة في الحكم ـ حزب الخضر والحزب الليبرالي، الذي خرج من البرلمان الألماني في الدورة السابقة لعدم تجاوزه لنسبة 5% الحد الأدنى للتمثيل البرلماني. بالتمعن في الوضع السياسي الراهن بألمانيا نجد أن التحالف الذي تم بين الأحزاب العملاقة ـ الحزب الاتحادي والليبرالي والخضر ـ تحالف يتطلب التنازلات وعدم الرفض المباشر في البدء لفرض مبدأ سياسي معين. وما أكثر الخلافات وتفاوت المطالب بين الأحزاب الثلاثة المذكورة ، نقول هذا استنادا إلى الاختلاف السياسي بين التحالف المذكور تحالف جامايكا: الاختلاف في سياسة اللاجئين، الاختلاف في سياسة البيئة والطاقة، الاختلاف في السياسة الاجتماعية وأخيرا الاختلاف في السياسة الخارجية تجاه دول الرابطة بجنوب أوروبا، وكذلك سياسة التسليح والتعامل مع أردوغان وبوتين وترامب وأوربان رئيس المجر كذلك التعامل مع بولندا وتشيكوسلوفاكيا….
فلننظر بموضوعية إلى هذا الخلاف الذي يراقبه حزب AFD البديل بانشراح لإسقاط ميركل بعد أن أصبح الحزب الثالث في البرلمان. يقول متحدث هذا الحزب الرافض للأجانب واللاجئين بأن ميركل مهددة من الداخل والخارج وأن هزة سياسية صغيرة ستودي بها هذه المرة.
يمثل الخلاف السياسي في قضية اللاجئين خلافا أساسيا إذ ظل حزب CSU الحليف لحزب CDU يطالب بتحديد نسبة 200 ألف لاجئ في العام، على النقيض من ميركل الرافضة لتحديد نسبة. بهذا المطلب الأساسي هدد حزب CSU بالخروج من التحالف ما أن لم يتم تحقيقه فأمن ألمانيا والحفاظ على هويتها وإخراس الأحزاب اليمينية المتطرفة المحتجة دائما دون الإتيان بحلول هو الحل الأمثل لإرضاء هذا التحالف الذي لا خيار غيره بعد أن خرج الحزب الاشتراكي الديمقراطي SPD من الحكم مع ميركل في الدورة السابقة مؤثرا موقعه كرئيس للمعارضة في البرلمان وبنيته من جديد بانفتاحه نحو اليسار بعد أن خسر نتيجة الانتخابات السابقة ـ فقط 22%. يقول شولتس رئيس الحزب الاشتراكي بأن ميركل ظلت تسرق أفكار ومقترحات حزبه وتطبقها باسم حزبها مما شابه سياسة هذين الحزبين الكبيرين وبالتالي إضعاف حزبه.
أما الخلاف الاجتماعي فيتمثل في تقليص الهوة بين الأثرياء والفقراء بألمانيا وهو مطلب أساسي لحزب الخضر هذا إلى جانب الحد من ارتفاع الإيجارات وتشييد مباني اجتماعية أكثر. هذا ما لا يوافق الحزب الليبرالي الرأسمالي الذي يرى بأن أسعار السوق وحدها هي التي تحدد الأسعار والإيجارات وبالتالي يبعد التدخل السياسي لتحديد الأسعار، كما أن هذا الحزب الليبرالي لا يرى في مساعدة الفقراء منشداً أساسيا بل يطالب على أحسن الفروض إلزامهم بالعمل أو تدريبهم وتعليمهم للخروج من وضعهم المزري. أما الخلاف حول الطاقة فواضح، إذ ظل يطالب حزب الخضر منذ سنوات طويلة بالخروج من برنامج استخدام الفحم الحجري لتلويثه للبيئة واستخدام الطاقة البديلة ـ الرياح والماء… وهذا ما لا يتفق مع الحزب الليبرالي الموافق على الطاقة النووية والفحم الحجري. لا يتفق هذا التحالف/ جامايكا في نقاط كثيرة رغم وجود نموذج منه ناجح يحكم ولايةSchleswig-Holstein في شمال ألمانيا.
يطالب حزب الخضر بالحد من التسلح ودعم الدول العسكرية كالجزائر وهذا ما لا يتفق مع سياسة الحزب الليبرالي الداعم للتسلح والذي تحول وزيره ـ وزير التنمية الأسبق ـ إلى العمل مع شركة سلاح ألمانية بعد خروجه من البرلمان. هكذا بدأ التحالف الجديد وسط خلافات حادة وتقديم تنازلات استعدادا لدورة جديدة تهددها الأحزاب اليمينية واختلاف المناشد السياسية لتحالف جامايكا هذا.
دورة جديدة لا تخلو من التصدع بل واحتمال الفشل وإعلان انتخابات جديدة في أي لحظة؟
إنه تحالف وليد الصفة ولا خيار غيره لان الحزب الاشتراكي الحليف سابقا في حكم ميركل آثر أن يكون معارضا كما أن حزب CDU بزعامة ميركل لا يرغب في التحالف مع الأحزاب اليمينية المتطرفة كحزب AFD.
لقد ذكر وزير داخلية بايرن بأن تحديد حزبه لعدد اللاجئين 200 ألف لاجئ في العام لا يعني سوى الإشارة إلى ضبط وتقليل هجرة اللاجئين وإن أمكن إيقافها استنادا إلى الهجرة الشرعية ومحاربة الفقر ودعم التعليم والتدريب المهني في أفريقيا و دول اللاجئين الأخرى، كما أن محاربة فساد الحكام وتجارة تهريب اللاجئين لا تقل أهمية عن كل دوافع وأسباب هجرة اللاجئين إلى أوروبا وألمانيا. إذا ما يتوجب على حكومة ميركل الحالية هو تقليل نسبة اللاجئين وتسفير المرفوضين منهم ودمج المقبولين وإدراجهم بسرعة في دورات اللغة ومن ثم سوق العمل. هنا وحدها ميركل تستطيع موازنة مطالب الأحزاب المحتجة كحزب AFD وتلبية مناشد سياستها الإنسانية تجاه اللاجئين.
اللاجئون في مفترق الطريق
كيف يمكن لميركل الإدارة والتوفيق بين الأحزاب الثلاثة المشاركة لحكمها في هذه الدورة نقول الثلاثة لأن حزب CSU الشقيق لحزب CDU ـ حزب ميركل ـ انفرد في الفترة الأخيرة وابتعد كثيرا عن برنامج الحزب المسيحي CDU. ظهر هذا الابتعاد والخلاف في زيارة زيهوفر رئيس حزبه لروسيا إبان الحصار الاقتصادي ضد روسيا من قبل الرابطة الأوروبية، ولاسيما ألمانيا وتضخم هذا التباين بين الحزبين في تصميم حزب CSU على تحديد نسبة 200 ألف لاجئ في العام لا غير على النقيض من ميركل التي لا ترى جدوى في تحديد نسبة اللاجئين. وكما يبدو فإن الحزب المسيحي الاجتماعيCSU ليس وحده المناوئ لسياسة ميركل فحزب FDP الليبرالي مثلا يدعو بل ويصمم على تطبيع العلاقة مع روسيا لضمان إنعاش الاقتصاد لكل من الدولتين، لاسيما على صعيد الطاقة والبترول والأسلحة وتبادل المنتجات الزراعية والأسلحة ومحاربة داعش.. قليل جدا تشابه أو تقارب الأحزاب الثلاثة الحليفة مع بعضها البعض ومع حزب CDU وأكثر وأعقد هذه الصلات السياسية هي الصلة بين حزب CSU والخضر، فالأول يميني يطالب بتحديد نسبة اللاجئين وتسفير المرفوضين فورا ويتحفظ على لم شملهم، فقط إدراج اللاجئين بسرعة في سوق العمل اثر تعلمهم اللغة الألمانية ودمجهم. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى اعتبر هذا الحزب بأنه المسؤول الأول والأسرع في التنفيذ لإخراس حزب AFD البديل لكونه حزب يميني متزن! يدعو إلى الوطنية والثقافة الرائدة وحفظ الهوية الألمانية من كل ثقافات وديانات دخيلة كالإسلام. من المعلوم بأن حزب CDU يدخل أول تجربة تحالف مع حزب الخضر على المستوى الاتحادي في هذه الدورة وهي مغامرة لاختلاف برنامج هذين الحزبين. فيما انحاز حزب CDU إلى مطالب حزب CSU لتحديد نسبة اللاجئين مثلا ليتم تشكيل حكومة ائتلافية انبرى حزب الخضر كمعارض لهذه السياسة المحددة لنسبة اللاجئين. يقول متحدث حزب الخضر بأن مثل هذا الاعتراف وتقييد نسبة اللاجئين وتسفيرهم إلى دولهم المهددة الغير آمنه كأفغانستان لا يعني سوى هضم لحقوق الإنسان وتسفيه اتفاقية اللاجئين العالمية.
كيف يمكن لميركل بحق السماء أن تؤلف وتنجح وسط هذا التحالف “الزواج الإجباري”؟
فلنقرأ معا فيما يلي الاتفاق الذي تم بسبب ميركل وزيهوفر رئيس حزب CSU ومؤشرات التحالف مع الخضر FDP .
كان وقد نوه رئيس وزراء ولاية هيسن CDU بأن إدراج الخضر في الحكم يتطلب الصبر وبعض التنازلات من قبل الاثنين ميركل والأحزاب الأخرى والخضر. يقول فقط لا يشترط ويهدم الحوار الحاد لتمسك أعمى من قبل الأحزاب المشاركة وأشار إلى نجاح حكومته في هسن وكذلك تحالف جامايكا في ولاية Schleswig-Holstein في شمال ألمانيا.
تم لقاء الحزب الحاكم CDU مع حزب FDP الليبرالي بعد مقابلة حزب CSU للمفاوضة حول مطالب الكل ولم يتم اللقاء مع حزب الخضر إلا لاحقا. يقول باحث سياسي ألماني بأن هذا التأخير لا يعني تقليل شأن حزب الخضر وإنما لصعوبة التفاوض معه للاختلاف الكبير بينه وبين الحزب المسيحي الاشتراكي CSU شقيق CSU الحزب الحاكم.
هذا وقد صرح كلتشمان رئيس وزراء ولاية Baden-Württemberg الثرية بأن حزبه الحاكم ـ الخضر ـ مع حزب CDU كحليف أصغر يدرك تماما قضايا واهتمامات حزب الخضر البيولوجية والإنسانية وأن الهم الأول لدى الخضر هو اتفاق فاجعة غرق اللاجئين وذلك بإتاحة الهجرة الشرعية لهم ولم شملهم وبالتالي إيقاف نشاط المهربين، يقول مواصلا بأن الاتفاقات الثلاثة مع تركيا مثلا ودول شمال أفريقيا وغربها ومساندة منظمة اللاجئين ومراقبة الشواطئ لا تكفي للحد من هجرة اللاجئين السرية فقط الهجرة الشرعية ودمجهم هو الحل الأمثل.
تحالف ميركل الجديد
ليس بالضرورة بمكان أن يتم التحالف بين الأحزاب الثلاثة طالما تباينت وتضاربت سياستهم، هذا هو تصريح كل من حزب الخضر و FDP إذ يرى بأن انتمائهم إلى المعارضة البرلمانية استنادا إلى برامجهم وما وعدوا به الشعب أفضل من التمسك بالحكم فقط لكسب المناصب والترويج لسمعة الوزراء المشاركين في الحكم … أين الوطن العربي من هذا النزاهة والدربة السياسية؟؟
كما ذكرنا سابقا بأن هذا التحالف بمثابة زواج قسري لعدم الاتفاق في أهم القضايا بدءً بقضية اللاجئين. يقول متحدث حزب الخضر بأن مطالب الحزب الاتحادي لاسيما CSU بتوسيع تشييد مراكز تجمع اللاجئين لا يعني احتوائهم والتدقيق في وضعهم الإنساني كما يوهم حزب CSU المواطنين الألمان وإنما هي مراكز تسفير وطرد لهم. يقول مواصلا بأن حزب الخضر لا يوافق على إيقاف لم شمل اللاجئين كما يطالب الحزب الاتحادي، إن لم الشمل ضروري جدا لاندماج اللاجئين، فاللاجئون البعيدون عن أسرهم في مواطن الحروب والتشرد يظلون دائما في قلق وتوتر نفسي يعرقل اندماجهم وتعلمهم اللغة. إذا فميزانية دمج اللاجئون وتعليمهم في منأى عن لم شملهم هي هدر للأموال.
أما حزب FDP فيرى نقص واضح في سياسة الحزب الاتحادي الخاصة باللاجئين. يقول رئيس الحزب بأن حزبه اقتصادي التوجه بادئ ذي بدء، لذا فأننا نطالب بنظام النقاط الكندي الذي يبرز مؤهلات وخبرات المهاجرين وكذلك اللاجئين فنستطيع وقتها اختيار من يدفع بعجلة الاقتصاد الألماني والاستفادة من خبراته وعمله. هذا كما يرى هذا الحزب بأن حل مشكلة اللاجئين من جذورها هي الحل الأمثل مجابهة الفقر والأمية ومحاربة المهربين والفساد ودعم وتوسيع مراكز التدريب المهني. يقول بأن ألمانيا لا تستطيع أن تستقطب وتساعد اللاجئين كلهم وإنما هي دولة ككل دول الرابطة لا يستوجب تكليفها أكثر مما تقدم وما أكثر ما تقدمه ألمانيا للاجئين! يمثل الخلاف الأكبر في هذا التحالف تمسك حزب CSU بتحديد نسبة اللاجئين 200 ألف لاجئ في السنة. كان هذا التمسك سبب مباشر في تصدع العلاقة بين ميركل CDU وزيهوفر CSU ، لم يتم الاتفاق بين هذين الحزبين حول هذا المحور وقضايا أخرى إلا بعد حوار ومشاورة دامت أكثر من 12 ساعة.
يرى حزب الخضر بأن موافقة ميركل الأخيرة على تحديد نسبة اللاجئين هدم لمبدئها الذي ظلت تدافع عنه ـ عدم تحديد نسبة، هذا كما أن الاتفاق المبرم بين ميركل وزيهوفر تفادى استخدام تحديد نسبة غير أنه حددها كما طالب بها حزب CSU. كسب زيهوفر في هذا الاتفاق تحديد نسبة اللاجئين وإلا سيخسر منصبه كرئيس وزراء لولاية بايرن الثرية. يقول وزير داخلية بايرن بأن هذه الخطوة هي الخطوة الأولى لإظهار برنامج حزب CSU في تحالف الحكومة وأن الخطوة الثانية الثقافة الرائدة الوطنية والمحافظة على الهوية الألمانية وميل حزب CSU إلى اليمين لسحب البساط من تحت حزب AFD البديل هي الخطوة الأهم للحفاظ على ألمانيا من الشرذمة وتمزيق منظومتها الاجتماعية والدينية و فوبيا الإسلام وعشوائية هجرة اللاجئين السرية.
انبرى تريتين وزير التنمية الأسبق ـ حزب الخضر ـ ليؤكد هذه المساعي الإنسانية وانتقد بشدة حزب CSU بأنه حزب لا يدافع عن القيم المسيحية كما يحمل اسمه إذ أنه يرفض الأجانب ولم شمل اللاجئين. يقول كيف يتفق هذا الاتفاق والتنكر للقيم المسيحية مع المسيحية الإنسانية، وهكذا يمضي التفاوت والتعارض بين هذه الأحزاب التي لم تبدأ بعد في تحالف جاد؟
أما على صعيد السياسة الخارجية فيرغب حزب الخضر في وزارة الخارجية تعيين أوزدمير ـ التركي الأصل ـ الذي انتقد أردوغان ولقبه بالدكتاتور.
أخيرا تظل أزمة اللجوء الراهنة ظاهرة محفوفة بالمخاطر والمغامرات المأساوية التي أودت بأرواح الآلاف ومن جانب آخر تحدي واضح لمدى انفتاح الغرب على الأجانب أو رفضه لهم بحرق ملاجئهم واستفزاز الإسلام واحتقاره وتشييد الحديد والأسلاك لتأمين حصن أوروبا الجنوبي من تسللهم. يقول أكثر من باحث سياسي ألماني بأن هجرة اللاجئين الأخيرة بدءا بعام 2015 وضعت اليمين المتطرف والاسلاموية في محك واحد تصاعدي وتنازلي فكلما ازدادت نسبة اللاجئين تضخم العداء لهم وكره الإسلام وكلما انحسر عددهم خف العداء للأجانب والتجأ الألمان إلى الحوار الهادئ حول قضية الإسلام وبعده عن التطرف، هذا من جانب ومن جانب آخر يظل سوق العمل والأمن هما الهدف الأول والحقيقي لدى معظم الألمان بدليل صعود حزب AFD البديل الذي غسل أدمغة الألمان وأوهمهم بخطورة الإسلام واضطهاده لحرية الأفراد وحبه للعنف.
تقول ميركل بأن ألمانيا الآن في مفترق طرق مما يتوجب على السياسة الألمانية الالتصاق أكثر بالشعب الألماني لتنويره وإبعاده من مخاوف الأحزاب المتطرفة.
فهل تستطيع ميركل في هذه الدورة الرابعة أن توازن بين أزمة اللجوء في ألمانيا وأوروبا وبين مطالب المواطنين وتأمينهم من العنف والشغب والاغتصاب الذي انسل وسط بعض تجمعات اللاجئين.