جماعة برلين “السلفية”

مداهمات واسعة ضد جماعة تركية عربية مرتبطة بـ”داعش” وقرار بحظرها، لكن تفاصيل القضية كانت صادمة ومثيرة.

أعلنت وزارة الشؤون الداخلية والرياضة في ولاية برلين على “تويتر” أنها “حظرت الجمعية المعروفة باسم جماعة برلين أو توحيد برلين” القريبة من “داعش”، متابعة: “نفذت الشرطة مداهمات ضد أهداف الجماعة في برلين وبراندنبورغ”.

وقبل هذا الإعلان، لم يكن كثر يعرفون بأمر هذه الجماعة أو طبيعة نشاطها أو الجرائم المتورطة فيها.

لكن الدردشات والمنشورات الافتراضية والمكالمات الهاتفية التي اعترضتها السلطات الألمانية كشفت استعداد أعضاء الجماعة لتنفيذ هجمات في ألمانيا، وتبنيها أيديولوجية “داعش”، وتوجيه عناصرها إهانات للمستشارة أنجيلا ميركل والألمان بشكل عام.

ووفق دير شبيجل الألمانية، فإن وزارة الداخلية في ولاية برلين وجهت ضرباتها لجماعة “توحيد برلين” لمنع عودة المشهد الإرهابي إلى العاصمة، ومنع وقوع هجمات إرهابية، خاصة أن السلطات تعتقد أن أنصار الجماعة كانوا مستعدين لشن هجمات عنيفة في البلاد.

وفي تصريحات صحفية، قال وزير داخلية ولاية برلين أندرياس جايزل: “(توحيد برلين) دعت إلى الجهاد المسلح وشن هجمات ضد المدنيين”، مضيفا “نحن لا نتسامح مع المساحات التي يجري فيها نشر الإرهاب وتمجيد ما يسمى (داعش)”.

وقال متحدث باسم الشرطة إنه تمت الاستعانة بـ800 فرد شرطة في المهمة، موضحا أنه كانت هناك حملات تفتيش في عدة أحياء ببرلين، من بينها راينيكندورف وموابيت ونويكولن. وأشار إلى أن قوات العمليات الخاصة شاركت في حملات التفتيش أيضا. وقدمت الشرطة الاتحادية دعما في ذلك.

وأضاف المتحدث أن الهدف من حملات التفتيش كان العثور على أدلة. ولكن لم يتم الإعلان عن أي اعتقالات حتى الآن.

وبحسب معلومات أولية، لا يوجد للجماعة مسجد خاص بها. ومن المحتمل أن أعضاء الجماعة كانوا يلتقون في أماكن خاصة. وذكر المكتب المحلي لحماية الدستور في برلين (الاستخبارات الداخلية بالولاية) في السابق أن هناك اتجاها بأن سلفيين راديكاليين لم يعودوا يلتقون في مساجد، ولكنهم يلتقون في شققهم الخاصة.

وذكرت صحيفة «تاجس شبيغل» الألمانية أن أعضاء الجماعة الصغيرة كانوا يعرفون بعضهم في مسجد سبق إغلاقه، وكان أنيس العمري، منفذ هجوم الدهس المروع في برلين في عام 2016 يتردد على هذا المسجد.

يذكر أن العمري سرق شاحنة في التاسع عشر من ديسمبر (كانون الأول) عام 2016، ونفذ بها هجوم الدهس في إحدى أسواق عيد الميلاد بالعاصمة برلين، ما أسفر عن مقتل 11 شخصا وإصابة عشرات آخري.

.