من يخلف ميركل ؟

 

 

عادل فهمي

 

 

على مدار 13 عاما، نجحت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أن تحكم كقوة سياسية قيادية في ألمانيا تحديدا وفي أوروبا بشكل، لكن في غضون ساعات من إعلانها، في أواخر أكتوبر أنها ستتنحى هذا العام كزعيمة لحزبها المحافظ، تحول تركيز العالم بأسره إلى من يمكن أن يحل محلها.
وأيا كانت الشخصية التي ستُنتخب لقيادة الديمقراطيين المسيحيين بعد ميركل، فإنها ستكون في موقع جيد لخلافتها في النهاية كزعيم لألمانيا، ما يزيد من الرهان في المنافسة الانتخابية في ديسمبر.
وبينما يتشكل الصراع على السلطة، يستعرض هذا التقرير بعضا من المرشحين المحتملين وفرص فوزهم.

 

 

أنجريت كرامب-كارينباور.. (ميني ميركل)

ومن بين كل الخلفاء المحتملين، فإن أنجريت كرامب- كارينباور، 56 عاما، هي المرشحة التي يشبهها الإعلام الغربي بـ”ميركل” في أسلوبها الحاكم البراجماتي، الذي يكسبها لقب “ميركل الصغيرة”، بحسب “نيويورك تايمز”.
وجاءت “كرامب-كارينباور” في المركز الثاني في استطلاع نشرته صحيفة “فيلت أم زونتاج”، الأحد، بعد حصولها على 32% من أصوات التيار المحافظ خلف رجل الأعمال، فريدريش ميرز، الذي حصل على تأييد 49% لخلافة “ميركل، وفقا لوكالة “رويترز”.
وفي وقت سابق من هذا العام، انتخب الديمقراطيون المسيحيون “كرامب-كارينباور” لمنصب الأمين العام للحزب، وهو المنصب الذي كانت “ميركل” تستخدمه في وقت ما بمثابة نقطة انطلاق للمركز الأعلى، مع تفويض لتجديد نشاط الحزب. ومن المتوقع أن ترشح “كرامب –كارينباور” نفسها لقيادة الحزب في ديسمبر.
و”كرامب-كارينباور”، أصغر 8 سنوات من “ميركل”، لكنها مثل مستشارتها تمثل الجناح المعتدل بالحزب، وأصبحت رئيسة حكومة ولاية سارلاند عام 2011، وظلت في منصبها حتى العام الماضي عندما تم اختيارها لتصبح السكرتير العام للحزب المسيحي الديمقراطي.
ويعتقد أيضا أن الحاكمة السابقة لولاية سارلاند الصغيرة، “كرامب-كارينباور” هي الشخصية التي ترغب “ميركل” في نجاحها وخلافتها، وأظهرت الاثنتين أنهما يمكنهما التعاون سويا مع الحفاظ على ملامح سياسية منفصلة، بحسب “إندبندنت”.
وتتمتع “كرامب-كارينباور”، التي غالبا ما يتم اختصار اسمها غير الرسمي إلى الأحرف الأولى من اسمها، “إيه كيه كيه”، بالدعم في صفوف حزب المحافظين وكذلك من الوسطيين، من أجل تمسكها بقيم عائلتها الكاثوليكية الرومانية، بحسب “واشنطن بوست”.
وقالت “كرامب-كارينباور” مؤخرا، ” إنها “قد تفكر في تخصيص حصص لزيادة تمثيل المرأة في البرلمان، وانتقدت قوانين ازدواج الجنسية واتهمت القيادة في تركيا بمحاولة إضعاف ولاء المواطنين الذين يحملون الجنسية الألمانية التركية. وقالت إنها تؤيد خطة يحصل بموجبها أبناء المهاجرين على جواز سفر ثان لكن لا يحصل أولادهم على ذلك”.

 

ينس شبان: خصم “ميركل”

ينظر إلى وزير الصحة الألماني في حكومة “ميركل”، ينس شبان، باعتباره أحد أكثر المنتقدين صراحة لسياسة اللجوء التي وضعتها المستشارة في عام 2015، ويمثل جناح أقصى اليمين بالحزب وهو محبوب في صفوف المحافظين، بحسب “دويتشه فيلله”.
وبعد أن جاء شبان في المركز الثالث بعد حصوله على 7% في الاستطلاع، الذي شمل أعضاء الاتحاد الاجتماعي المسيحي البافاري وحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، بات من المرجح أن يمثل شبان، في عمر 38 عاما، رغبة العديد من الأعضاء لتولي شاب زعامة الحزب الديمقراطي المسيحي لبث حياة وروح جديدة في الحزب، وذلك على غرار المستشار النمساوي، سيباستيان كورتز، البالغ من العمر 32 عامًا، وفقا لـ”واشنطن بوست”.
كما يرى أنصاره أنه سيشكل نهاية فعلية لعهد ميركل، التي يعارض منتقدوها تبنيها قضايا في العادة ما تكون محسوبة على الأحزاب الليبرالية أو ذات التوجه اليساري.
وخلال العام الماضي، أصبح شبان صديقاً لسفير الولايات المتحدة في ألمانيا، ريتشارد جرينيل، الذي ساعد في تنظيم اجتماع في البيت الأبيض للوزير مع جون ر. بولتون، مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي، في وقت سابق من الشهر الماضي.
وفي عام 2002، أصبح شبان أصغر عضو ينتخب مباشرة في البرلمان، ثم حصل على مقعد في مجلس إدارة الحزب المحافظ، وصنع لنفسه اسما من خلال مهاجمة المستشارة ميركل بقوانين تصادق على المواطنة المزدوجة والموظفين الناطقين باللغة الإنجليزية الذين يعملون في المقاهي في العاصمة الألمانية.
ومنذ توليه منصب وزير الصحة، تناول قضايا أكثر جدية، مع التركيز على رعاية المرضى والضعفاء.
وركز شبان على قضية الهجرة، وحث مؤتمر الحزب على مناقشة اتفاقية للأمم المتحدة بشأن الهجرة تم توقيعها في يوليو.
وكان شبان من أول المنتقدين للقرار الذي اتخذته ميركل في 2015 باستقبال أكثر من مليون مهاجر معظمهم من المسلمين.

 

فريدريش ميرز.. المنافس السابق المنبوذ\

بسبب كونه خصما ومنافسا لميركل، ارتقى فريدريش ميرز إلى مكانة بارزة في الحزب إلى جانبها، إذ تم إسقاط مجموعة كبيرة من القادة بسبب فضيحة تمويل الحملات الانتخابية.
وميرز، الذي ترك السياسة تماما بعد أن جردته ميركل من رئاسة المجموعة المحافظة في البرلمان “بوندستاج” عام 2002، يتصدر أحدث استطلاعات الرأي بعد حصوله على تأييد 49% لخلافة ميركل، بحسب “رويترز”.
وترك ميرز، البالغ من العمر الآن 62 عاماً، العمل السياسي قبل عقد تقريبا ليعمل محاميا وعضو مجالس عدد من الشركات المالية والبنوك. وأصبح رئيساً لشركة BlackRock “بلاك روك”، التي تعتبر عموماً أكبر مدير صندوق خاص، ومحام كبير في شركة “مايور براون”، وهي شركة محاماة دولية، وفقا لـ”دويتشه فيلله”.
ودعاه المحافظون إلى السياسة في عام 2014 للعمل في لجنة داخلية تهدف إلى تعزيز المجتمع.
وفي العام الماضي، عينه رئيس وزراء ولاية شمال الراين – فيستفاليا، أرمين لانشيت، في منصب غير مدفوع كمفوض للخروج من الاتحاد الأوروبي لشمال الراين – فيستفاليا.

 

أرمين لاشيت.. صوت العقل

حذر أرمين لاشيت، وهو حليف وثيق للمستشارة ميركل، من تحويل الحزب إلى اليمين أكثر من اللازم، إذ وضع نفسه على أنه صوت العقل في خضم التمرد المتكرر داخل الائتلاف المتشدد الذي تتزعمه ميركل مع الديمقراطيين الاجتماعيين اليساريين المحافظين والمحافظين البافاريين، وفقا لـ”نيويورك تايمز”.
و”لاشيت”، 57 عاما، يتولى منصب نائب زعيم الحزب، وانتخب العام الماضي زعيما لأكبر ولاية في ألمانيا من حيث عدد السكان، شمال الراين – فيستفاليا، وسيطر على السلطة من الديمقراطيين الاشتراكيين.
ويتم طرح اسم لاشيت كبديل قوي لخلافة “ميركل” من جانب أنصارها، كما يحظى بدعم زعيم الحزب الديمقراطي الحر، كريستيان ليندنر، الذي يعد حليفا متكررا للحزب المسيحي الديمقراطي في تشكيل الحكومات، كما أن دعم لاشيت القديم لميركل قد يساعده في الفوز بعدد من أصوات أنصارها داخل الحزب.