نعم .. سأشارك في الانتخابات

 الدليل ـ  برلين

تعتبر الانتخابات مظهرا أساسيا من مظاهر المشاركة السياسية الاعتيادية التي تمكن الناخب من التعبير عن اختياراته السياسية باختيار مرشحا أو مجموعة من المرشحين يستهدفون الوصول إلى المجالس التمثيلية ، كما أن الانتخابات غدت مصدرا أساسيا لضمان شرعية الحكومات، مثلما تعد الوسيلة الديمقراطية التي تمكن المواطن من أن يؤثر على بلورة وتنفيذ مختلف السياسات العمومية، وذلك باختيار من سيصوغ له هذه السياسات.

في هذا الوقت ومع بدء الحملة الانتخابية لمرشحي الأحزاب المختلفة بدأ الحراك السياسي ـ مرة أخرى ـ  يدب في أوصال الجالية العربية، التي أصبحت ـ بإرادتها أو بدونها ـ طرفاً في اللعبة السياسية والحزبية في ألمانيا .

هذه الانتخابات تضع الجالية في قلب الأحداث السياسية كما تضعها أيضاً تحت الاختبار ، فبما أننا دخلنا اللعبة السياسة ـ عن عمد أو دون عمد ـ  أصبحت الكرة في ملعبنا ..

لسان حال الجالية يقول: إننا أناس مسالمون  ننبذ الإرهاب .. كما أننا نرفض كل أشكال التمييز والعنصرية ضد المهاجرين عامة ونرفض كل أنواع التهكم على الأديان جميعها.

فلنذهب نحن إلى المساجد والكنائس .. ونعلم أطفالنا تعاليم الأديان السماوية ولنعلمهم لغتنا العربية .. ونعلمهم كيف يندمجون في المجتمع الألماني لنربي جيلاً يتفاعل في مجتمعه ويحمل معه همومنا وقضايانا.

يجب أن يكون هناك توجها عاما في الجالية يرفض العزلة ويشجع على المشاركة في شتى جوانب الحياة العامة في الوطن الجديد أو البديل إن شئت الدقة، وعلى ضرورة المشاركة في الانتخابات والانتماء إلى الأحزاب المختلفة، بما يعود بالنفع علي التواجد العربي في ألمانيا، لمراعاة حقوقه عند اتخاذ القرار السياسى.

إذا يجب علينا أن نقوم بتوظيف طاقاتنا من خلال قنوات العمل الشرعية حتى نتمكن من تحقيق الاندماج فى المجتمع ومن تدعيم علاقاتنا بأفراده .

علموا أولادكم العلوم والسباحة .. والذهاب لصناديق الاقتراع

لمواجهة ثقافة الاحباط بالذهاب للمشاركة السياسية عبر صناديق الاقتراع في الانتخابات البرلمانية المقبلة.

أن ثمار ذلك التوجه الحجيج  لن تُجنى إلا بتنشئة الأجيال الصاعدة ودفع شباب اليوم إلى المشاركة الإيجابية في اختيار من ينوبون عنهم ويمثلونهم في المحافل التشريعية.

ثمة أفكار وأجيال جديدة ترغب في تنفس هواء آخر، ولئن كان الأمر طبيعياً ومفهوماً، بالنظر إلى تزايد التحديات التي تواجهها النظم العصرية في التفكير والتدبير، فإن هاجساً أكبر يطل برأسه، يتمثل في تحميل المهاجرين الذين استوطنوا ألمانيا وفرنسا كما إسبانيا وهولندا وبلجيكا وبريطانيا وغيرها جانباً من مسؤوليات تردي الأوضاع الاقتصادية. مع أنهم شركاء أساسيون في جهود البناء، ويعود لهم الفضل في تقويم اقتصادات البلدان المضيفة التي اعتمدت على سواعدهم وفكرهم في مرحلة سابقة.

إن جاء  “زيد”   أو  ذهب   “عمرو”  ..  إحنا  مالنا !!

لهذا يجب على المواطنين من أصول أجنبية ان لا يستنكفوا عن المشاركة الشعبية في الانتخابات النيابية المقبلة، لان المشاركة الواسعة تزيد من فرص المرشحين الافضل وتقلل من فرص المرشحين الاضعف في الوصول الى قبة البرلمان، وعندها لا ينفع اللوم او العتب فالجميع مدعو في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة التي تمر من حولنا ان يمارس المواطن دوره ومسؤوليته بإخراج مجلس نواب قوي على قدر الطموح.

نحن نعتقد أننا سوف نخسر الفرصة التي أتيحت لنا من اجل التعبير عن أنفسنا ـ وأننا سوف نبقى على هامش ذلك المجتمع الذي نحمل جنسيته ونستفيد من وجودنا فيه والذي يمثل المستقبل لأبنائنا، فكم من أبناء لنا ولدوا فيه ـ إذ لم نشارك وبكثافة في هذا العرس الديمقراطي.

إن هناك كثيرا من المكاسب التى يمكن أن نحققها، من اهمها ..

– فتح قنوات حوار بيننا وبين صناع القرار.

– التمكين لأبنائنا  في المستقبل القريب.

– التأثير المباشر أو غير المباشر على القرارات التى تُتَخَذ بالنسبة لنا كعرب.

ـ وأقلها أننا لن نخسر شيئا، وهذا في حد ذاتة مكسب.

فنحن لدينا قضايا محددة ومصالح ثابتة ندركها جيدا، مثل قضايا الحقوق المدنية والتمييز والسياسة الخارجية.