النيكوتين

مدة بقاءه في الجسم، و التخلص منه بسرعة

تختلف فترة التخلص من النيكوتين في الجسم من شخص لآخر، فهناك من يحتاج أياماً معدودة، وهناك من يلزمه وقت أطول بكثير لتحقيق هذا الهدف.

وهناك مجموعة من الاختبارات الطبية، أبرزها اختبارات البول واللعاب، للكشف عن نسبة النيكوتين المتبقية في الجسم لمدة تصل إلى 5 أيام بعد آخر مرة تم فيها التدخين.

لكن هناك سؤال مهم يمكن أن يطرحه كل شخص مهتم بالإقلاع عن التدخين بشكل كامل، وهو: ما متوسط مدة بقاء النيكوتين في الجسم بعد الإقلاع عن التدخين؟

إليك ما يقوله العلم حول هذا الموضوع.

مدة بقاء النيكوتين في الدم والبول والشعر

بناءً على العينة الخاضعة للاختبار، يمكن الكشف عما إذا كان جسم الشخص المقلع عن التدخين يحتوي على النيكوتين خلال مدة تصل إلى:

– من يومين إلى 5 أيام مع اختبار البول.

– 5 أيام مع اختبار اللعاب.

– من 10 إلى 12 يوماً مع تحليل الدم.

– 3 أشهر مع إجراء اختبار للشعر، وقد تبقى آثار النيكوتين في الشعر لمدة تصل إلى 12 شهراً للمدخنين منذ فترة طويلة.

هناك بعض الأشخاص يتمكنون من طرد النيكوتين من أجسامهم على نحوٍ أسرع من غيرهم، وذلك بفضل درجة إنتاج أجسامهم إنزيم “CYP2A6” القادر على تكسير النيكوتين في الجسم؛ إذ يزداد نشاط هذا الإنزيم طبيعياً لدى بعض الأشخاص، وهو ما ينجم عنه زيادة الرغبة في التدخين.

تشير بعض الدراسات أيضاً إلى أنَّ اختلافات المجموعات العرقية لها دور كذلك، إذ إن بعضها قادرة على طرد النيكوتين من أجسامها على نحو أسرع من غيرها.

وحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإنَّ أجسام أصحاب البشرة السوداء قد تستقلب النيكوتين على نحو أبطأ قليلاً من أصحاب البشرة البيضاء.

أنواع اختبارات النيكوتين

تستخدم غالبية اختبارات النيكوتين عينة من اللعاب أو البول، فيما تتطلب اختبارات أخرى، كما تم الذكر سابقاً، عينة من الدم، وفي حالات نادرة تقديم عينة من الشعر.

تعتمد العينات المطلوبة على سبب إجراء اختبار الكشف عن نسبة النيكوتين في الجسم، فعلى سبيل المثال إذا كنت تريد الحصول على وثيقة تأمين على الحياة، فمن الطبيعي أن ترغب شركة التأمين في معرفة المزيد من المعلومات عن حالتك الصحية، من بينها معرفة درجة إدمانك التدخين.

عندما يستقلب جسمك النيكوتين فإنَّه ينتج مادة شبه قلوية تُسمّى “الكوتينين”، تقيس معظم اختبارات الدم واللعاب والبول والشعر مستويات تركيز هذه المادة شبه القلوية، لأنَّها تبقى في الجسم لفترة أطول من النيكوتين، وهذا ما يجعل الاختبارات أكثر دقة.

بالإضافة إلى رصد وجود النيكوتين نفسه، تبحث هذه الاختبارات في بعض الأحيان أيضاً عن مستقلبات أخرى للنيكوتين، مثل “trans-3′-hydroxycotinine” و” nornicotine”، من خلال اختبارات أكثر تحديداً ودقة.

السجائر العادية والإلكترونية.. هل هناك فرق؟

عند الحاجة إلى إجراء اختبار النيكوتين لن يحدث أي فرق، سواء أكنت تستخدم السجائر الإلكترونية أو تدخن سجائر التبغ العادية، إذ سيكشف الاختبار الطبي عن وجود النيكوتين، بغض النظر عن كيفية دخوله إلى جسمك.

وبالرغم من أن تدخين السجائر الإلكترونية لا يزال وسيلة جديدة، فإن بعض البيانات تكشف كذلك عن مدى تأثيره على المدى الطويل.

بينما ترى بعض المنظمات أنَّها وسيلة فعّالة للإقلاع عن التدخين، تعتقد منظمات أخرى (مثل شركات التأمين) عدم وجود أي اختلاف.

وحتى يحين الوقت الذي نعرف فيه المزيد حول هذا الموضوع، فمن الآمن الافتراض أنَّ أي اختبار للنيكوتين سيتعامل مع التدخين الإلكتروني والتدخين التقليدي بنفس الطريقة.

ما أعراض انسحاب النيكوتين من الجسم؟

قد تشمل أعراض انسحاب النيكوتين من الجسم ما يلي:

ـ الشعور بالضيق أو الانزعاج.

ـ الأرق أو القلق والعصبية.

ـ ضعف التركيز.

ـ اضطراب في نمط نومك الطبيعي.

ـ زيادة الشهية وزيادة غير متوقعة في الوزن.

ـ مشكلات في الجهاز الهضمي.

ـ الاكتئاب.

تبدأ هذه الأعراض عموماً في غضون ساعات قليلة من الامتناع عن التدخين، وتصل إلى أقصى درجاتها وضوحاً خلال الأيام السبعة الأولى.

فيما قد تهدأ هذه الأعراض تدريجياً بعد الـ7 أيام الأولى حتى تختفي تماماً خلال أسبوعين إلى 4 أسابيع من الإقلاع عن التدخين.

وفي هذه الحالة ينبغي لك استشارة طبيب متخصص في حال استمرار أعراض انسحاب النيكوتين بعد 5 أو 6 أسابيع من الإقلاع عن التدخين.

إزالة آثار النيكوتين من الجسم في وقتٍ أسرع

كلما توقفت عن استخدام منتجات النيكوتين بشكل أسرع استطعت تنظيف جسمك من النيكوتين بشكل أسرع، وفي هذه الأثناء ثمة أشياء يمكنك فعلها لتسريع حدوث ذلك وهي كالتالي:

– اتباع نظام غذائي صحي غني بمضادات الأكسدة لزيادة التمثيل الغذائي لديك، وهو ما يساعد على التخلص من النيكوتين في وقت أسرع.

– ممارسة التمارين الرياضية لزيادة معدل التمثيل الغذائي.

– شرب المزيد من الماء لطرد النيكوتين من جسمك بشكل أسرع من خلال البول.

أهمية الشعارات والصور التحذيرية على علب السجائر

برأي الكثير من الباحثين، تكتسب الشعارات والصور التحذيرية على علب السجائر أهمية كبيرة. فهي تعتبر وسيلة منخفضة التكلفة، لاسيما أن وزارات الصحة هي التي تحدد محتوى التحذيرات، لكن شركات التبغ هي مَن تدفع التكلفة.

علاوةً على ذلك، فإن الشعارات والصور التحذيرية على علب السجائر تصل إلى كل مدخن وغير مدخن، وواضحة لكن مَن يحيط بالمستهلكين، مثل الأسرة والأصدقاء وزملاء العمل؛ عدا عن أن الصور التحذيرية على علب السجائر تنجح في الوصول إلى الأشخاص الذين لم يتعلموا القراءة والكتابة، ويمكنها رغم ذلك التأثير عليهم.

تزداد فعالية هذه التحذيرات كلما احتوت على صور “مؤلمة” وحقيقية، وكلما كانت الصور التحذيرية تغطي مساحة أكبر على واجهة علبة السجائر. ومن شأن ذلك تقويض استخدام صناعة العبوات كوسيلة ترويجية، وتقليل إغراء منتجات التبغ.

ونظراً لتأثيرها الكبير، فإن شركات التبغ تعارض باستمرار الصور التحذيرية على علب السجائر، خصوصاً ذات الحجم الكبير، لإدراكها الخطر الذي تشكله على نسبة مبيعاتها كما أن الصور التحذيرية الكبيرة تعيق شركات التبغ من استغلال تلك المساحة للترويج لعلامتها التجارية.

بالنسبة إلى الأرقام، فقد كشفت دراسة أمريكية حديثة أن الصور التحذيرية على علب السجائر تساعد الأشخاص على إعادة النظر في المخاطر الصحية للتدخين.

وفي دراستهم التي نُشرت في مجلة Plos One أوضح الباحثون في جامعة ولاية أوهايو أن الصور التحذيرية على علب السجائر تسبب مشاعر أكثر سلبية تجاه التدخين، من التحذيرات النصية فقط.

وتوصل الباحثون لهذا الاستنتاج بعد متابعة 244 شخصاً، متوسط أعمارهم 34، ممن يدخنون بين 5 إلى 40 سيجارة يومياً.

وخلال فترة المتابعة التي استمرت 4 أسابيع، استخدم مجموعة من الأشخاص سجائرهم المفضلة بعد تعديل شكل العبوة من الخارج، ووضع الرسوم والتحذيرات المصورة، لردع المدخنين.

في حين استخدمت مجموعة أخرى سجائر مغلفة، تضمنت عبارات نصية فقط، تحذر من أخطار التدخين، مثل “السجائر تسبب أمراض الرئة القاتلة”.

ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين استخدموا علب سجائر عليها صوراً تحذيرية لأخطار التدخين، كانوا أكثر قراءة واطلاعاً للمعلومات التي ترصد أخطار التدخين. وقالوا إن هذه العبوة جعلتهم يشعرون أن حالتهم ستظل سيئة مع التدخين، وأنهم يفكرون فى الإقلاع، بالمقارنة مع من استخدموا علب السجائر المدوّن عليها تحذيرات نصية فقط.

خلاصة القول، أفضل حل للحصول على جسم خالٍ من النيكوتين هو تجنّب التدخين من الأساس، لكن رغم آثاره الضارة، يبقى الوجود الفعلي للنيكوتين في أجسامنا مؤقتاً.

إذ تستطيع تدريب نفسك على التخلص من النيكوتين في وقتٍ أسرع بمجرد إدخال بعض التعديلات إلى نمط حياتك بشكل عام.