موجة رفض لتصريحات وزير الداخلية المعادية للإسلام

 

لم تمر ساعات قليلة على تصريحات وزير الداخلية الألماني الجديد هورست زيهوفر الرافضة لانتماء الإسلام لألمانيا، حتى صدرت ردود فعل مستنكرة من ممثلين لمعظم التيارات السياسية الألمانية، باستثناء حزب “بديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي الذي امتدح حديث زيهوفر واعتبره مستنسخا من برنامجه الأساسي.

وقال المتحدث باسم  الحكومة شتيفان زايبرت إن “أسس قيمنا ونظامنا القانوني تجعل الدين الإسلامي ينتمي للبلاد”.

ولم تكتف ميركل بما قاله الناطق باسمها، بل أضافت أثناء استقبالها رئيس وزراء السويد أن “هؤلاء المسلمين ينتمون لألمانيا، ودينهم الإسلام هو كذلك جزء من بلدنا”.

وأوضحت المستشارة أنها أكدت مرات عدة أن ألمانيا تريد إسلاما قائما على أسس دستورها ومتوافقا معه، ودعت إلى بذل كافة الجهود لصياغة التعايش بين الأديان في البلاد بشكل أفضل، وخلصت إلى أن مؤتمر الإسلام الذي ترعاه حكومتها يمثل آلية مهمة في هذا المجال.

وتصدر الحزب الاشتراكي الديمقراطي -شريك الحزب المسيحي الديمقراطيالذي تترأسه ميركل في الحكومة- منتقدي تصريحات زيهوفر، إذ دعاه للاهتمام بعمله بدلا من إنتاج عناوين تتصدر الأخبار.

وقال رالف شتيغنز نائب رئيس الحزب لصحيفة هاندلزبلات “نحن لسنا في كوريا الشمالية أو السودان، والحرية الدينية لدينا قيمة دستورية نفخر بها”.

ورأى حزب اليسار المعارض أن مسارعة وزير الداخلية الجديد بالحديث – بعد أدائه قسم توليه منصبه – عن عدم انتماء الإسلام لألمانيا، “سخف وبعيد عن المسؤولية” ومجاراة لحزب “بديل من أجل ألمانيا” المعادي للإسلام.

وفي الاتجاه ذاته، اتهم القيادي البارز في حزب الخضر المعارض يورغن تريتين وزير الداخلية الجديد بتهديد أواصر المجتمع الألماني بالانقسام، وقال تريتين إن مسلمين كثيرين يعيشون بألمانيا ودينهم ينتمي بالطبع للبلاد، ولا يمثل تهديدا لتقاليدها المسيحية.

وذكرت وزيرة الدولة السابقة للاندماج عيدان أوزغوز أن حديث زيهوفر بشأن الإسلام يمثل تراجعا بالنسبة للمجتمع الألماني، وأضافت أنه أمر مخزن ويعبر عن افتقاده للحس في وقت تعرضت فيه عددا من مساجد ألمانيا للإحراق.