أحاديث الجالية عن صعود اليمين المتطرف

المبررات .. الدوافع والحلول المنشودة

عبير حميد مناجد

سيظل التاسع عشر من شهر فبراير هذا العام ذكرى حادث أطلاق النار الأليم في أحد المقاهي الشعبية (الشيشة) المكتظة بالشبان الأجانب ـ في مدينة هاناو الألمانية والذي تسبب بمقتل احد عشر شابا بريئا وجرح خمسة بجروح خطيرة وانتحار مطلق النار ـ حدثاً غير عادي. الحادث الذي  اعتبرته الجميع إرهاب يميني وكراهية ضد الأجانب، ورجحت ان تكون دوافعه أيدلوجية وأفكار تعتنقها عن قناعة أحزاب وتيارات اليمين المتطرف، وهو الحادث الثالث من نوعه الذي تشهده المانيا خلال عام واحد.

مجزرة مدينة هاناو أحدثت صدمة واسعة وجدل ولغط سياسي ومجتمعي كبير حول أسبابه ودوافعه .. رغم عدم تبنيه من قبل جماعات وتيارات اليمين المتطرف المعادي للأجانب.

المستشارة إنجيلا ميركل أدانت الحادث مباشرة في  خطاب رسمي موجه  للأمة ووصفته (سم العنصرية) الذي يهدد المجتمع الألماني واستقراره.

هل ينذر الحادث بأن المانيا وأوروبا عموما مقبلة على المزيد من هذه الهجمات اليمينية مجددا بما يهدد أمن واستقرار المجتمع بشكل عام ويدفع الحكومات  القادمة إلى مهادنته وشراء صمته؟

تُرى كيف يرى أبناء الجاليات العربية والإسلامية هذا التهديد اليميني الجديد، وكيف أستعدوا له، وكيف ستتم مواجهة خطره المستفحل في المستقبل؟

ما هي مبررات اليمين المتطرف من وجهة نظر أبناء الجالية؟

الإجابة على كل هذه الأسئلة وغيرها تابعوها معي في سياق التحقيق التالي :  

ازدواجية معايير: ألا يعتبروا منفذ هذه الهجمات إرهابي كما يفعلون مع أي مسلم يقوم بمثل هذه الجريمة، بل الفاعل عادة ما يكون مختل عقلي

(غادة) الهجمات اليمينية المتطرفة  التي حصلت مؤخرا ضد الأجانب في مدينة هاناو، ما هو رأيك بها ؟

هذا التصعيد الخطير من قبل اليمين المتطرف بدأ يؤثر علينا كثيرا، صرنا نخاف بل نعيش في حالة رعب مستمر على وجودنا وعلى أولادنا، لأن عدد المتطرفين والمعادين لوجود الأجانب والأحزاب التي تنادي بذلك يزداد بشكل متصاعد.

أظن أنه قتل نفسه كي لا يدلي بأية معلومات عن الجهات التي تقف خلفه، والتي ربما تخفي مخططات وهجمات أخرى لا ندري عنها.

اعتقد ان حزب البديل المتطرف مرشح للصعود اظنه حزب متطرف وهذا ينذر بتزايد موجة العداء والكراهية والرفض للأجانب والمسلمين.

ترى ما هي دوافعهم لكراهية الأجانب من وجهة نظرك ؟

– اعتقد بصورة عامة ـ وحسب رأيي طبعا ـ ربما بسبب زيادة إعداد اللاجئين ولى وجه الخصوص زيادة عدد المسلمين منهم. وربما لأن هناك عدد من الألمان والأوربيين يعتنقون الإسلام، ربما هذا يثير حفيظتهم ومخاوفهم بنفس الوقت. أظنهم يخافون أن تفقد أوروبا هويتها الخاصة. معظمهم يرى الأغراب تهديداً. هناك اعتداءات من مسلمين متطرفين تسببت أيضا في زيادة حالة العداء ضد الأجانب.

هل تظنين أنهم  يعتدون على المسلمين بدافع الخوف منهم ؟

تفكر قليلا .. ممكن أن يكون دافعهم الخوف لكن أظن أن الحركات المتطرفة كراهيتها معلنة من زمان وحتى قبل وصول الأجانب والعرب والمسلمين، هم اخذوا اللاجئين كذريعة، ناهيك عن أن اللاجئين الشباب الذين وصلوا مؤخرا شكلوا عامل تهديد وجودي لهم عندما شعروا أنهم متعلمين وحرفيين وأخذوا فرصهم بالعمل وهذا يؤثر على العامل والحرفي والموظف الألماني من وجهة نظرهم وهم يعتقدون انهم من طبقة عالية مقارنة بالأجانب كونهم أصحاب وأبناء البلد الأصليين، شعروا انهم خسروا وتدنى مستوى معيشتهم. وكما ترين الان أينما ذهبت في مؤسسة أو دائرة حكومية أو القطاع الخاص أو المطاعم والمقاهي فيها أجانب وحتى  الجامعات والمدارس فيها نسبة كبيرة من الطلبة الأجانب، وهذا يسبب ازعاجا وقلقا للمتطرفين وزاد من نسبة كراهيتهم لنا، عدا عن ان الجماعات الإسلامية المتطرفة التي ظهرت مؤخرا لعبت دورا كبيرا في تأجيج مشاعر الكراهية.

تعاطي الحكومة والموقف الرسمي للدولة من هذه الاعتداءات والجماعات اليمينية المتطرفة، هل هو كاف؟

– الاكتفاء بتوجيه الإدانة ونقد هذه الحركات اليمينية أكيد  ليس كاف فدخول هذه الحركات والأحزاب في الحكومة وتقديم الأصوات الانتخابية  لإنجاح بعض الشخصيات السياسية طبعا ستؤثر علينا بشكل قانوني هذه المرة من خلال مشاركتهم في صنع القرار السياسي ورسم سياسات الدولة المستقبلية.

– أليس من حقهم التعبيرعن الرأي، وحرية مناهضة وجود الأجانب ضمن القوانين التي يجيزها الدستور الألماني؟

– لا طبعا طيب لماذا إذن لا يعتبرون وجودنا وممارسة شعائرنا الدينية  حرية رأي وتعبير؟

لماذا من حقهم هم فقط حرية الرأي ومهاجمة الأجانب بينما لا يحق لنا نفس هذا الحق بالوجود وانتقاد عنصريتهم وتطرفهم بالمثل هذه ازدواجية معايير برأيي.      

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ       

موجة العنف اليميني  تثير قلقنا على أجيالنا القادمة

(عمر) الهجمات الأخيرة التي شهدتها ألمانيا ما هو رأيك بها وهل تشعر بتهديد ؟

في الحقيقة هي تثير  القلق جدا ليس بالنسبة لنا بل لأجيالنا القادمة لأن العالم يمر بحالة من الفوضى ومن الشعبوية بدأها (بوش الأبن) ثم مع مجيء (ترامب) زاد الوضع سوءا وشجعها، ينطلقون منها في  الدنمرك والسويد ونيوزلندا وألمانيا وحتى في الهند خلال زيارته لها حرض بشكل سافر على المسلمين هناك. أطفالنا هم من سيواجهون الخطر في المستقبل اذا ما استمرت الأوضاع الاقتصادية بالتدهور لأن العامل الاقتصادي يلعب دورا كبيرا في تأجيج مشاعر الكراهية .

الجماعات والأحزاب اليمينية  التي تقدم برامج سياسية قائمة على معاداة الأجانب واتهامهم بالإرهاب هل ترى دوافعهم السياسية هذه مبررة ؟

اعتقد ان دوافعهم هذه ناشئة من الحالة الاجتماعية والاقتصادية المتردية التي يعيشونها، بعض الألمان يشعرون أن الأجانب يأخذون أماكنهم في العمل في كل المجالات، وهذا الشعور موجود بعدة دول أوربية أخرى، والإعلام يؤجج مشاعر الكراهية.

الحكومة الألمانية أدانت الهجمات، فهل الموقف الرسمي واضح وحاسم؟

المشكلة برأيي ليس في الموقف الرسمي وتصريحات كبار المسؤولين، المشكلة تكمن في ان الأجانب لا يجدون من يدافع عنهم وعن حقوقهم ، القصور يكمن في ان جالياتنا ومن يتولى أمورها، وحتى الحكومات العربية والإسلامية، لم يتخذوا أي موقف يذكر لإدانة هذه العمليات كما فعلوا مع الهجمات التي تعرضت لها الصحيفة الفرنسية (شارلي ابيدو)، ناهيك عن ان جالياتنا ليست موحدة ودولنا العربية مكتفية بهمومها الداخلية، إذن من الطبيعي ان الحكومة الألمانية لن تكون ملكية اكثر من الملك نحن كجاليات عربية وإسلامية  مشتتين بشكل غير طبيعي، حتى الجالية الواحدة  نفسها مشتتة ومنقسمة على نفسها سواء العراقية او اللبنانية او السورية مشتتين   بين طوائف وأحزاب وأديان ومذاهب، طبعا لا احد يهتم بنا كثيرا اذا كنا نحن أنفسنا غير مهتمين بأنفسنا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أحيي السيدة المستشارة على دعوتها لنبذ الكراهية والعنصرية وفتح  حوار مجتمعي لنبذ ألأفكار المتطرفة

عبد الحميد طالب جامعي ألماني من أصول عربية لا يجيد التحدث بلغته الأم سألته عن رأيه بحادثة هاناو وتعرض شباب قريبين من سنه لحوادث قتل  بشعة لأسباب عنصرية ودوافع كراهية ؟ 

أرى ان الصحافة والإعلام ضخمت الحادث رغم ان القاتل والنازي الذي ارتكب الجريمة بحق  الضحايا الأبرياء في هاناو واحد فقط وأقدم على الانتحار بعد جريمته، وأن مثل هذه الحوادث تحصل في كل العالم ولا يجب التركيز عليها في المانيا فقط.

ولكن القاتل قبل أن ينتحر كتب على صفحته في مواقع التوصل الاجتماعي رسالة مطولة يبدي فيها أسبابه ودوافعه للجريمة العنصرية ويذكر انه تابع لمنظمة او جماعة او مجموعة متطرفين يحثهم على مواصلة نهجهم العنصري تجاه الأجانب؟

أحيي السيدة المستشارة على ردها هذا وتنديدها بالعنصرية ودعوتها لعقد حوار مجتمعي لنبذ الأفكار المتطرفة وأظنه سيكون الخطوة  الأولى لها في هذا المجال وستتبعه إجراءات رسمية للحد منها، وأتمنى أن تكون هناك متابعة أمنية لما ينشر من مواد وموضوعات وأفكار للتحريض العنصري من قبل بعض الأفراد والجماعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتعقب أماكن لقاءاتهم، وبخصوص الخوف من ارتياد بعض المناطق أو المقاطعات في المانيا التي قد يصفها البعض (بالنازية) لا اتفق أبداً وأنا ارتاد أي مكان بحرية تامة ولا اخشى شيئا وأرى أن الأجهزة الأمنية تقوم بواجبها على افضل شكل وأشكر جهودهم.

هل ترى ان مثل هؤلاء المتطرفين مخاوفهم مبررة من الأجانب والمسلمين المقيمين هنا؟

لاطبعا ولا بأي شكل من الأشكال، أصلا أنا لا أعرف كيف يجرؤ إنسان على معاداة إنسان آخر لأي سبب كان وتحميله وزر أخطاءه وإخفاقاته الشخصية، هذا منتهى الإفلاس الفكري والجنون أولا هناك قوانين الحد الأدنى من الأجور تطبق على جميع العاملين هنا وبالتالي التبرير بان الأجانب اخذوا منهم فرص العمل لأنهم أرخص اجرا فهذا ليس صحيحا إلا اذا كانوا  يقصدون من يعمل من الأجانب (بالأسود)، وهنا يعرضون أنفسهم للمساءلة القانونية اذا كانوا يتنافسون مع الأجانب في العمل (الأسود)، وعلى الشخص المتطرف أن يسأل نفسه لماذا يحصل الأجنبي على فرص افضل منه في العمل؟  ربما لأنه يتمتع بشهادات و كفاءات وخبرات افضل وليس لأنه يقدم تنازلات، عليهم ان يطوروا من أنفسهم وينخرطوا في المجتمع بدلا من مناصبته العداء وتحميله كل المسؤولية عن إخفاقاتهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الطابع الألماني عقلاني ويجب أن نتعلم منهم الرقي في التعامل، لأن أخلاق الشخص وطريقة تعامله الحضارية هي مرآته، لو تعاملنا بهذه الأخلاق ـ حتى مع العنصريين ـ على الأقل سيصمتون وسيخجلون من أنفسهم.

الدكتورة سوسن  عبرت عن رأيها بهذا الموضوع قائلة لست مطلعة او متابعة جيدة للأمور السياسية بصراحة لكن كمواطنة ألمانية هنا (طبيعي ما حدا راضي أو عاجبوا اللي عم يصير)

هل تتفهمين بعض دوافع هؤلاء المتطرفين وحالة الإحباط التي دفعتهم الى ارتكاب مثل هذه الجرائم الشنعاء بحق المجتمع؟

في آخر فترة ومع كثرة اللجوء صار عندهم كراهية اكثر للاجئين خاصة وان الكثير منهم لا يتمتعون بالأسباب الحقيقية لطلب اللجوء ناهيك عن ذلك ارتفعت نسب المشاكل التي يتسبب بها الأجانب وهذا طبعا فاقم من مشكلة هؤلاء المتطرفين والجمعات المناهضة للأجانب التي هي بالأساس ترفض وجودهم وأعطاهم ذريعة وحقد اكبر ضدهم.

هل هذا مبرر كاف كي يصل الأمر بهم الى حمل السلاح  وجرائم قتل مروعة بدوافع عنصرية والتعدي على قوانين الدولة؟

طبعا لا هذا ليس مبررا أبداً مثل هذه الأمور يفترض بهم ان يحلوها سياسيا عن طريق البرلمان ولكن طبعا ليس عن طريق العنف ورفع السلاح وتحدي الدولة، وهذا هو ما عبرت عنه التصريحات والبيانات الرسمية، التي أدانت هذه الجرائم ولاحقت مرتكبيها قضائيا، الدولة أحيانا تلجا للازدواجية ففي حال تسعى الى تضخيم أي عمل عدواني يقوم به مسلم او عربي وتصفه بالعمل الإرهابي  تلتزم الحياد والموضوعية في الجرائم التي يقوم بها المتطرفين الألمان وتجد لها مخارج نفسية ومرضية  ولا تصفهم  بالإرهاب  وهنا طبعا الموازين مختلة.

قلت انك لا تتابعين  الشأن السياسي هل تعلمين ان حزب البديل الألماني الذي يعتمد  برنامجه السياسي على معاداة الأجانب والدعوة لطردهم من المانيا  له مقاعد في البرلمان  ويشارك في صنع القرار السياسي ؟

يصب في صالح حقوقهم السياسية نعم وفي أي بلد يفترض أن تتمتع الأحزاب بحقها في ممارسة العمل السياسي وخدمة جمهورها، وأن يعبر عنهم  لكن المرفوض هو اللجوء للإرهاب والعنف في التعبير عن هذه الإرادة السياسية.

كونك سيدة محجبة هل تعرضت للتنمر والاضطهاد العنصري لأسباب دينية؟

الحقيقة هي أننا كأجانب تقع علينا مسؤولية أيضا وصورة المحجبة للأسف ليست صورة مقبولة في المجتمع الألماني (وخلينا نحكي الحق شوي هناك بعض المحجبات ما بحترموا حجابهن ) ولا يحترمن البلد الذي يعشن فيه وابسطها أن يتعلمن اللغة ويتهربن من العمل بكل الحجج (عايشين على حساب الدولة ). وإذا كنا نريد ان نغير من وجهة نظر الشعب الألماني علينا أن نغير نحن أولا من سلوكياتنا وكوننا ضيوف في هذا البلد علينا ان نحترم قوانينه وعاداته ونطور من  أنفسنا (ما فينا نعيش ونربي ولادنا وكأننا في المخيم) أو أن نتنكر من كل شيء ونتهجم على المدرسين في المدرسة حين يعترضون على سلوك ابناءنا.

أنا كمحجبة تعرضت كثيرا لمضايقات (وتعرضت لكتير مواقف بايخة وفيها قلة ذوق)، وأتعرض أحيانا للتنمر من قبل النساء الألمانيات كبار السن في الأسواق، وأرى ان افضل رد على هولاء هو تجاهلهم تماما.

هل تعتقدين أن المحجبة تتعرض لمضايقات اكبر من غير المحجبة؟

(مية بالمئة ) طبعا لا وجه للمقارنة فقد سبق وكنت (بلا حجاب) وبعد الحجاب لمست الفرق الكبير.

ما هي النصيحة التي تقدمينها للجاليات العربية بشأن مواجهة العنصرية والتطرف في المانيا ؟

اهم شيء ان يحترموا القوانين وان نتعامل بأخلاق عالية وان نكون هادئين وأن نحترم القوانين ونتعامل بمصداقية.      

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الدولة الالمانية مقصرة، لقد وتساهلوا كثيراً مع خطر الجماعات اليمينية المتطرفة، وتصوروا أنها قد تساعدهم في درء خطر الجماعات اليسارية التي تشكل ايضاً خطراً على المصالح الرأسمالية والسلم الاجتماعي ولكن بشكل مختلف.

كاميران حسن صحفي ومدير موقع إلكتروني يصدر من برلين  قال:

اولاً الهجمات الارهابية وقعت في مدينة هاناو كانت من متطرف يميني أراد الايقاع بالأجانب لكرهه لهم والتوهم بأنهم السبب في اغلبية المشاكل والإحداث .. تصرفه خاطئ تماماً ويجب ان يعاملوه كإرهابي وليس كمريض نفسي، مثل اغلب الحالات التي وقعت الى اليوم.

بالنسبة للشق الثاني من السؤال، الجواب هو ان الحكومة مقصرة كثيراً في هذا الموضوع وتساهلوا كثيراً مع خطر الجماعات اليمينية المتطرفة وتصوروا انها قد تساعدهم في درء خطر الجماعات اليسارية التي تشكل ايضاً خطراً على المصالح الرأسمالية والسلم الاجتماعي ولكن بشكل آخر ومختلف، الاحزاب اليمنية تشارك الآن في صنع القرار السياسي وليس مستقبلاً، هي حاضرة بأسماء مختلفة وأعضاء هذه الجماعات يشغلون الآن اماكن مهمة وحساسة داخل الدولة بسبب ضعف اداء الحكومة في مواجهتهم قبل عشرين الى ثلاثين السنة الماضية، الآن هم لديهم ١٥الى عشرين نسبة في اغلب برلمانات المقاطعات وخاصة في الشرق الالماني بل الامر المخيف انهم يتفوقون في استفتاءات الرأي على الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يعتبر أحد الحزبين الرئيسيين في الوقت الحاضر .

خطورة هذه الاحزاب المتطرفة تكمن في زيادة اعدادها وهذا يعني انه من الممكن جداً، ان يصبح الحاكم في القضاء والشرطي والمعلم والطبيب والممرضة وعامل النظافة والمهندس ومدير المعمل وغيرها من المهن عضواً في هذه الاحزاب ويعمل ضد مصالح المهاجر الاجنبي، عند ذاك سيصبح خطيراً جداً للأجيال القادمة واندماجهم في المجتمع، لذلك نرى الكثير من الفلاسفة والخبراء وبعض السياسيين الحكماء يحاولون بكل قوة ان يواجهوا هذا الخطر ويطلقون انذاراً تلو الآخر للحد من هذا المد النازي.

لدي عتب كبير جداً على الجمعيات العربية والتركية والإسلامية عموماً والتي لم تستطع الى اليوم توحيد كلمتها لمواجهة هذا الخطر، بل أن كل جمعية و جالية تريد لوحدها ان تعمل وتستفيد واعتقد ان هذا التصرف الغير المحمود سيستمر الى نهاية التاريخ، إن لم نغير عاداتنا وتقاليدنا وطرق تربية اطفالنا.

الإدانة  كافية  لأن الحكومة اذا صعدت إجراءاتها الأمنية  ضد  المتطرفين واليمين فسوف تُعكر السلم الأهلي والأجانب صاروا قوة لا يستهان بها هنا، وأتفهم سبب الكراهية والعنصرية ضدهم .

(أبو صبحي) طلب مني أن أسمح له بكشف كل الحقائق ومصارحة للذات متمنياً أن أنقل رأيه بأمانة وموضوعية كي تعرف الجاليات العربية الحقيقة كما يراها هو، ونزلت عند رغبته مع تحفظي الكبير على بعض الصفات  والجمل التي وردت في سياق الحوار، لكن لأن (الدليل) مهتمة بنقل كل الآراء ووجهات النظر بمصداقية ..  

سألته عن رأيه بالتصعيد الخطير الذي اتخذته الهجمات الإرهابية الأخيرة ضد المسلمين والأجانب، ومن يتحمل المسؤولية؟

المسؤولية الكبيرة ملقاة علينا نحن وعلى الحكومات العربية والآسيوية التي ترسل اللاجئين لألمانيا والى كل اوروبا والحقيقة هي أن  الأجانب الموجودين هنا  بكل من فيهم الجيد أو السيئ اطلب منهم أن يتصوروا معي لو أن بلداننا العربية أو دول العالم الثالث بشكل عام التي هي تشكل اغلب دول اللاجئين هنا، لو أن هذه الدول حدث فيها العكس وصار االأوربيين هم اللاجئين عندنا، ماذا كنا سنفعل معهم؟ أظن أننا كنا ستتعامل معهم بعنصرية أيضا. بينما الألمان منذ عشرات السنين يستقبلون اللاجئين والأجانب بكل ترحاب ويفتحون بلدهم لملايين اللاجئين ويصرفون عليهم المليارات ويوفرون لهم الرواتب والرعاية الصحية والأمان، ونرى أن اغلب الأجانب هنا للأسف (يشتغلون بالأسود ويحصلون على معونات الدولة) وهذا بدأ يشكل ازعاجا للمجتمع وكارثة اقتصادية. قارني بين معاملتنا نحن في دولنا العربية للعمال الأجانب والآسيويين وبين معاملة المانيا والغرب لنا، هذا مع الأخذ بنظر الاعتبار ان الأجانب  في بلداننا  ليسوا لاجئين بل عمال قدموا للعمل تعاملهم دولنا (باستعباد كامل) والحكومة والشعب الألماني قاموا معنا  بالواجب، أنا شخصيا مقيم هنا منذ عشرين عاما ولم اتعرض بحياتي لأي شيء سيء، لكن اظن ان بعض الفئات  في المجتمع الألماني وصلوا الى مرحلة لا تطاق من تحمل سلبية ألأجانب. والسؤال المهم عندهم إلى متى تبقى بلادهم مفتوحة للكل؟  (طيب وبعدين؟) ..إلى أين ستصل معهم الأمور؟

المانيا بحاجة أيضا الى اليد العاملة، التي يوفرها الأجانب، للمساهمة في اقتصاد الدولة؟

اسمحي لي أن ارفض هذه المبررات لأن  القول أن أوروبا وألمانيا فيها الكثير من كبار السن وهي في حالة شيخوخة… ومن سيحل مكان هؤلاء.. هذا أمر  مختلف تماما المانيا بإمكانها أن  تستورد (عمالة) من الخارج  لكن استيراد لاجئين وتحمل  مصاريفهم الباهظة مقابل  العمل، أجده مبرر غريب، خاصة وأن أغلبهم يعيش هنا (عالة على الدولة) .. وهذه هي الحقيقة وأنا هنا لا أستثني نفسي منهم، ألمانيا ليست مجبرة على ذل! ..  بالنسبة لي اجد كراهية وعنصرية اليمين المتطرف ضدنا مبررة.

مبررة الى حد حمل السلاح خارج إطار القانون وقتل الأبرياء لأنهم يكرهون وجودهم هنا ؟

لا أبداً، هذا امر ليس مقبولا ولا مبررا وهذا (تطرف اكثر من اللازم)، وهناك ممارسات قانونية يمكنهم ممارستها  خاصة وان لهم تمثيل سياسي في البرلمان، يمكنهم الاعتراض سلميا على كثرة اللاجئين وليس تصفيتهم جسديا أو القيام بعمليات إرهابية، هذا الأمر  مرفوض رفضا باتا، ليس فقط ضد الأجنبي بل ضد أي إنسان في أي  مكان في العالم، اما من ناحية تفهمنا لسبب كراهيتهم او ضيقهم بالأجانب فبالتأكيد نحن نتفهمه جيدا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجيل الثاني (أو الثالث)  من أبناء الجالية ممن ولدوا وكبروا ويتعلمون في المانيا ولا يعرفون عن أوطانهم الأم وجذورهم أي شيء تقريبا، بل أغلبهم لا يجيدون حتى التحدث بالعربية وكل من التقيتهم خلال الحوارات التالية  فضلوا التحدث معي باللغة الألمانية لأنهم لا يعرفون من العربية إلا بضعة كلمات، كنت حريصة على  معرفة آراءهم بهذا الموضوع المهم والذي يتعلق بأمنهم وبمستقبل وجودهم في ألمانيا على المدى البعيد .. بصراحة أذهلتني ثقافتهم ومستوى وعيهم السياسي العالي …

سميرة: في الصف الثاني عشر، ذكرتني بنفسي عندما كنت بعمرها، إلا أنها تطمح للعمل في المجال السياسي في المستقبل ومعجبة بأداء حزب spd وقالت رأيها بكل حماسة و وضوح في  هذا الموضوع :-

أرى ان الجماعات  اليمينية المتطرفة بدأت تصاعد من هجماتها صد الأجانب والمسلمين والأسوأ من ذلك ان هناك أحزاب يمنية (cdu/ csu) تعادي الأجانب تقدم لهم الدعم والغطاء السياسي. هم لا يطبقون بنود وميثاق الدستور الألماني الذي ينص صراحة على حرية ممارسة العقيدة وحقوق الانسان والمواطنة لكل الموجودين في المانيا،  وخطاباتهم وممارساتهم  ضد كل ذلك ولا اعرف لماذا ما زالوا موجودين في البرلمان الألماني ؟ 

قد يكون الجواب بسبب الديمقراطية ، وحرية ممارسة العمل السياسي وإبداء الرأي ..وهذا حق  لسنا مختلفين على ذلك، لكن هناك حدود واختلاف كبير بين إبداء الرأي وبين إثارة خطابات الكراهية والعنف!  وما الذي سيستفيده مثل هذا الحزب اليمني المتطرف اذا زادت وتيرة هذه الهجمات ضد الأجانب والمسلمين المقيمين في المانيا.

تصاعد وتيرة الهجمات في المانيا وكل اوربا هل يشعرك بالخوف من المستقبل، وكيف يمكن التصدي لها من وجهة نظرك؟

بالتأكيد، ونرى المضايقات وموجة العدائية مثلا ضد النساء ممن يرتدين الحجاب أو ضد الأجانب الذين لهم ملابس معينة أو بسبب لون الشعر ولون البشرة ترتفع موجة الكراهية ضدهم لأسباب عنصرية، بعض الأجانب لا ايستطيعون دخول مناطق معينة مثل (بإنكو) لان التعليقات المهينة والعنف اللفظي سيلاحقهم، وهذا مؤسف جدا لان الغالبية من الأجانب هنا يسعون للعمل وبالتالي يحققون مكسبا ماليا لهم ولألمانيا وتقل نسب البطالة،ويظن  بعض الألمان انهم يأخذون فرص العمل منهم.

إلا تتفهمين دوافعهم من هذا الجانب؟

لا طبعا لا يجوز أبداً طرح هذه المبررات الواهية في انتهاج العنف وهم لهذا يؤسسون له، وقد يحملون الأجانب مسؤولية وقوع مثل هذا الهجمات المتطرفة بسبب تصرفاتهم، وهذا عكس الحقيقة تماما لان السبب كله عبارة  عن كراهية عمياء، لأننا مهما فعلنا ومهما اندمجنا سينظرون لنا كأجانب وغرباء في المجتمع، وسيتم تصنيفنا على  أساس ديني وعرقي ولا يجب تحميل الضحايا الأبرياء الذين سقطوا أي مسؤولية أو ذنب فيما حصل لهم.

هل انت راضية عن الإجراءات الحكومية بهذا الصدد؟

وما الذي فعلته الحكومة ؟  برأيي لم تفعل شيئاً مهماً، يجب بذل المزيد من الجهود في الملف الأمني وتعقب هذه الجماعات قبل ان تستفحل، حتى نشرات الأخبار قللت من أهمية الحادث ولم تعطيه مساحة كبيرة من الاهتمام وتسليط الضوء كما يفترض، وتم وصف الفاعل بالمريض النفسي والمضطرب عقليا  كتبرير بينما لو كان نفس الحادث قام به مسلم لاختلف التعاطي الرسمي والإعلامي مع  الأسباب والدوافع وتم وصفها بالإرهاب كما يجب ان توصف.

وقد أثار هذا الحادث اهتمامي كثيرا وتابعت تطوراته وتعليقات السياسيين البارزين عليه وقد ابدوا جميعا أسفهم وتعاطفهم مع الضحايا لكنهم ختموا كلامهم (Ja, aber man kann nichts dafür) (Und das ist der größte Fehler, den man machen kann)

وعندما يبرر السياسيين خاصة من حزب البديل ذلك بهذا الشكل كأنهم يقولون لا بأس به ودعونا نتجاوزه، ولكننا  لا يمكن أن نتجاوزه. وحدث اعتداء جديد بالسلاح الأبيض في أحد مساجد لندن مؤخرا بسبب عدم اتخاذ الحكومات إجراءات رادعة وحماية المساجد والأجانب من مثل هذه الاعتداءات. 

انت طالبة .. هل يتم مناقشة مثل هذه المواضيع معكم في المدرسة؟

قليلا جدا،  يتم مناقشتنا كثيرا عن (داعش والجماعات الإسلامية المتطرفة ) وعن حادث هاناو  طلبوا منا في الصفوف  الوقوف لدقيقة واحدة  حداداً وإكراماً لأرواح الضحايا وفقط، وطبعا يجب طرح مثل هذه المواضيع على طاولة النقاش.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كل التقارير الإعلامية  التي تتناول شؤون الأجانب في الانترنت تؤكد أن  وجود الأجانب  يغني الثقافة الألمانية ويجعلها متنوعة، وان الأجانب يعملون في أعمال تتطلب مجهودا وساعات طويلة من العمل وبأجور متدنية.

(تانيا) طالبة الصف الثاني عشر قالت رأيها بالموضوع وبدأت:

قرأت  الكثير عن هذا الحادث وبحثت عنه في محركات البحث لمتابعة كل التطورات ووجدت من الغريب جدا أن يقرر مواطن ألماني حمل السلاح الآلي والدخول لأحد المقاه العامة وقتل احد عشر شخصا وإصابة آخرين بجروح خطيرة بمنتهى البساطة ثم يقرر قتل نفسه وقتل والدته، طبعا من الواضح جدا انه يعاني من مشاكل نفسية ولكنه أيضا يعاني من عقد العنصرية والإرهاب وانه اثبت بشكل واضح من خلال الرسالة التي تركها أنه ضد الأجانب والمسلمين، وأظن ان التعاطي مع امثاله لو كانوا من المسلمين كان سيختلف الوضع وكانوا سيصفونه بالإرهاب دون مبررات نفسية وهذا هو ما يجب ان يطبق على الجميع.

هم تعتقدين أن عندهم مبررات مقنعة لانتهاج العنف ضد الأجانب؟

– لا طبعا، ليس عندهم أي مبرر مقنع لارتكاب هذه الجرائم، بالعكس الواقع يؤكد ان الأجانب يعملون اكثر من الألمان وهم يشغلون الاعمال والوظائف التي لا يعمل فيها الألمان عادة مثل المصانع والوظائف قليلة الأجر والتي تتجاوز فيها ساعات العمل ثمانية الى عشر ساعات يوميا، وهذا  نراه من حولنا في الواقع،  وهو ما تؤكده التقارير الإعلامية التي تتناول شؤون الأجانب . وبشكل عام وجود الأجانب يثري ويغني الثقافة الألمانية ويجعلها متنوعة ومتلونة الثقافات والديانات وليست ذات لون واحد فقط، وهذا شيء جميل جدا،.

– الحكومة والمستشارة أدانا ورفضا هذه الحوادث المتطرفة وتوعدا من يشجعها، هل هذا رادع كاف لهم برأيك ؟

– لا طبعا هذا ليس كاف، مثل هذه الحوادث التي وقع فيها ضحايا أبرياء يجب فتح حوار صريح حولها ومناقشتها مجتمعيا وإجراء قوانين فعالة وطارئة لمواجهتها، خاصة وأننا لا نعرف بعد ماذا كان مرتكبها عمل بشكل فردي ام منضم لجماعات، وعلى الشرطة ان تبذل جهودا في التحري عن خلفياتهم وعلاقاتهم ومتابعتهم والتضييق عليهم حتى لا ينشروا أفكارهم المتطرفة بين الآخرين وعبر وسائل التواصل الاجتماعي حتى نضمن ألا تحدث حوادث مشابهة مجددا، هذا ليس جيداً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في المدرسة  لا يثيرون معنا مثل هذه النقاشات المهمة، مع اننا نناقش ونجري أبحاث عن مواضيع كثيرة سياسية تاريخية، الأولى ان نناقش الواقع ومشاكلنا الحالية وليس فقط مشاكل وحروب التاريخ.

(آيات)  طالبة في الصف ١١ أدلت بدلوها في هذا الموضوع المهم رغم انها كما قالت لا تتابع الأخبار وليست مهتمة بالشأن العام قائلة:

لا ادري اظن هؤلاء المتطرفين موجودين منذ فترة طويلة وأجد أن هذا عملا خاطئا  وأظن أننا بتنا نسمع المزيد من هدا النوع من الجرائم واعرف ان الجماعات والأحزاب اليمينية تجرز تطورا في العمل السياسي .

هل اقتنعت بمبررات وأسباب  كراهيتهم للأجانب؟

لا أدري إذا كانت مبرراتهم هذه مقنعة لأي  شخص وأن مخاوفهم تبرر قتلهم للآخرين خاصة وإنني أعيش هنا و لا أرى ان الأجانب يتسببون بمشاكل جمة تدعو لكراهيتهم على هذا  النحو، هذا امر غير معقول، ولا يخطر على بال أي شخص قتل شخص اخر لأسباب تتعلق بالعمل والحصول على منح وإعانات من الدولة.

إذن كيف يتم حل مثل هذه المشاكل التي تسبب كل هذه الكراهية برأيك ؟

اللجؤ للحوار والحلول ونحن نعيش في دولة ديمقراطية نستطيع اللجوء للدستور والقانون. لحل المشاكل سلميا  بين كل الأطراف وفتح حوار مجتمعي لماذا لا يتحاورون  معنا ؟ لماذا يطلقون علينا الأحكام المسبقة دون سماع وجهة نظرنا ؟ هم مغلقين  تماما من جهتنا ويرفضون التحاور معنا،  برأيي اللجؤ للقتل ليس حلا أبداً

الحكومة تشرع قوانين رادعة ضدهم هل هي كافية حتى الان ؟

نسمع طوال الوقت في الاعلام عن الإرهاب الإسلامي والجماعات التكفيرية  المعادية للغرب  ولا نسمع عن هذه الجماعات اليمينية المتطرفة بنفس القدر الكافي، وعلى الحكومة ان تبذل جهودا اكبر في التصدي لهم.

مثل ماذا، ما هي الإجراءات المطلوبة من الدولة برأيك؟

دعيني افكر ..  تضحك قائلة خبرتي السياسية والأمنية قليلة جداً.

ولكن يجب على الشخص خاصة بمن في مثل أعماركم الشابة ان يتابعوا ويعرفوا  مايجري من حولهم؟

عندك حق لأننا نتابع فقط الموسيقى والأغاني والمسلسلات ويجب ان ننمي خبراتنا اكثر من ذلك وهذا راجع برأيي الى التعتيم الحكومي عن هذه الأمور، يجب ان ينشروا اكثر وان يفتحوا حوارا صريحا مع المجتمع  وكيف يتم التصدي لمثل هذه الحوادث أيا كانوا مرتكبيها وتتم التوعية حولها عن طريق نشرات الأخبار وتسليط الضوء عليها.

(الدليل ) ستواصل الوقوف على آخر المستجدات والأحداث التي تتعلق بوجود ومستقبل  الجاليات العربية في المانيا وتستطلع آراءهم وآراء الجيل الجديد من  منهم بشكل خاص للتعبير عن مشاعرهم ومطالبهم وكل  مايتعلق بحياتهم واهتماماتهم هنا.

.