مشروع ممنهج لتدمير القضية الفلسطينية وتمزيقها

اتهم كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، رجل استخبارات أميركياً، قال إنه يعمل في الجزيرة، بتسريب وفبركة وثائق لقناة الجزيرة حاولت أن تشكك فيها في تورط قيادات من منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح بأنهم عملاء لإسرائيل.

واتهم عريقات «الجزيرة» نفسها، بالعمل على نشر الفتنة في الأراضي الفلسطينية، وحاولت القناة في الكثير من الموضوعات التي تطرحها عن القضية الفلسطينية إضعاف الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتقوية حركة حماس وتنصيبها كرمز للمقاومة الفلسطينية ولم تكتفِ قطر بدور قناة الجزيرة في إضعاف عباس وتقوية حماس بل قام الأمير القطري السابق حمد بن خليفة، عام 2012، بزيارة استثنائية إلى قطاع غزة، متجاهلاً عباس.

واستقبله رئيس وزراء حكومة حماس إسماعيل هنية، على بساط أحمر مع حرس شرف، على الرغم من أن السلطة كانت تتعامل مع حكومة حماس تلك باعتبارها حكومة انقلاب وغير شرعية. وأغدق حمد بن خليفة الأموال على حماس، خلال زيارته، التي اعتبرتها السلطة الفلسطينية تعزيزاً للانقسام وفصل غزة عن الضفة.

وقالت تقارير إن السلطة الفلسطينية تعتقد أن قطر قدمت من أجل إضعافها، كل دعم سياسي ومالي لحماس، ولعبت دوراً في تحريضها على السلطة، وإبعادها عن محور الاعتدال في المنطقة (السلطة ومصر ودول أخرى)، حتى أثناء العدوان الاسرائيلي على غزة 2014، حين رفضت حماس المبادرة المصرية ورغبت بدور قطري وتركي.

ولم تتفاجأ السلطة من تصريحات الأمير القطري السابق حمد بن خليفة، التي نفتها الدوحة وقالت إنها غير صحيحة، وورد فيها، أن حماس هي الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين. فيما عمد السفير القطري محمد العمادي، إلى زيارة غزة بشكل دوري، يفتح مشاريع ويدعم أخرى، ويوقف ثالثة. وهو يسعى الآن لبناء مركز قطري يحاكي سفارة هناك، من دون أي تنسيق مع السلطة الفلسطينية.

وفي فبراير الماضي، اتهمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح»، التي يتزعمها عباس دولتي قطر وتركيا، بتوسيع رقعة الانقسام الفلسطيني، عبر دعم حماس وقالت حركة «فتح»، في بيان إنها تستغرب «سلوك بعض الأطراف الإقليمية التي تجاوزت من خلالها عن سابق إصرار السلطة الوطنية الفلسطينية، بما يعزز سلطة الانقلاب في قطاع غزة على حساب الشرعية»، في إشارة إلى حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007.

تدمير

ونشرت وكالة «فلسطين اليوم» الإخبارية مقالاً للكاتب إبراهيم إبراش، قال فيه «يوماً بعد يوم ينكشف مستور مخطط تدمير المشروع الوطني الفلسطيني على أشلاء فلسطين التاريخية، مخطط صيرورة حل الدولتين إلى دولة الكيان الصهيوني التي تشمل الضفة والقدس من جانب وإمارة غزة الإخوانية من جانب ثانٍ.

ففي الوقت التي تستباح فيه الضفة الغربية والقدس وفي الوقت الذي يتطلع فيه الفلسطينيون للشعوب العربية ولجامعة الدول العربية والعالم لاتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الاستيطان وإنقاذ مدينة القدس، تأتي زيارة أمير قطر لغزة، وهذا لعمري يعتبر التفافاً على جوهر القضية الفلسطينية وهروباً من الاستحقاق المطلوب لمواجهة إسرائيل وواشنطن إن لم يكن إنقاذاً لهما من الحرج، وإلهاء للفلسطينيين بإمارة غزة وكفى المؤمنين شر القتال».

وأضاف «إن كان المال القطري يعمي بصيرة البعض الذين يمنحون ولاءهم لمن يدفع أكثر، فالشعب الفلسطيني يعرف بوصلته وهو على درجة من الذكاء ليعرف كل ما يحاك بعيداً عن الخطاب الذي بات ممجوجاً عن كسر الحصار ودعم الصمود.

الشعب الفلسطيني يعرف أن غزة محتلة كبقية فلسطين، وأن مشكلاتها غير ناتجة عن الحصار فقط بل عن الاحتلال وعن ممارسات فاشلة لحكومة غزة، وبالتالي من يريد دعم الشعب الفلسطيني في غزة فعليه أن يذهب مباشرة لسبب معاناته وهو الاحتلال والانقسام».

اترك تعليقاً