لسانك حصانك ..

رغم أهميته لا يهتم كثيرون بصحة ونظافة ألسنتهم، ولا يدركون أنها معرضة للإصابة بالمشكلات والأمراض إلا بعد تطور مضاعفاتها.. السطور التالية تشير لأهم المشكلات التي تصيب اللسان وكيفية علاجها.

يقول الدكتور محمد البحراوي، أستاذ طب الأسنان بكلية الطب جامعة عين شمس، إن اللسان مرآة للجسم ويمكن اكتشاف الكثير من المشاكل الصحية من خلاله.يؤكد «البحراوي» أن اللسان من أقوى أعضاء الجسم لأنه يحتوي على مجموعة هائلة من العضلات القوية التي تمكنه من التحدث، كما أنه يحتوي على نسيج طلائي حرشفي يغطيه، ويساهم في تنظيف الفم من وجود أي بكتيريا، فضلًا عن احتوائه على مجموعة من الغدد اللمفاوية التي تعد من مكونات جهاز المناعة، والغدد اللعابية التي تفرز اللعاب المساعد على النطق، وتنظيف وتعقيم الفم واللثة، وكذلك الأسنان، كما أنها تساعد على مضغ الطعام وسهولة بلعه، فضلًا عن احتوائه على العديد من الأوعية الدموية.يحتوي اللسان أيضًا على نهايات أعصاب من المخ، كالخامس، والسابع، والتاسع، والثاني عشر، وتلك النهايات العصبية هي التي تستقبل المعلومات من اللسان للمخ، كالتذوق، أو تعرض اللسان لجرح، أو شيء ساخن.

ويتعرض اللسان لعدة مشاكل مرضية، أبرزها:

قلة سماكة حراشف اللسان

تحدث نتيجة نقص فيتامين (ب12)، والفوليك أسيد، والحديد، ويظهر سطح اللسان، وكأنه أملس، وهنا يكون العلاج بعلاج ذلك النقص.

حرقان اللسان دون سبب

من أكثر الأمراض التي تصيب السيدات بعد انقطاع الطمث، وزيادة الضغط العصبي، وينتج عنه حرقان شديد في اللسان ولا يكون له أي تفسير وفي الغالب نلجأ إلى المسكنات لتسكين الآلام.

تضخم اللسان

يحدث نتيجة تضخم إما الخلايا الدهنية الموجودة في اللسان أو العضلات، ويشير «البحراوي» إلى لجوء الشباب إلى الأدوية التي تساهم في تضخم العضلات، موضحًا أنها تتسبب في تضخم عضلات اللسان، وأدوية العضلات، وهنا يتعرض اللسان لحدوث اصطدام بينه وبين الأسنان، ما يتسبب في حدوث جروح، والتهابات في اللسان، ولكنه لا يؤثر على التذوق أو التحدث، أو حتى أعصاب المخ، ويوضح أن العلاج يكون بالتوقف عن تناول هذه الأدوية.يضيف «البحراوي» أن تضخم اللسان يحدث أيضًا نتيجة زيادة هرمون النمو الذي تفرزه الغدة النخامية، والذي يتسبب في تضخم الجسم، ومنه اللسان، وكذلك قلة نشاط الغدة الدرقية، التي تتسبب في تضخم اللسان، لأنها تؤثر على قوة الجسم في حرق الدهون، وبالتالي تتراكم الدهون في اللسان.

تقرحات اللسان

يعد الضغط العصبي من أبرز أسباب تقرحات اللسان، وتظهر خلال الفترات التي يعاني فيها الفرد من الاضطرابات النفسية و العصبية، فضلًا عن وجود بعض الأمراض الوراثية التي تتسبب في تقرحات الفم، ومنها متلازمة بهجت، المتسبب في حدوث تقرحات في العين، واللسان، ومرض ريتر، وبعض الأمراض المناعية كالذئبة الحمراء، وكذلك الحساسية من بعض المأكولات والمشروبات وبعض الأدوية، وتناول الأكلات الحارة، ويوضح أن العلاج يكون بعلاج السبب، مع علاج العرض، من خلال بعض الأدوية الموضعية.

في بعض الأحيان، تظهر بقع بيضاء على اللسان، وربما تذهب من تلقاء نفسها، أما إذا استمرت عدة أيام، فيفضل مراجعة طبيب الأسنان للتعرف على السبب وكيفية العلاج.

داء المبيضات الفموي

يشير داء المبيضات الفموي إلى نمو زائد للفطريات على اللسان، وعادة ما يحدث عند وجود خلل في جهاز المناعة، ويصيب الأطفال الرضع ومرضى السرطان والمصابين بأمراض مناعية ومرضى الأنيميا والسكري والمدخنين، كما تزداد فرص الإصابة به لدى الأشخاص الذين يعانون دائمًا من جفاف الفم.

ويحتاج داء المبيضات الفموي إلى تناول بعض المضادات الحيوية تحت إشراف الطبيب المختص، ونادرًا ما يعد أمرًا خطيرًا، لكنه يحتاج إلى العلاج، وتظهر أعراضه على هيئة:

 -بقع بيضاء على أماكن مختلفة بالفم (تشبه فتات الجبن القريش.

 -احمرار جوانب الفم والشفتين.

 -فقدان التذوق.

-جفاف الفم.

قرح الفم

في حال ظهور بقع بيضاء على اللسان محاطة ابحمرار أو التهاب، ففي الغالب يدل ذلك على الإصابة بقرح الفم، والتي تعتبر مشكلة شائعة ينتج عنها الشعور بالألم والانزعاج.

وتعد الفيروسات والبكتيريا ومشكلات الجهاز المناعي أبرز أسباب الإصابة بقرح الفم، إلى جانب التعرض للحساسية أو الضغط العصبي أو تدخين السجائر أو نقص الحديد وبعض الفيتامينات.

ولا يساعد تفريغ أو حك تلك القرح على التخلص منها، لكن يجب علاجها عن طريق تناول بعض الأدوية اللازمة تحت إشراف الطبيب.

الطلوان

يؤدي الطلوان إلى ظهور بقع بيضاء على اللثة وتحت الفم أو على الجوانب الداخلية للخدود، وفي بعض الأحيان، تظهر تلك البقع أيضًا على اللسان، ولا تغير الحكة في مظهرها وملمسها، بل يمكن أن تجعلها أكثر سوءًا.

وتحدث الإصابة بالطلوان نتيجة مضغ أو تدخين التبغ وشرب الكحوليات، فعادة ما يؤثر على 75% من المدخنين، ومن النادر أن يؤدي إلى الإصابة بسرطان الفم.

الطلوان المشعر

عند ظهور بقع بيضاء مجعدة على جوانب اللسان، فمن المرجح أن يدل ذلك على الإصابة بالطلوان المشعر، ويحدث نتيجة عدوى تستمر فترة طويلة، وتنتهي عندما يبدأ جهاز المناعة في استعادة قوته ومهاجمتها.

أسباب بياض اللسان

نظافة الفم

تعد عدم نظافة الفم من أكثر الأسباب شيوعًا وراء بياض اللسان، حيث تظهر نتوءات صغيرة منتقخة وملتهبة، وعند تجاهلها تبدأ الجراثيم والخلايا الميتة وجزيئات الطعام في التراكم بين هذه النتوءات، ما يتسبب في ظهور اللون الأبيض.

وتنتج عدم نظافة الفم عن عدم غسل الأسنان وتنظيفها جيدًا أو جفاف الفم أو عدم تنظيف اللسان من بقايا الطعام أو التدخين أو تناول الكحوليات وغيرها.

الحزاز المسطح الفموي

يعتبر بمثابة التهابات مزمنة وتظهر في صورة بقع بيضاء بالفم واللسان، ويصاحبها الشعور بألم ونزيف في اللثة وحساسية تجاه الأطعمة الحارة والحمضية.

الطلاوة

تتلخص علامات مرض الطلاوة الذي يصيب الفم، في ظهور بقع بيضاء سميكة تظهر على اللسان، وتنتج عن تناول بعض المواد المهيجة مثل التبغ والكحول، بالإضافة إلى المعاناة من التهابات ناتجة عن ارتداء طقم الأسنان.

القلاع الفموي

يعد القلاع الفموي عدوى فطرية ناتجة عن خميرة المبيضات، وعادة ما يصيب أولئك الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي، ويظهر في صورة بقع بيضاء الفم وعلى اللسان، ويشعر المصاب بالألم عند تناول الأطعمة والمشروبات.

مرض الزهري

ينتقل الزهري من خلال ممارسة الجنس الفموي، ومن بين أعراضه وجود بقع بيضاء على اللسان، بالإضافة إلى تقرحات الفم.

متى يجب التوجه إلى الطبيب؟

في حالة التأكد من نظافة الفم جيدًا، وظهور اعراض أخرى مصاحبة لبياض اللسان، فيجب التوجه إلى الطبيب المختص لمعرفة السبب وتقديم العلاج اللازم.

علاج بياض اللسان

يعتمد العلاج على السبب وراء بياض اللسان، فعلى سبيل المثال، إذا كان الشخص مصابًا بالحزاز المسطح، فيجب متابعة الحالة مع الطبيب المختص واستخدام الستيروئيدات القشرية إذا كانت شديدة.

وفي حالة الإصابة بالقلاع الفموي، فيتلخص العلاج في تناول أدوية مضادة للفطريات، وعادة ما تكون على هيئة قطرات يتم تناولها عن طريق الفم، وتتراوح مدة العلاج من أسبوع إلى أسبوعين.

أما إن كان بياض اللسان يرجع إلى الإصابة بالزهري، فيتم علاجه عن طريق استخدام البنسلين، ذلك المضاد الحيوي الذي يعمل على قتل البكتيريا المنقولة جنسيًا، بالإضافة إلى التوقف عن استخدام المهيجات في الفم مثل الكحوليات والتبغ للتخلص من البقع البيضاء.

الوقاية من بياض اللسان

– التأكد من نظافة الفم باستمرار، وغسل الأسنان جيدًا والتخلص من بقايا الطعام، واستخدام الخيط الطبي للوصول إلى الأماكن التي لا تصل إليها الفرشاة.

– غسل اللسان برفق عن طريق استخدام فرشاة الأسنان من الخلف إلى الأمام.

– تجنب تناول المشروبات الكحولية.

– الإقلاع عن التدخين ومنتجات التبغ.

– زيارة طبيب الأسنان دورياً للفحص، والحفاظ على نظافة الفم لمدة طويلة.

.