حتى لا يزداد البلاء بلاءً

د. أمير حمد /

نناقش في هذا المقال ظاهرة “كره الألمان للإسلام” او تحفظهم تجاهه على أحسن الفروض.

لقد عقدت مؤتمرات عدة بين الدولة والجالية الإسلامية، بين مسؤولي الدولة وممثلي المسلمين، إلا أن النتائج النهائية كانت تشيردوما إلى نقطة الانطلاق من جديد أي اخفاق (نجاح مقنن).

نعم لقد حققت المؤتمرات بعض المناشد كتدريس الإسلام في المدارس وتفعيل اندماج المسلمين، إلا أن هذه المؤتمرات لم تغوص في عمق القضية نفسها بأسئلة جريئة فعالة عن أسباب تحفظ الألمان تجاه الإسلام وخوفهم منه، كما انها لم تجذب الرأي العام ـ عبر الصحافة والإعلام الموجه ـ إلى تقبل الإسلام أو العيش معه في سلام كما تناشد الكنيسة الكاثوليكية مثلا.

ورغم فشل المسلمين في ألمانيا وخارجها في عكس إسلام حداثوي وفصله عن السياسة، يظل الإسلام دين تسامح واحترام وحب، قادر على التكيف مع تغيرات العصر والإنسانية شريطة أن يتخلى المسلمون عن التزمت والذهنية السلفية.

يظل رفض الألمان للإسلام منوط بممارسة المسلمين الخاطئة له وتطرفهم من ناحية، ومن ناحية أخرى عدم تقبل المسلمين لنقد وتحديث فهم النص القرآني بما يتواكب مع مستجدات العصر، انطلاقا من تجربتهم لفهم وتأويل الانجيل.

لقد أشرنا في مقال سابق إلى أن رموز ألمانيا الفكرية والأوروبية  مثل ” جوتة ” لم تتعرف على القرآن “الإنجيل التركي” كما كان يسميه إلا عن طريق اهتمامه بأدباء الفرس “كحافظ الشيرازي”، يقول جوته عن “القرآن” تسحرني آياته إلا أنه كثير التكرار وممل” إذا كيف فهم جوته القرآن، ومن ثم أي دور يمثله تأويل الآيات ومغزى تكرارها !! أسئلة تشير إلى تباين مفهوم النص القرآني في ذهنية الألمان وبالتالي مدى تقيمهم  له ككتاب مقدس بمنظومة إصلاح اجتماعية كاملة. نقول هذا ونتذكر ما دار في أكثر من مؤتمر بين الجالية الإسلامية والدولة وكذلك فحوى وشروط تدريس الإسلام في المدارس، فالألمان يضعون أسئلة وانتقادات واضحة جريئة للنص القرآني فيما يخص حقوق المرأة ومفهوم الحرية وحقوق الانسان، فيما الحدود الإسلامية كقطع الايدي أو الرجم بالحجارة حتى الموت كما في ايران وافغانستان. فهذه العقوبة الأخيرة مثلا  تمثل للالمان عفوية رجعية وحشية وتضع بالتالي النص القرآني موضع ديانة جامدة غير قابلة للتحديث.

ولكن: أين تطبق الحدود الشرعية في عالم الإسلام اليوم، وأي إسلام يتبع أصلا ؟ ومن ناحية اخرى تظهر ازدواجية المعايير لدى الألمان والسياسة والإعلام بنقدهم الحاد إلى درجة التهافت عندما اقام انصار الدين الحدود الاسلامية في مالي وفي ذات الوقت صمتهم التام عن إقامة الحدود في السعودية دولة النفط العظمى؟

إن ممارسة المسلمين للإسلام في حد ذاتها نسبية وتخضع للمذاهب المتبعة سوى سنية أو شيعية أوغيرها وهي المعضلة الكبرى التي واجهت مؤتمر الاسلام الالماني في البدء لمخاطبة المسلمين تحت سقف واحد. ان مسلمين المانيا العرب ـ نقيضا للأتراك ـ  نموذج مصغر لمسلمي مواطنهم الأم، لا يتحدوا إلا ليتفرقوا ويتكالبوا على الرئاسة والهيمنة لإظهار وجودهم. لقد سعى المؤتمر لتنظيم صفوف المسلمين في ألمانيا حتى يتمكن من مخاطبتهم كشريحة متناسقة للوصول الى حلول ترضي كل الاطراف، فإذا به يواجه بالخلافات السابقة.

لماذا لم يتوطن الإسلام في ألمانيا : 

يظل تواتر الإرهاب وشن العداء لغير المسلمين بخطب الحقد والغضب وغسل ذهنية المسلمين بها وتهميش المرأة وكبت الحرية وتفشي مرجعيات التخلف أكثر ما يذكر الألمان بصورة إسلام اليوم. أما تاريخ الإسلام وبعض صوره المضيئة “كحقبة الأندلس” فلا يعرف معظم الألمان عنها إلا لماما، غير أنهم يتذكرون الحروب الصليبية وطرد العرب المسلمين من إسبانيا.

سنواصل هنا ما قد تطرقنا إليه في مقال سابق عن إحصائية منظمة ” برتلسمان” ومنظمات ألمانية أخرى عن المسلمين والأجانب بألمانيا وهوعرض يتوافق مع ما نشرته بعض الصحف ـ “دي فلت” ـ وما بثته الفضائيات والإذاعات حول قضية عدم استتباب وانتشار الإسلام في ألمانيا.  لقد توخينا  هنا اختيار استاتيكيا متزنة نسبيا، علما بأن كل الإستاتيكيات الميدانية حول قضايا الأجانب متقاربة جدا، مما يؤكد مصداقية نتائجها، لاسيما وأنها تتعدد في مسألة شرائح متفاوتة الأعمار والهويات والثقافات على مستوى ولايات ألمانيا. ففي إحصائية منظمة  برتلسمان و منظمة “ابيرت”  طرأ سؤال مهم للغاية طُرح على المشاركين في الاحصائية وهو: هل ينتمي الإسلام إلى ألمانيا كما صرح كرستيان فولف رئيس ألمانيا السابق؟ ماذا سيحدث إن لم يكن الإسلام جزءا من ألمانيا ؟ ما مصير المسلمين وأبنائهم الجيل الثاني والثالث والرابع؟ وإذا كانت الإجابة نعم الإسلام جزء من ألمانيا، ولكن أي إسلام يتبع، فإسلام الشيعة مثلا لا يتفق مع تأويل التيار السلفي. إذا فالسؤال نفسه مشكلة والإجابة عليه تطول ومتشعبة.

وقفت “بابرا يون” مفوضة الاندماج سابقا مع تشييد دور جديدة للاجئين في برلين وذلك في الظروف الراهنة الشائكة وسط امتداد العداء للأجانب والإسلام والتنكر للاسلام وتصنيفه  كديانة همجية دخيلة. هذا كما دعت أحزاب المعارضة (اليسار والخضر) الى  إيقاف الحروب “كما في سوريا” حتى لا يهجر المواطنون جراء قسوة الحروب الى دول الغرب كألمانيا. أما الأحزاب الحاكمة  فتنظر إلى هجرة اللاجئين من منظور مادي وكعبء مالي وليس كهم إنساني كما تعبر عنه أحزاب المعارضة السابقة الذكر.

عود على  بدء  :

يقول عديد من الأجانب المسلمين المشاركين  في استاتيكيا برتلسمان السابقة الذكر بأنهم يحافظون على الإسلام بإقامة شعائره “الصلاة، الصوم، ويتجنبون شرب الكحول وأكل لحوم الخنزير. هذه شريحة أما الشريحة الأخرى فتقول أنها تجاوزت هذه الشعائر، فالإسلام هو حسن المعاملة مع الآخر أما الشعائر فهذه علاقة خاصة بين المسلم وربه. المهم هو الحب والتسامح والحرية والديمقراطية والإقتداء بسيرة الرسول الكريم في احترامه للآخر، وكل المعتقدات أيا كانت،  وتكريم المرأة ورفع حقوقها. من ضمن هذه الشريحة الأخيرة ابنة رئيس رابطة “ميلي غورش”التركية وهي رابطه اسلامية مراقبة من المخابرات ومدرجة على أنها تدعو إلى  التطرف (الإسلامي).

تقول هذه السيدة بأنها كانت تمارس الشعائر الدينية بانتظام إلا أنها لم تعد تلتزم بها. إنها أما لستة أطفال، ترأست إتحاد نسوي وأسست أول روضة أطفال إسلامية في برلين عام 1987 . تقول: بعد ثمانية عشر عاما أسفرت (خلعت الحجاب) ولا أستغرب الآن  ألا يقتنع الألمان بأن الإسلام جزءا من ألمانيا.

من جانب آخر أكد معظم المشاركين في إحصائية برتلسمان ومعهد الاجتماع الألماني التي أجريت في ثلاث عشر ولاية ألمانية   تأثير المنظمات الإسلامية بالخارج على نشاط الروابط الإسلامية في ألمانيا، هذا كما انتقدوا الفكر الأصولي والسلفي الذي يجاهر بمفاهيم الجهاد والحرب، لا الحب والتسامح والحوار واحترام الأديان والشعوب والدعوة إلى التفكر.

تطل “البوذية” الديانة الأثيرة لدى الألمان لدعوتها إلى السلم والتسامح والمحبة، وهذا يجعلنا نتساءل عن عدم انتشار رقعة الإسلام الصوفي في ألمانيا (تواجده في زوايا قليلة كما في برلين وهامبورج). لماذا البوذية وليس التصوف وابن عربي مثلا، القامة الانسانية الشامخة ورائد فلسفة الحب وانصهار الأديان في بوتقة واحدة !!  إنه ابن الأندلس الحقبة التي يشار الها بالبنان دائما كإخصاب وإثراء لتسامح الأديان وامتزاج الحضارات وتفاعل متميز وليس كتناحر وتغييب الآخر لأجل مصلحة أو توجه معين، كما هو حال واقعنا اليوم .  يقول ابن عربي في قصيدته الرائعة: ” ….. أدين بدين الحب فالحب ديني وإيماني”.

هذا كما صرح كثير من المشاركين في هذه الإحصائية بأنهم يتخوفون من انقلاب المعتقد إلى مؤسسة دينية كالكنيسة أو مجالس فتوى إسلامية تؤثر وتطغي على شخصية الفرد واتخاذ قراره في الحياة فيصبح مسخا. إلى جانب ذلك دعوا إلى تخليص الإسلام من التقليدية ودفعه قدما الى التكيف على مستجدات ومتطلبات  العصر الحديث  كالتبرع بالأعضاء والدم أو مشاكل الطاقة وحرية التصرف الشخصي وقانون العقوبات الحديث لا الحدود الإسلامية، كالرجم وقطع الرؤوس والأيدي، والديمقراطية والقيم العصرية . يقول أحد المشاركين في هذه الإحصائية بأنه لا يمكن أن يكون الإسلام في غياب تام عن تطور العصر الذي يغير ويجدد إنجازه دوما كما تغير الافعى جلدها .

إن التاريخ والواقع الراهن يؤكدان بأن ما يربط الشرق المسلم بالغرب المسيحي أكثر من ما يفصلهما. من هنا نبدأ كما ذكر الإمام محمد عبده الذي زار أوروبا وأكد على إسلام الأوروبيين ـ سلوكياتهم ـ رغم عدم اعتناقهم للإسلام.

ليس بالغريب أن تذكر الإحصائية بأن الألمان لا يرون روابط بين الإسلام ـ ممارسة المسلمين له ـ وقيم ومنظومة  الغرب الاجتماعية فهم يشيرون دوما إلى الإسلام كخطر وتعصب وإرهاب يهدد أوروبا، هذا كما أنه لا يتفق في منظومة الاجتماعية الرجولية والتبعية ـ الولاء للمجموعة ـ مع الغرب الحر المستقل، الذي لا يعرف جرائم الشرف المتوارثة لدى المسلمين – الأتراك ـ في ألمانيا .

أخيرا يظل استناد الإسلاميين ـ خطأ ـ في التفجير والقتل إلى آيات من القرآن معضلة كبرى تخفيف االغرب من القرآن.

يقول محلل اجتماعي بأن الفهم الخاطئ للقرآن واستغلاله في الفتاوى وخطب الحقد لن تغسل رؤوس المسلمين الشباب فقط، بل تنشأ أجيال بحالها على اأقصاء الاخر والعداء ويوسع الهوة بين الغرب والشرق وتضع الآيات القرآنية موضع نقد ومصدرا للعنف والكراهية.  يقول مواصلا بأن المسلمين يعانون من ازدواجية مفرطة، إذ ينطلقون من إسلام السلم ، كما تعني الكلمة نفسها، غير انهم  يمارسون العكس تماما إذ يفجرون كما يحلو لهم ويقوضون قباب الأولياء والمكتبات التاريخية كما في مالي، ولا يتورعون من  قتل المرأة ( جرائم الشرف) أو قطع الرؤوس والأيدي (الحدود الشرعية) في عالم جديد يدعو إلى احترام حقوق الإنسان ورفض عقوبات  القرون الوسطى.

لماذا يكره الألمان الإسلام ؟

ربما يكون الأصح أن نتساءل لماذا يكره الألمان المسلمين؟

للأسف ارتبطت ممارسات المسلمين الخاطئة من عادات عقيمة وهجوم على الغرب، غير الإرهاب وخطب الحقد بالإسلام. وعليه يعزي الالمان ما يستند اليه الإرهابيين إلى القرآن نفسه لاسيما تلك الايات التي تدعو إلى الجهاد. هذه هوة كبيرة تحتم إغلاقها عبر التنوير بمغزى تأويل مثل هذه الآيات والظروف التي نزلت فيها.  إننا في القرن الواحد والعشرين يا أمة الإسلام !!!

مؤتمرات بلا نتائج

لقد انتقدت الروابط والاتحادات الاسلامية تحويل مؤتمر الإسلام الألماني إلى مؤتمر أمني وعدم اهتمامه بالبحث عن أسباب كراهية الألمان للإسلام والمسلمين، فالحوادث التي وقعت تدل على هذه الكراهية الحادة للاسلام . حوادث مثل تلويث المساجد بالدماء، ورمي رؤوس الخنازير أمام مداخلها، وكتابات شعارات تحذيرية على الجدران. كان وقد صرح قاتل “مروه الشربيني” بأنه قتلها لكراهيته الحادة للاسلام.

لقد شارك في حوادث خلية “أن أس أو” رجال شرطة من ولاية “بادن فورتمبرغ” ينتمون إلى مجموعة “كوكس كلان”  الأمريكية الأصل، الكارهة للأجانب. كيف إذا يأمن الأجانب على حياتهم، اذا كان بعض أفراد حماية الدستور ومكافحة الجرائم من الكارهين للأجانب؟  بل لقد ثبت بأن هذه المكاتب متورطة في التعتيم على مقتل أرباب العمل الأتراك ومد الجناة بالمعلومات عنهم.

يقول متحدث رسمي من وزارة الداخلية بأنه ستفصل لائحة الحوادث ضد الإسلام عن اللوائح الإجرامية الأخرى كالتي تقع على المثليين أو اليسار المتطرف لكي تكثف التحريات.

نقول ما لم يدار حوار مفتوح عبر الإعلام والصحافة عن أسباب كراهة الألمان للاسلام وإقرار المسلمين بابتعادهم عن الإرهاب (الجمود) والتقليد الأعمى للسلفية لن تقتنع الذهنية الألمانية المعقدة بضيوفها ومواطنيها المسلمين.

خاتمة وتقاطعات:

ما يهمنا هما هو ازدواجية المعايير، فألمانيا تدعم  إسرائيل باستمرار بالغواصات الحربية والأسلحة كما تتكالب على عقد صفقات المصفحات والغوصات الحربية مع السعودية ومصر، وفي ذات الوقت تنادي بالسلام في الشرق العربي والوقوف مع الشعب الفلسطيني وايقاف بناء المستوطنات في الضفة.

نعم لألمانيا مصلحتها الاقتصادية كأي دولة، الامر الذي (قد  يبرر) أن المانيا في وضع استثنائي اذا طرحت نفسها كراعي للسلام في العالم وداع لعدم التسليح وإنهاء مشروع  الاسلحة النووية. كيف يتفق هذا مع تضخم ميزانيتها الحربية وإرسال قوتها الى افغانستان مثلا، وقد عرفت مأساة الحرب العالمية الثانية وتعذيب وتشريد اليهود والغجر واعدام المعوقين والمعتوهين (الشريحة البخسة كما كان يسميها انظام النازي).

نعم إن الإسلام يعاني من تمزق صورته لتورط المسلمين أنفسهم في تمزيقها بخلافاتهم وولههم بالفتاوى واستحداث ما يحلو لهم ليحسوا بوجودهم “الممزق” وسط تيارات المعرفة الحديثة. عندما اعتنق “غارودي”المفكر الفرنسي الإسلام شعر بأن أهمية الدين تظل كامنة في إقصائها عن السياسة “أي العلمانية” أما “فلوتير” الكاتب الفرنسي فلا يرى في خارطة العرب سوى الفوضى. لم يخطأ غارودي ـ في زعمي ـ لأن الذهنية العربية والمسلمة لم تخل بعد من العشائرية ونزعة التسلط والفوضى.

نعم يعاني الإسلام  من انعدام لوبي يحميه، وكثيرا ما تساهم الصحافة والإعلام الغربي في تحفيزه وإظهار الحقائق بعد لأي.

طالما فقد المسلمون التوجه السليم والمقدرة على النقد الذاتي وتأويل القرآن وفقا لقيم العصر، وكما يرى أكثر المفكرين المعتدلين في الشرق والغرب ستظل سفينة المسلمين تائهة في عباب البحر.

لماذا يكره الألمان الإسلام ؟ ولماذا يعتنقوه  ثم يرتدوا مثلا؟

هذه محاور يجب الإجابة عليها بجرأة وصراحة وبمعرفة واسعة بالإسلام.

ختاما يظل المعتقد في حد ذاته مسألة شخصية، فكثير من الألمان مثلا يحتفلون في أعياد الفصح بالعودة إلى جذورهم “ألآرية” ودياناتهم القديمة والتنكر للمسيحية كدين بأصل يهودي نشر بالعنف في أوروبا.

إذا كيف يتفق المسيحيون مع الذهنية الآرية التي تنتقد المسيحية !!. ما يهمنا هنا هو الإشارة إلى تفهم الآخر وأخذ توجهه وماضيه بعين الاعتبار.

نقول هذا ولا يفوت علينا جميعا بأن ألمانيا موطن الفلاسفة والأدباء وقمة اقتصادية لا يستهان بها، فمن أراد أن يحاور الذهنية الالمانية  ليدافع عن قضايا الإسلام فليكن بقدر من المنطقية والمعرفة  وإلا …… سوف يزداد البلاء بلاءً .

.