شخصية العدد: الفنان محمود الجندي

ولد في محافظة البحيرة – بأبو المطامير ، من أسرة ريفية متوسطة الحال ، ملتزمة دينيا ، تضم تسعة أبناء ، وبعد إنهاء دراسته بمدرسة الصنايع التحق بالعمل بمصنع النسيج ، وبعد حبه للفن وتشجيع كل المحيطين بيه، و لصوته الجميل وأداءه الرائع مع أصحابه وزملائه ، وقف أول مرة على خشبة المسرح بمركز شباب المركز وبعدها انتقل إلى دمنهور ، تقدم للالتحاق بمعهد العالي للسينما ، وتخرج عام 1967م ، دخل بعد تخرجه الجيش في القوات المسلحة ومضى سبع سنوات ولدية تجربة قوية في الجيش ، اصبح ضابط احتياطي ، وكان معه عاطف الطيب ، ومصطفى الدمرداش .

قام بأدوار في بداية حياته من خلال المسرح ، أول عمل له كان تقليد صوت الحصان ، تميز في العديد من الأدوار ، وكان دائما الدور الثاني وليس البطل الأساسي ، ولكنه تألق في كل الأعمال التى قام بها ، بخفة دمه وبشاشة ملامحه ، وأوهب الله له قدرة صوتية مميزة ، يؤدي المواويل والغناء في كثير من أعماله ، كان لها طعم خاص وقبول من الجمهور – فكان يتألق على خشبة المسرح عند إلقاء الموال ، مثلا مسرحية البرنسيسة ، التفت الجمهور إلى مواويل الفنان محمود اكثر من عشقهم للبطل والبطلة .

من ابرز أعماله المسرحية التي لا تنسى وحفرت في عقول الجمهور ، علشان خاطر عيونك ، بحبك يا مجرم – البرنسيسة – انها حقا عائلة محترمة – وغيرها من المسرحيات العديدة وكلها أبهرت المشاهدين ، حضور جيد ، خفة دم فائقة ، وجهة بشوش ، كل ملامح القبول التي اوهبها الله لخلقة وهذه اهم صفات الفنان الحقيقية ، جذبته السينما فشارك في عديد من الأفلام السينمائية ، وكانت الفرصة الحقيقة للأعمال السينما ، اشترك في فيلم دعاء المظلومين ، شيلني وشيلك .

بعد مرور اقل من عام انتقل لأفلام اكثر صدى مثل شفيقة ومتولي ، والكلمة الأخيرة ، وشارك أيضا في نفس العام بمسلسلات ، مثل والشوارع الخلفية ، طائر الأحلام ، أبنائي الأعزاء شكر ، ومسرحية إنها حقا عائلة محترمة ، وكل هذه الاعمال كانت اهم محطة في حياته الفنية ، واصبح لايوجد فيلم ولا مسلسل الا بوجود فنانا العظيم ، فهو الجندي المجهول الذي يساهم في نجاح أي عمل فني ، ربما لم يحالفة الحظ ليكون الفتى الأول على الشاشة ، ولكن بحنكته وأداءه الرائع استطاع ان يقنع الجماهير بفنه الراقي ولمساته السحرية .

أشاع في الوسط الفني ، عن اعتزال الفنان محمود الجندي وكانت صدمة للجمهور قبل الوسط الفني ، وبالفعل اعلن بنفسه سبب اعتزاله ، وذلك لعدم التقدير في مسلسل رمضان كريم ، الذي شارك فيها ، وفي مسلسل الأب الروحي ، وانه أنهى مسيرته الفنية بعد مرور 40 سنة شارك من خلالها أعمال عديدة ، ما بين المسرح والسينما والتليفزيون ، واعلن بانه يدرس قرار اعتزاله منذ فترة لان أغصابه لم تعد تتحمل ما يحدث في الوسط الفني ، من عدم تقديره كل عام، ولكن الحب والاحترام قائم بينه وبين الجمهور ، وممكن تراجعه عن الاعتزال في حالة تنفيذ رغباته ، وهذا صعب خاصة بان الفن اصبح تجارة وشراء الناس ، وانه سيفي بوعده مع التعاقدات التي تعاقد عليها مؤخرا، وبعدها لن يعود للوسط الفني مرة أخرى ، وان مجهوده الفني غير مقدر ، من جانب الدولة المصرية والعاملين بالوسط الفني ، وللأسف التقدير يذهب لأبطال العمل ، الذين يحصلون على أجور عالية وليس لجيله، والوحيد المقدر لعملة الفني هو الجمهور فقط، قام بتكريمه في حفل افتتاح مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما .

توفي الفنان الكبير محمود الجندى في الساعات الأولى من صباح الخميس 11 إبريل 2019

.