احذر: وصف طفلك بـ “الخجول”

يميل الأهل إلى مدح الطفل الاجتماعي المنفتح، بينما يظنون خطأً أن الطفل الهادئ والخجول يعاني من أمرٍ ما. فالأطفال الذين يغردون وحدهم ويفضلون عدداً قليلاً من الأصدقاء يعملون بشكل فعال وبكدّ وحدهم، ويصلون إلى مستويات عالية من الإنجاز.

ربّما تكون طبيعة الطفل أو مزاجه في تفادي التجمعات المثيرة للتوتر مع الناس الاجتماعيين سبباً في خجله، وربما يكون الطفل مختلفاً عن الأهل إن كانوا منفتحين اجتماعياً. هذا الاختلاف يتسبب أحياناً في قلق الأبوين، لكنه لا يعني أن الطفل يعاني مشكلة ما.

نشر مؤخراً كتاب”الذكاء الأبوي، إيجاد المعاني في تصرفات ابنك” ، ودعا الكتاب الأهل لفهم عقلية ولدهم كأهم أولوياتهم خلال مراحل نموه وقدرته على حل المشاكل. ويعدد الكتاب فيما يلي 10 أسباب كي لا تصف ابنك بـ “الخجول”:

– تصنيف ابنك هو فعل اختزالي، والنظرة المبسطة أحادية الأبعاد ربما تمنعك من رؤية جوانب أخرى من شخصيته.

– وصف ابنك بالخجول ربما يحرجه، فتعمّق المشكلة أكثر، إن كانت هناك واحدة.

– وصف طفلك بالخجول يوحي بأن الخجل سمة متأصلة فيه وغير قابلة للتغيير. ربما يمنعه هذا من تعلم استراتيجيات إيجابية تساعده، مثل اتخاذ شخص يدعمه ويقوي صورته الذاتية، ما سيجعل انخراطه في المجتمع أمراً يسيراً.

– نعت الطفل بالخجول سيجعله يشعر بالرفض تجاه شخصيته، ما يقلل من احترامه لنفسه ويمنعه من اتباع استراتيجيات مثل الاندماج في مجموعات صغيرة من الأشخاص الحساسين.

– من المهم ألا ترتكب خطأ النظر إلى حرص ابنك أو تردده في المواقف الجديدة على أنه عدم قدرة على التواصل مع الآخرين. ربما هو فقط يسعى لتجنب المواقف الغريبة، أو الإثارة الزائدة، لا التواصل الإنساني.

– تسمية ابنك بالخجول تقلل من قدرته المحتملة على الحديث مع نفسه حول التجارب الاجتماعية التي قد تكون إيجابية ومثمرة. عندما ينجح الطفل عدة مرات، فربما يتعلم مهارات تسمح له بتزكية نفسه وتوجيهها، وتنمياها مع الوقت.

ربما إن ساعدت طفلك في اختياراته الاجتماعية بأن يختار أصدقاءً هادئين غير ميالين للعنف، فسيعلمه هذا أن أقرانه ودودون ومتقبلون له.

– من المفيد أن تخبر طفلك بأنك فخور بخطواته الصغيرة عندما يظهر خوفه. كل خطوة صغيرة يأخذها طفلك هي تقدم يبني ثقته بنفسه وبقدرته على تخطي العقبات شيئاً فشيئاً.

– من الواجب أن تظهر لطفلك أن طريقته في التواصل هي الطريقة الصحيحة له، حتى وإن كانت مختلفة عن طريقتك. يجب أن يحرص الآباء على عدم فرض ما يؤمنون به من ضرورة وأهمية التواصل المنفتح مع المجتمع.

– يجب على المعلمين الأخذ في الإعتبار أن الوصول إلى مستوى عالٍ من المشاركة ليس مؤشراً أساسياً على تميز الطالب. ربما يكون الطالب الهادئ مثابراً وذكياً وناجحاً.

– أحياناً يظنّ الآباء أن أطفالهم يحتاجون إلى التغيير، بينما البيئة هي التي في أمسّ الحاجة إلى ذلك. لا يقدم الجميع أداءً أفضل في مساحات مفتوحة واسعة مشتركة، وتحديداً في مجالي العمل والتعليم.

فالعامل الهاديء، الذي يركز وينتبه جيداً وحده، والمنفتح على الأفكار الجديدة ربما لا يلاحظه الكثيرون، لكنه أحياناً قد يكون الأكثر كفاءة.

.