آدي الربيع عاد من تاني

أمراض شائعة في فصل الربيع

ينتشر في فصل الربيع أنواع معينة من الأمراض التي تسبب أعراضًا مزعجة بشكلٍ كبير للإنسان، وأغلب هذهِ الأمراض تصيب الجهاز التنفسي والعين، وتقول الدراسات الطبية بأنّ تغيّر المناخ، وانتشار حبوب اللقاح هي من أكثر العوامل التي تعزز من انتشار هذهِ الأمراض، فيما يلي سنُسلّط الضوء على الأمراض الأكثر انتشارًا في فصل الربيع، وطرق علاجها والوقاية منها.

هناك العديد من التفسيرات العلميّة التي تحدّثت عن موضوع انتشار بعض الأمراض الموسميّة في فصل الربيع أكثر من باقي فصول السنة، فمنها من قال بأنّ ضوء النهار يزداد بشكلٍ أكبر في فصل الربيع عن باقي فصول السنة، وهذا ما يجعل الجسم بحاجةٍ إلى كميّةٍ كبيرة من الطاقة والعناصر الغذائيّة لتغذية الخلايا المنتشرة في الجسم، حيث أنّ قلّة هذهِ العناصر الغذائيّة يؤدي إلى ضعف الخلايا وبالتالي ضعف الجسم والجهاز المناعي، الذي يجعل الإنسان أكثر عرضةً للأمراض والتأثّر بالبكتيريا والجراثيم.

وفي تفسيرٍ آخر لانتشار الأمراض في فصل الربيع، فإنّ الأطباء يؤكدون بأن سبب هذهِ الأمراض هو انتشار حبوب اللقاح في الهواء، هذهِ الحبوب التي تعمل على تلقيح الأزهار والنباتات، بالإضافة لانتشار الأتربة في الهواء، وهذا ما يُعرّض الإنسان للإصابة بأمراض الربو، والحساسيّة، والزكام.

أكثر الأمراض التي تصيب الإنسان في فصل الربيع

1- مرض الرمد الربيعي:

الرمد الربيعي هو أحد الأمراض التي تؤثر على ملتحمة العين أو ملتحمة الجفن عند الكثير من الصغار والشباب، ولكن نسبة ظهوره لدى الذكور أكثر من الإناث خاصة في الفترة ما بين عمر 5 إلى 20 سنة، وأيضًا يصيب الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للحساسية والذين يعيشون في المناطق الحارة حيث يعتبرون أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بهذا المرض، والرمد الربيعي يُعتبر من الأمراض المزمنة التي تصيب العيون.  

أعراض الإصابة برمد الربيع:

حكة شديدة في العينين ناتجة عن إفراز مادة الهيستامين.

نزول بعض الإفرازات المخاطيّة من العينين، وذلك على شكل خيوط بلون أصفر أو أبيض.

الإحساس بوجود جسم غريب في العين، كالغبار أو الأتربة.

نزول الجفون العلويّة من العين.

نزول كميات كبيرة من الدموع.

احمرار العينين، وعدم القدرة على فتحها بشكلٍ طبيعي في الضوء والنهار.

تقرح العين، وضعف النظر فيها، وهذا في الحالات المتقدمة من الإصابة.

نصائح مهمة للتخفيف من أعراض رمد الربيع:

عدم فرك العينين، وذلك لأنّ فرك العينين يتسبب في زيادة إفراز المواد التي تسبب الحساسيّة.

ارتداء النظارات الشمسيّة عند الخروج من المنزل.

عدم وضع العدسات اللاصفة خلال فترة الإصابة.

عدم وضع المكياج على العينين.

تنظيف العينين وتعقيمهم.

النوم بشكلٍ مبكر، وتجنب السهر.

الطرق المتبعة لعلاج مشكلة الرمد الربيعي:

الوقاية من الحر والغبار.

الابتعاد عن الأماكن التي تساعد على ظهور هذه الحساسية.

وضع كمادات ماء مثلّج على الجفن عدة مرات في اليوم.

وضع كمادات من الشاي البارد على العينين.

استخدام مضادات للحساسيّة على شكل قطرات عينيّة وتحت إشراف الطبيب المختص.

أخذ بعض الحقن في منطقة الجفن لتخفيف الإلتهاب، وذلك في الحالات المتقدمة.

2- مرض حساسيّة الأنف:

تنتشر حساسيّة الأنف بشكلٍ كبير في فصل الربيع عن باقي فصول السنة، وذلك نتيجة زيادة نشاط الجهاز المناعي، الذي يُحرّض الأنف على إصدار بعض المواد المضادة للبكتيريا والتي تتسببُ في ظهور أعراض الحساسيّة الشديدة.

نصائح مهمة للوقاية من حساسيّة الأنف خلال فصل الربيع:

تنظيف المنزل بشكلٍ يومي وإزالة الغبار منه، وذلك لعدة مرات في اليوم، تجنبًا لانتشار الغبار في الهواء ودخوله إلى الأنف.

الحرص على تنقية الهواء في المنزل باستخدام مرشحات الهواء.

عدم فتح النوافذ والأبواب في المنزل، وبشكلٍ خاص خلال فترة النهار تجنبًا لدخول غبار الطلع والأتربة المسببة للحساسيّة إلى المنزل.

عدم الخروج من المنزل أيام هبوب الرياح القويّة، وبالتحديد في الفترة ما بين منتصف الصباح ومنتصف المساء.

ضرورة تغيير الملابس، وتنظيف الشعر، والاستحمام فور الدخول إلى المنزل.

عدم التواجد في الأجواء التي تنتشر فيها الأسمدة والمبيدات الحشريّة.

الحذر عند استخدام المنظفات المنزليّة.

الحرص على تناول الأطعمة الغنيّة بعنصر الأوميجا3 كالسمك، السردين، والمحار.

شرب كميات كبيرة من المياه التي تساعدُ على طرد كافة أنواع السموم والبكتيريا المسببة للحساسيّة من الجسم.

تناول كميات يوميّة من الأطعمة التي تحتوي على فيتامين C كالبرتقال، الليمون، الجريب فروت، الكيوي، والجوافة.

3- حساسيّة الجلد في الربيع:

تنتشر في فصل الربيع العديد من الأمراض والمشاكل الجلديّة التي تتسبّب بأعراضٍ مزعجة للإنسان كالحكّة الجلديّة، والاحمرار، وأكثر الأشخاص الذين يُصابون بهذه المشاكل هم الصغار والمراهقين.

نصائح مهمة للوقاية من مشكلة حساسيّة الربيع:

الابتعاد عن كل العوامل التي قد تسبب الحساسيّة للجلد، وتجنّبها بشكلٍ مطلق.

تهدئة الجلد عن طريقة أخذ حمام من الماء الدافئ يوميًا، مع الحرص على تجفيف الجلد بشكلٍ لطيف.

استخدام بعض الأنواع من الكريمات التي تعالج مشكلة الحساسيّة والتي يتم وصفها عن طريق الطبيب المختص.

ارتداء الملابس القطنيّة الخفيفة والفضفاضة التي لا تسبب الحساسيّة ولا التعرق.

تجنب استخدام مستحضرات التجميل التي تحتوي على مواد مسببة للحساسيّة، وعدم استخدام العطور على الجلد.

الحرص على استخدام المناشف القطنيّة الناعمة أثناء تجفيف الجلد.

استخدام واقي الشمس على كامل الجسم قبل الخروج من المنزل، تجنبًا لأشعة الشمس القوية وأضرارها على الجلد.

تجنب استخدام الصابون المضاد للبكتيريا.

أخذ بعض الأنواع من الأدويّة التي يصفها الطبيب المختص، وذلك في الحالات المتقدمة من الإصابة.

4- اكتئاب الربيع:

يُعتبر اكتئاب الربيع إحدى أكثر الحالات النفسيّة المزعجة التي يُعاني منها العديد من الأشخاص خلال هذا الفصل، حيث يشعرون بشيئٍ من الملل المتواصل، وضيق في الصدر لأسبابٍ غير مبررة بالرغم من جمال الجو والطبيعيّة خلال هذا الوقت.

أسباب الإصابة بمشكلة حساسيّة الربيع:

يُصاب الإنسان بالاكتئاب خلال الربيع نتيجة مادة تسمى السيتوكينات، وهي مادة تؤثر في الاستجابة المناعية للجسم، وتُستخدم في عملية نقل الإشارة والتواصل بين الخلايا، وهي التي تُعطي شعورًا للإنسان بالتعب والإرهاق، وافتقاد الشهيّة لكل الأشياء في الحياة.

التقلّبات المناخيّة وتغيُّر درجة حرارة الجسم من يوم لآخر بشكلٍ مفاجئ، وهذا ما يؤثر سلبًا على الجملة العصبيّة ويؤدي إلى افتقاد الإنسان للراحة النفسيّة.

شعور الإنسان ببعض الضغوط اليوميّة إن كان في العمل أو المنزل، وهذا ما يزيد من حالة الاكتئاب خلال هذا الفصل.

أعراض اكتئاب الربيع:

الإحساس باليأس والإحباط العام.

فقدان الطاقة والرغبة بالقيام بأي نشاط حركي.

صعوبة التركيز وضعف الذاكرة والقدرة على تجميع المعلومات في العقل.

فقدان الشهيّة لتناول الطعام، وعدم القدرة على النوم المريح خلال الليل.

التفكير بالانتحار والتخلّص من الحياة، وهذا في الحالات المتقدمة.

نصائح مهمة للتلخّص من مشكلة اكتئاب الربيع:

العيش في بيئةٍ صحيّة داخل المنزل وذلك عن طريق اتّباع عدة خطوات مهمة، مثل فتح الستائر خلال النهار للسماح لضوء الشمس بالدخول إلى الغرف.

الاعتماد على ضوء الشمس خلال النهار بدلًا من الإضاءة الصناعيّة.

الجلوس في الطبيعة وتمضية الوقت بتقليم الأشجار وزراعة الزهور الجميلة.

الجلوس بجانب النوافذ في المنزل، أو في المكتب المخصص للعمل، وذلك لتستنشق الهواء العليل وليصل ضوء الشمس إليك.

السير يوميًا في الهواء الطلق لمدة نصف ساعة، وبشكلٍ خاص في الصباح الباكر.

الخروج في نزهاتٍ يوميّة مع العائلة والأصدقاء، وبالتحديد إلى الحدائق العامة.

المواظبة على ممارسة التمارين الرياضيّة اليوميّة، كالتمارين الهوائيّة التي تساعدُ على تنشيط الدورة الدمويّة، والوقاية من الإصابة بمشكلة الاكتئاب النفسي.

ممارسة تمارين اليوغا، هذهِ التمارين التي تساعد على استرخاء الأعصاب، وطرد كل الطاقة السلبيّة التي تسبب المرض النفسي والاكتئاب، والعمل كذلك على ممارسة تمارين التنفس.

شرب بعض الأنواع من المشروبات العشبية التي تساعد على استرخاء الأعصاب والجسم بشكلٍ عام، كشاي النعناع الأخضر، شاي اليانسون، وشاي الميرميّة المحلى بالعسل.

وفي النهاية نتمنى عزيزي أن تتقيّد بكافة النصائح التي قدمناها لك، لتقي نفسك من الإصابة بأمراض الربيع، ولتحافظ على صحتك الجسديّة والنفسيّة طوال فصول السنة.