حول مقترح اعتماد عطل إسلامية في ألمانيا

 

أكد وزير الداخلية الألماني أنه مستعد لمناقشة إدراج أعياد إسلامية في قائمة العطل في ألمانيا. وجاءت أقوال الوزير إثر لقائه مع صحيفة بيلد. وأوضح أنه يمكن أن يتم هذا الأمر أيضا ضمن حدود الولايات التي يكثر فيها المسلمون.

ووفقا للصحيفة ، فإن دي ميزيير أكد تقبله لفكرة مناقشة هذا الموضوع جديا، وأنه من الممكن اعتماده داخل حدود الولايات التي يتواجد فيها الكثير من المسلمين، وليس من الضروري اعتماد هذه الأعياد كعطلة رسمية لكامل ألمانيا. وأوضح الوزير الألماني أن عيد القديسين، الذي يعتبر عيدا كاثوليكيا، يتم الاحتفال به، ومعاملته كعطلة رسمية في الولايات الألمانية ذات الغالبية الكاثوليكية. وأنه لا يوجد من مانع من تطبيق هذا الأمر مع أعياد المسلمين.

من جهته أثنى رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا أيمن مزيك على أقوال دي ميزيير، معتبرا أنها “تصب في صالح الاندماج في ألمانيا”، وقال مزيك لصحيفة بيلد “إنه حتى لو تم تطبيق هذا القرار في بعض الولايات فقط فإنه يعتبر هذا أمرا إيجابيا”. مؤكدا أنه ليس من نية المسلمين في ألمانيا تعطيل العمل في كل ألمانيا من أجل الأعياد.

وأشار مزيك إلى بعض مؤسسات الدولة الألمانية، حيث يتم تناوب العمل بين الموظفين المسلمين والمسيحين في عيد الفطر وعيد الميلاد، معتبرا أن هذه الإجراءات تؤكد على حقوق الجميع بالاحتفال بعيده، ويساعد على تقبل الآخر.

يذكر أن ولايات مثل برلين وهامبورغ وبريمن، تعتبر أن من حق المسلمين التغيب عن المدرسة أو العمل مع حلول الأعياد الإسلامية، كما استحدثت هذه الولايات بعض التغييرات على سير العمل لموظفيها المسلمين في رمضان. يشار كذلك إلى اعتماد بعض الولايات تطبيقات مماثلة للأعياد اليهودية ضمن القوانين الداخلية الخاصة بها.

 

هذا وقد تعرض توماس دي ميزير لانتقادات بين صفوف تحالفه المسيحي ، وقال رئيس الكتلة البرلمانية للحزب المسيحي الاجتماعي في تصريحات: “تراثنا المسيحي غير قابل للتفاوض… اعتماد عطلات لأعياد إسلامية في ألمانيا أمر غير وارد بالنسبة لنا”.

من جانبه، قال خبير الشؤون الداخلية في الحزب المسيحي الديمقراطي: “عندنا يمكن حقا لكل فرد أن يمارس معتقداته كما يرى. هذا ينطبق أيضاً على الاحتفال بالأعياد الدينية. لكن السؤال هنا يدور حول ما إذا كانت الدولة ستضع في المستقبل قواعد قانونية لاعتماد عطلات الأعياد غير المسيحية”.

كما رفض خبير الشؤون الداخلية في الحزب المسيحي الاجتماعي وقال: “التقاليد المسيحية تصيغ ألمانيا، وتحدد ملامحها منذ قرون، ولم يتغير شيء في ذلك حتى اليوم”.

وتعقيباً على الجدل السياسي الشديد حول التصريحات قالت متحدثة باسم وزارة الداخلية في تصريحات : “أوضح (دي ميزير) أن العطلات الرسمية الخاصة بنا ذات طابع مسيحي موضحاً أن الأمر لن يتغير، لكنه أشار إلى استعداده للحديث عن اعتماد عطلات إسلامية في بعض المناطق، لكنه متمسك بأن ثقافة العطلات عندنا ذات أصول مسيحية وليس لها أصول أخرى”.

وأعرب رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا، مارتن شولتس، عن انفتاحه تجاه مناقشة مقترح وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير بشأن إمكانية اعتماد عطلات لأعياد إسلامية في المناطق التي يقطنها الكثير من المسلمين.

وقال شولتس: “يتعين التفكير في هذا المقترح”، موضحا أنه علم بالانتقادات التي وُجهت لدي ميزير من صفوف تحالفه المسيحي بسبب هذا المقترح.

وذكر شولتس أنه يتعين أن يكون الفرد في ألمانيا قادرا على طرح مقترحات ومناقشتها بعد ذلك في هدوء وجدية.

اترك تعليقاً