نظرة على انتخابات البرلمان الاتحادي

 

هالة أمين

 

يترقب العالم الانتخابات الألمانية، باهتمام بالغ، لما لها من تأثير على التوازن العالمى، إذ قدمت الأحزاب السياسية القائمة النهائية قبل انتخابات «المستشارية» فى ٢٤ سبتمبر المقبل، لتحديد المرشحين لكل دائرة انتخابية.

وتشير أغلب استطلاعات الرأى إلى أن «ميركل»، التى بدأت حملتها الدعائية قبل أيام، تتقدم المشهد وتستحوذ على نسبة كبيرة من تأييد الناخبين يليها السياسى البارع مارتن شولتز.

نلقى الضوء على أهم المرشحين من الأحزاب السياسية المعروفة:

 

أنجيلا.. على أعتاب الولاية الرابعة

بدأت المستشارة الحالية ميركل، حملتها الدعائية بعد إعلانها رسميًا الترشح لفترة رابعة لمنصب المستشارية فى الانتخابات البرلمانية المقررة ٢٤ سبتمبر المقبل، ويأتى ترشيح «ميركل» مدعومًا من الائتلاف المكون من الاتحاد المسيحى الديمقراطى «CDU»، الذى ترأسه «ميركل»، وأيضًا الحزب المسيحى الاجتماعى «CSU»، الذى يرأسه، هورست زيهوفر.

احتفظ الاتحاد الديمقراطى المسيحى والاتحاد الاجتماعى المسيحى بقيادة أنجيلا ميركل بالصدارة فى استطلاعات الرأى منذ انتخابات عام ٢٠١٣، حتى بعد ترشح مارتن شولتز، زعيم الحزب الديمقراطى الاشتراكى لانتخابات المستشارية.

«ميركل» مواليد ١٧ يوليو ١٩٥٤، كانت عالمة أبحاث سابقة تحمل شهادة دكتوراه فى الكيمياء الفيزيائية، ثم دخلت ميركل السياسة فى ١٩٨٩، وبعد إعادة توحيد ألمانيا فى عام ١٩٩٠، تم انتخابها فى البرلمان عن ولاية مكلنبورج فوربومرن، وأعيد انتخابها منذ ذلك الحين، وعينت ميركل بمنصب وزيرة المرأة والشباب فى الحكومة الاتحادية أثناء عهد المستشار هيلموت كول فى عام ١٩٩١، وبعدها أصبحت وزيرة البيئة فى عام ١٩٩٤، ثم بعد خسارة حزبها الانتخابات الاتحادية فى عام ١٩٩٨، انتخبت «ميركل» لمنصب الأمين العام لحزبها “الاتحاد الديمقراطى المسيحى”.

فى عام ٢٠٠٧، كانت ميركل، رئيسًا للمجلس الأوروبى، وترأست مجموعة الثمانى، وهى ثانى امرأة تشغل هذا المنصب، ولعبت ميركل دورًا رئيسيًا فى مفاوضات «أزمة المهاجرين»، حيث كانت من أهم القضايا الرئيسية خلال قيادتها للمستشارية فى ٢٠ نوفمبر عام ٢٠١٦.

دائما ما تدعو المستشارة الألمانية «ميركل» المجتمع الدولى إلى تسوية الوضع فى كل من سوريا وليبيا والعراق، خاصة أن الأزمات فى تلك الدول تصب صداها على أوروبا، فيما يخص باللاجئين، وهى القضية الرئيسية التى تشغل ميركل فى توجهاتها تجاه الشرق الأوسط، إذ ترى أنه دون الاستقرار السياسى فى كل من تلك الدول الثلاث، لا يمكن وضع حد للهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، فضلًا عن اتهامها للولايات المتحدة بعدم التعاون فى تلك القضية وغيرها من القضايا التى تؤثر على العالم.

وتسعى «ميركل» إلى العمل على إقرار حل الدولتين، ووضع الفلسطينيين والإسرائيليين على طاولة المفاوضات، وذلك بدعم ومساعدة كل من مصر والأردن، وهى لا ترى بديلًا عن حل الدولتين لإقرار السلام.

 

مارتن شولتز.. لمنصب المستشار

يعد مارتن شولتز، مرشح الحزب الاشتراكى الديمقراطى (SPD) للمستشارية، منافسًا قويًا لميركل، فهو سياسى أوروبى بارع ترأس البرلمان الأوروبى عام ٢٠١٢.

«شولتز انتخب عمدة بلدة فورسلن فى عام ١٩٨٧، وهو المنصب الذى شغله حتى عام ١٩٩٨، وفى الحقيقة لا يختلف «شولتز» عن «ميركل» فى كثير من مواقفهما من اللاجئين والقضية الفلسطينية والشرق الأوسط.

قال فى عام ٢٠١٥، إن معلومات أوروبا عن الإسلام غير كافية، ودعا أوروبا إلى إعادة النظر فى رؤيتها إزاء الإسلام والعالم الإسلامى، كما دعا أيضًا لتوسيع علاقاتها مع الدول الإسلامية.

فيما تتهم إسرائيل «شولتز» بأنه معادٍ للسامية، وذلك بسبب خطاب له أمام الكنيست الإسرائيلى فى عام ٢٠١٤، بوصفه رئيسًا للبرلمان الأوروبى، إذ قال، إنه شعر بالألم عندما وجه له شاب فلسطينى سؤالا: «لماذا يتمتع الإسرائيلى بـ٧٠ لترًا من الماء فى اليوم، بينما لا يحصل الفلسطينى إلا على ١٧ لترًا من الماء يوميًا؟»، وهو متهم بالتعاطف مع الفلسطينيين منذ ذلك الوقت.

ولا يختلف «شولتز» عن «ميركل» فى رؤيته لأزمة اللاجئين، إلا أنه مهتم بفكرة توزيع اللاجئين، ودائمًا ما يندد بالدول الأوروبية المناهضة لاستقبال اللاجئين ومنها المجر. ويرى «شولتز» أن المجتمع الدولى يساعد فى تصعيد الوضع فى الأزمة السورية من خلال التدخلات العسكرية، لكنه يرى أن المساعدات الإنسانية الأهم فى تخفيف المعاناة عن الشعب السورى.

 

الخضر

على رأس مرشحي حزب «الخضر»  die Grüneكلًا من كاترين جورينج إيكارت، وجيم أُوزديمير، وهو من أصول تركية، وعمل عضوًا فى الحزب فى ولاية بادن فيرتمبيرج من عام ١٩٨٩ إلى عام ١٩٩٤، وتتسم سياسة حزب «الخضر» بدعم الأجانب المسلمين والتنديد بالجماعات المناهضة للإسلام والأجانب بالإضافة إلى مواضيع البيئة.

 

حزب اليسار

اختار اليسار المعارض  die linke كلًا من “سارة فاجن كنشت” و”ديتمار بارتش” على رأس مرشحي الحزب السيدة «فاجنكنشت سياسية يسارية واقتصادية، وانتخبت عام ٢٠٠٩، عضوًا فى البرلمان الاتحادي.

 

 الحزب الليبرالى

على رأس قائمة الحزب الديمقراطى الحر fdp يأتي  كريستيان ليندنر، وهو نائب فى برلمان شمال الراين وستفاليا، كما أنه ليبرالى معتدل فى جميع القضايا، ومنها الإسلام واللاجئين ومكافحة الإرهاب.

 

حزب البديل من أجل ألمانيا

يدخل كل من ألكسندر جاولاند، نائب رئيس حزب «البديل من أجل ألمانيا» afd اليمينى الشعبوى، والاقتصادية الليبرالية المنتمية للحزب أليس فايدل، فى قائمة مرشحيه فى الانتخابات التشريعية المقبلة، ومثل كل الأحزاب اليمينية ينادى الحزب بتقليص عدد الأجانب، إغلاق الحدود و مناهضة الإسلام.

 

اترك تعليقاً