بعد تقليص المساهمة الأميركية، الأونروا تدعو العالم إلى الوقوف بجانبها

صلاح حمدان

 

دعا بيير كرينبول المفوض العام للأونروا جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى الوقوف بجانب الوكالة لمواصلة دعم لاجئي فلسطين.

جاء ذلك في بيان صحفي ، بعد أن أرسلت حكومة الولايات المتحدة خطابا إلى الأونروا تعهدت فيه بالمساهمة بستين مليون دولار للوكالة خلال عام 2018. وكانت المساهمة الأميركية في عام 2017 تقدر بأكثر من 350 مليون دولار.

وقال كرينبول في البيان إن “الخطر يهدد تعليم 525 ألف طالب وطالبة، في 700 مدرسة تابعة للأونروا ومستقبلهم. ويدخل في دائرة الخطر أيضا كرامة وأمان الملايين من لاجئي فلسطين الذين هم بحاجة للمساعدات الغذائية الطارئة وأشكال الدعم الأخرى في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة.”

وأضاف المفوض العام أن “هذه المساهمة المقلصة تهدد أحد أكثر المساعي نجاعة وإبداعا في مجال التنمية البشرية في منطقة الشرق الأوسط.” محذرا كذلك من تبعات ذلك على الأمن الإقليمي، في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط العديد من المخاطر والتهديدات، خاصة تزايد التطرف.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد تطرق إلى خبر تقليص المساهمة في مؤتمر صحفي بالمقر الدائم أمس، معربا عن قلقه الشديد إزاء ذلك، وأمله في أن “تبقي الولايات المتحدة على حصتها الهامة جدا في تمويل الأونروا في نهاية المطاف”، وقال:

“الأونروا ليست مؤسسة فلسطينية، بل مؤسسة تابعة للأمم المتحدة أنشئت في عام 1948 بقرار أممي. الأونروا تقدم خدمات حيوية للاجئين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة والأردن وسوريا ولبنان. هناك قلق كبير هنا إزاء ذلك، ولكن أيضا في رأيي، الذي يشاركني فيه المراقبون الدوليون، بمن فيهم بعض الإسرائيليين، فإن هذه الخدمات تحقق استقرارا هاما.”

وبينما أعلنت الأونروا عن إطلاق حملة تبرعات عالمية للإبقاء على مرافق الوكالة مفتوحة خلال عام 2018 وما بعده، دعا كرينبول ذوي الإرادة الطيبة في جميع أرجاء العالم إلى التضامن مع لاجئي فلسطين والاستجابة لهذه الأزمة لضمان استمرار دعم لاجئي فلسطين.

وتوجه المفوض العام إلى كافة طلاب مدارس الأونروا في كل مكان برسالة قائلا إن “أبواب المدارس ستبقى مفتوحة حتى تتمكنوا من الحصول على التعليم.” وإلى جميع المرضى والمنتفعين من خدمات الوكالة الاجتماعية وكافة أشكال الدعم الأخرى، قال كرينبول “أقول لكم إنكم ستتلقون الرعاية والمساعدة التي هي من حقكم.” وإلى 30 ألفا من موظفي الأونروا والأطباء والممرضين والمعلمين، قال “هذه أوقات صعبة ولكننا سنبذل كل ما في وسعنا وطاقتنا لحمايتكم.”

 

وأعرب القائم بأعمال المنسق الإنساني في فلسطين، روبيرتو فالينت، عن القلق بشأن تخفيض الولايات المتحدة الامريكية التمويل لوكالة الأونروا.

وقال فالينت “أود ان أعرب عن قلقي الشديد إزاء الانخفاض الكبير في التمويل لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، والتي تعتبر من الوكالات المهمة لتقديم المساعدات الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة”. حيث “يحتاج حوالي 2.5 مليون فلسطيني في هذه المنطقة، أو ما يقارب نصف عدد السكان، للمساعدات الإنسانية، بمن فيهم 1.4 مليون لاجئ فلسطيني، وهم من أكثر الفئات ضعفاً في الأرض الفلسطينية المحتلة”.

وأضاف أن “هذا الانخفاض يعتبر مقلقاً، وبشكل خاص في ظل الانخفاض العام في التمويل الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة في السنوات الأخيرة”،  ولفت إلى أن “حصة أنشطة وكالة الأونروا من متطلبات التمويل اللازمة للتدخلات الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة لسنة 2018 تقدّر بما يقارب 53%، حيث أن هذه النسبة مخصّصة لمجالات الصحة والأمن الغذائي والمأوى والمياه والصرف الصحي والتعليم وغيرها من المجالات”، أي “286.7 مليون دولار أمريكي من 539.7 مليون دولار”.

وقال إن “من الضروري أن تكون القرارات المتعلقة بالتمويل الإنساني موجهة بموجب مبادئ الإنسانية والحيادية والنزاهة والاستقلالية، وذلك بهدف ضمان تلبية الاحتياجات الضرورية للفئات الأكثر ضعفاً. وفي هذا الصدد، نحثّ الدول الأعضاء على زيادة تمويلها لتلبية الاحتياجات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وقطاع غزة في هذه المرحلة الحرجة”.

 

 

في نفس السياق قررت السلطات الفيدرالية البلجيكية تخصيص مبلغ 19 مليون يورو للمساهمة في تمويل أنشطة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة ( الأونروا).

وستُمنح هذه المساهمة على مدى السنوات الثلاث القادمة، “نظراً للمشاكل المالية التي تعرفها الوكالة حالياً، تم صرف الدفعة السنوية الأولى من المبلغ فوراً”، وفق كلام وزير التعاون الدولي البلجيكي ألكسندر دو كروو.

وأشار الوزير إلى أن قرار بلاده هذا جاء من أجل التعامل الفوري مع تبعات قرار الإدارة الأمريكية الأخير خفض مساهماتها في تمويل الأونروا إلى النصف.

وعبر دو كرو عن قناعة بلاده بأهمية العمل الذي تقوم به الأونروا في ظروف بالغة الصعوبة لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية وسورية وبلدان أخرى.

وتعتبر بلجيكا أن الخدمات التي تؤمنها الوكالة لأطفال اللاجئين الفلسطينيين خاصة من ناحية التعليم تجنبهم الوقوع في براثن التشدد والتطرف العنيف.

وترغب السلطات البلجيكية بالعمل مع باقي دول ومؤسسات الاتحاد الأوروبي بالاستمرار في دعم الأونروا.

 

 

وأبدى الاتحاد الأوروبي عن تصميمه الاستمرار في الوفاء بالتزاماته المالية تجاه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا). لكن الاتحاد بدوله ومؤسساته وبوصفه المانح الأكبر للفلسطينيين لا يعتزم زيادة معدلات مساعداته المتعددة الأطياف لهم في الوقت الراهن.

وفي هذا الإطار، أكدت المتحدثة باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية فيديريكا موغيريني، أن الاتحاد سيستمر في الوفاء بالتزاماته تجاه الأونروا، نظراً لأهمية العمل الذي تقوم به، حيث ” وقعنا معهم العام الماضي اتفاقاً لتقديم المساهمات حتى غاية 2020″، حسب كلامها.

ولا ينوي الاتحاد الأوروبي، كما فُهم من كلام كوسيانيتش، سد النقص الذي قد يحصل في موازنة الأونروا جراء تخفيض التمويل الأمريكي.

وبالرغم من كل قرارات الولايات المتحدة الأمريكية بشأن الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، والتي يعتبرها البعض ضارة، إلا أن الاتحاد الأوروبي لا زال مصمماً على الاستمرار في التعاطي مع عملية السلام ضمن الأطر الدولية الموجودة مثل الرباعية الدولية، (تضم بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي كلا من روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة).

 

اترك تعليقاً