”ازدواجية المعايير” في التعامل مع اللاجئين

الدليل ـ برلين /

قال فرانشيسكو روكا، رئيس الاتحاد الدولى لجمعيات الصليب والهلال الأحمر إن القبول السريع للأوكرانيين الفارين من العدوان الروسي على بلادهم يسلط الضوء على “المعايير المزدوجة”  الرائجة في أوروبا تجاه المهاجرين، والتي يدفع ثمنها الأشخاص الفارون من العنف في إفريقيا والشرق الأوسط وأماكن أخرى. 

وفي هذا الصدد، قال فرانشيسكو روكا، إنه لا يعتقد أن “هناك أي فرق بين شخص يفر من منطقة دونباس بشرق أوكرانيا وشخص يفر من جماعة بوكو حرام المتطرفة في نيجيريا” حسب قوله.

ضرورة التعامل بإنصاف مع المهاجرين

وقال روكا، والذي يرأس منظمة تعمل في أكثر من 192 دولة مع  وجود ما يقرب من 15 مليون متطوع: “أولئك الذين يفرون من العنف والذين يسعون للحصول على الحماية ، يجب أن يعاملوا بإنصاف”. وفي حديثه خلال مؤتمر صحفي، قال روكا إن هناك “واجبًا أخلاقيًا” لمساعدة الأشخاص الذين يفرون من العنف والاضطرابات موضحا في هذا المقام “كنا نأمل أن تكون الأزمة الأوكرانية نقطة تحول في سياسات الهجرة الأوروبية”. “لكن لسوء الحظ ، لم يكن هذا هو الحال.”

الاتحاد الأوروبي ينفى

 وتعرّض الاتحاد الأوروبي  منذ آذار/مارس لاتّهامات بأنه رحّب باللاجئين الأوكرانيين بانفتاح أكثر، مقارنة بما كان الحال عليه مع أولئك الذين فروا من نزاعات في الشرق الأوسط. لكن الاتحاد شدد في وقت سابق  على أنه ” لا يتعامل بمعايير مزدوجة مع اللاجئين من أوكرانيا مقارنة بأولئك القادمين من سوريا”. في وقت يواجه أكبر أزمة هجرة في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. ومنح الاتحاد الأوروبي اللاجئين الأوكرانيين وضع حماية مؤقتة، أي أنه يحق لهم البقاء والوصول إلى الرعاية الصحية وارتياد المدارس والعمل.

مناهج مختلفة حيال التعامل مع المهاجرين

واعتبر أن الاتحاد الأوروبي المؤلف من 27 دولة “لا تزال لديه مناهج مختلفة حيال التعامل مع المهاجرين على حدوده الشرقية من أوكرانيا وحدوده الجنوبية على البحر المتوسط”.

أدت الحرب في أوكرانيا إلى حدوث واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

منذ الغزو الروسي في 24 شباط/ فبراير، فر أكثر من 6 ملايين شخص من أوكرانيا، واستوعبت بولندا أكثر من 3.3 مليون  لاجىء من أوكرانيا وذهب أكثر من 900 ألف إلى رومانيا، و 605 آلاف إلى المجر، و 463 ألفًا إلى مولدوفا و421 ألفًا إلى سلوفاكيا ، وفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

معاناة اللاجئين القادمين من إفريقيا

قال روكا إنه على النقيض من ذلك، “ما زال المهاجرون واللاجئون وطالبو اللجوء الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا يموتون ويواجهون سوء المعاملة ويكافحون من أجل الوصول إلى الخدمات الأساسية” في إشارة منه إلى اللاجئين  القادمين من إفريقيا والشرق الأوسط وأماكن أخرى.

ازدواجية في المعايير

وأوضح أن “أكثر من 48 ألف مهاجر لقوا حتفهم أو اختفوا منذ عام 2014 أثناء سفرهم عبر البحر الأبيض المتوسط ​​إلى أوروبا، مع ما لا يقل عن 19 ألف حالة وفاة من هذا القبيل” حسب قوله.مشيرا إلى أنه “غالبًا ما يتم وضع أولئك الذين يصلون إلى إيطاليا واليونان وإسبانيا، في المعسكرات ويواجهون فترات انتظار طويلة حتى يتم الاستماع إلى مطالبهم من قبل الهيئات المختصة باللاجئين” مضيفا بالقول:  “المجتمع في أوروبا كان قادرًا على فتح ذراعيه، واستقبل الملايين من الأوكرانيين في غضون أيام قليلة” مؤكدا في هذا الجانب أن “العرق والجنسية لا ينبغي أن يكونا عاملا حاسما في إنقاذ الأرواح” وأردف “هناك ازدواجية في المعايير” وهذا واضح للعيان، ولا يمكننا إنكاره عندما يتعلق الأمر بطلب الحماية الخاصة باللاجئين “.

تعزيز الهجرة الآمنة

كان فرانشيسكو روكا، رئيس الاتحاد الدولى لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في مقر الأمم المتحدة لإجراء المراجعة الأولى لاتفاق 2018 لتعزيز الهجرة الآمنة والمنظمة والحد من تهريب البشر والاتجار بهم. وقال روكا “إن أرواح العديد من المهاجرين فقدت بسبب فشل الحكومات في تغيير سياساتها لضمان هجرة آمنة وكريمة”. حسب قوله.

.