ألم “التهاب المفاصل” و الطقس

خسارة الوزن: حيث أن الوزن الزائد يزيد التوتر والضغط على مفاصل الركبتين , لذا فإن التخلص من الوزن الزائد يخفف بشكل كبير من الألم والضغط الناتج على المفاصل الحاملة للوزن

ارتبط مفهوم زيادة ألم المفاصل عن ألمستوى ألمعتاد مع بداية انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء، حيث انتشرت هذه الفكرة منذ القدم، حيث يوجد العديد من النصائح، والخلطات الطبيعية ألمتناقلة أباً عن جد، في كافة مناطق العالم لمحاولة تقليل التهاب المفاصل وآلامها في فصل الشتاء، إضافة إلى الاستفادة من هذه الفكرة لترويج العديد من ألمنتجات الطبية وغيرها. فهل تعتبر هذه ألمعلومة صحيحة أم خرافة؟

وخلصت معظم هذه الإحصائيات والدراسات لعدم وجود علاقة مباشرة بين زيادة حدة ألم المفاصل وانخفاض درجات الحرارة أثناء فصل الشتاء، حيث أن لم يلاحظ وجود أي فوارق كبيرة تُذكر، وعليه فإن معظم الباحثين لا يؤيدون هذه ألمعلومة ألمنتشرة.

ألم التهاب المفاصل هو ألم المفاصل الذي يرافق عدة أمراض مزمنة، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، والتهاب المفاصل التنكسي والتهاب المفاصل التفاعلي. يشعر الكثيرون أن ألم المفاصل، أو ألم التهاب المفاصل يبلغ أشده خلال فصل الشتاء. يعد ألم التهاب المفاصل من الآلام ألمزمنة التي تستمر على طوال العام، إلا أن الشتاء والطقس البارد قد يفاقم من الأعراض أو يزيد من نوبات الألم. يعزى أثر الطقس البارد على ألم المفاصل لعوامل عديدة، منها:

ضغط الهواء، الرطوبة و الحرارة.

مع ذلك، فإن هذه العلاقة تبقى معقدة وغامضة، فلا يمكن الإشارة إلى عامل مؤكد يفاقم من ألم المفاصل أثناء الشتاء أو في الطقس البارد. في أحد الدراسات التي أجريت على مرضى التهاب المفاصل التنكسي في الركبة، وجد أن كل انخفاض في درجة الحرارة أو الضغط الجوي بمعدل 10 درجات يقابله زيادة في ألم المفاصل.

في ألمقابل، فإن بعض الدراسات لم تظهر أي علاقة بين الحالة الجوية وألم التهاب المفاصل. على سبيل ألمثال، فإن أحد أكبر الدراسات التي أجريت على مرضى التهاب المفاصل لم أي تجد زيادة في نوبات الألم في الأيام ألماطرة مقارنة بالأيام الجافة. بالرغم من ذلك، فإن العديد من ألمرضى يعتقدون بأن آلام المفاصل لديهم تزداد مع برودة الجو، لذلك يستحسن البحث في هذه العلاقة بشكل أوسع وأكثر دقة.

أسباب آلام المفاصل

إن أسباب أوجاع المفاصل كثيرة ومتنوعة، فقد تكون جرثومية، أو غدية، أو استقلابية، أو عصبية، أو عضلية، أو هرمونية.

ويعتبر التهاب المفصل التنكسي أو خشونة المفصل من أكثر الأمراض الروماتيزمية انتشاراً والتي تسبب آلاماً في المفاصل، وفيه يتعرض الغضروف المغطي لنهائي العظمتين المتقابلتين لتشققات وتغيراتٍ تنكسية تفقده مرونته (من هنا جاءت تسمية خشونة المفاصل).

ويصيب المرض النساء والرجال في أي عمر، لكنه يصيب النساء أكثر، وتزيد فرصة الإصابة به أكثر فأكثر بعد منتصف العمر.

صحيح أن المرض يزداد كلما تقدم المريض بالعمر، ولكن التقدم بالعمر ليس العامل الوحيد، فهناك عوامل لها دورها في الإصابة بالتهاب المفاصل التنكسي، مثل الوراثة، وزيادة الوزن، والضعف العضلي، والرضوض.

إن البرد يزيد من درجة الإحساس بألم خشونة المفصل ولكنه ليس سبباً مباشراً له. وما يميز هذا المرض أن الشخص يجد نفسه في أحد الأيام على ما يرام، غير أنه يكون في وضعٍ سيئ في اليوم التالي. ومن أكثر المفاصل إصابة مفصل الركبة، ومفصل الورك ومفاصل العمود الفقري.

ألم التهاب المفاصل وضغط الهواء

أحد التفسيرات لتزايد وتيرة ألم التهاب المفاصل أثناء الشتاء هو تأثر المفاصل بتغيرات الضغط الجوي ، حيث يعتقد أن تآكل الغضاريف في المفاصل يترك الأعصاب في عظام هذه المفاصل مكشوفة، فتصبح عرضة لتغيرات ضغط الهواء. كذلك، يعتقد البعض بوجود أثر لتغيرات الضغط على الأوتار والعضلات يجعلها تتمدد وتنكمش، مما يسبب ألماً في المفاصل لدى ألمصابين بالتهاب المفاصل. إحدى الدراسات ألمجراه على مرضى التهاب المفاصل التنكسي في الورك أظهرت علاقة بين زيادة ألم المفاصل وكل من ضغط الهواء والرطوبة الجوية.

ألم التهاب المفاصل ودرجة الحرارة

هناك اعتقاد شائع بأن درجات الحرارة ألمنخفضة مرتبطة بزيادة نوبات وحدة ألم التهاب المفاصل، وبينما لا تزال العلاقة بينهما غير واضحة تماماً، إلا أنها قد تعزى لأثر البرد على زيادة سمك السائل الذي يرطب المفاصل، مما يؤدي لمفاصل أكثر خشونة تسبب ألماً للمصاب. بالإضافة، فإن قلة الحركة والبقاء في البيت تجنباً للبرد القارص قد تفاقم من ألمشكلة وتزيد خشونة المفاصل. كذلك، فإن كمية الدم ألمتدفقة نحو الأطراف في حالة البرودة تكون أقل، مما يجعل المفاصل أكثر تصلباً ويولد شعور بالانزعاج لدى ألمريض.

ألم التهاب المفاصل وفيتامين “د”

تعد الشمس ألمصدر الرئيسي لفيتامين دال، وهو أحد أهم الفيتامينات لصحة العظام، حيث ينصح بالتعرض لضوء الشمس لعدة دقائق خلال منتصف النهار للحصول على كمية كافية من الفيتامين. يؤدي انخفاض مستوى فيتامين دال عن الحد الطبيعي إلى آلام في المفاصل والعضلات، وقد يكون الأشخاص عرضة لهذا الانخفاض خلال فصل الشتاء بسبب انخفاض قوة أشعة الشمس. لذلك، قد تحتاج لأخذ مكملات فيتامين دال بعد استشارة الطبيب للوصول إلى الحد ألموصى به من الفيتامين.

ويعتبر فيتامين د في غاية الأهمية للحفاظ على صحة العظام في الجسم، بسبب ارتباط  فيتامين د مع مستوى الكالسيوم حيث يؤثر فيتامين د على امتصاص الكالسيوم في الجسم وبالتالي ارتبط نقص فيتامين د مع نقص الكالسيوم والفسفور .

كما تشير الأبحاث الحديثة إلى فوائد فيتامين د مثل الحماية من نزلات البرد والوقاية من الاكتئاب.

معظم الناس يحصلون على كميات كافية من فيتامين د، ولكن قد لا تحصل على ما يكفيك من فيتامين د إذا كنت لا تمضي وقت كافي في الشمس أو إذا كان الجسم يعاني من صعوبة في امتصاص فيتامين د، كل ذلك يؤدي إلى نقص فيتامين د، وبالتالي إلى أعراض نقص فيتامين د.

نصائح للعناية بألم المفاصل أثناء الشتاء

ألم المفاصل هو من الآلام ألمزمنة التي لا يمكن علاجها بشكل نهائي، ولكن بالإمكان تقليل حدوث نوبات الألم وتخفيفها عن طريق العلاج الدوائي وإتباع بعض الإجراءات الوقائية، مثل:

احرص دائماً على تدفئة جسدك خلال الشتاء عن طريق:

لبس ملابس دافئة، بما يشمل القبعات الشتوية، والقفازات، والجوارب.

أخذ حمام دافئ.

تدفئة ألمنزل بشكل جيد.

لبس أحذية مقاومة للماء لتجنب رطوبة القدمين.

ارتداء عدة طبقات من ألملابس لتحتفظ بحرارة الجسم.

يمكنك تجربة العلاجات ألمنزلية لتلطيف ألم التهاب المفاصل، مثل حمام البارافين ، والذي يعتمد على تدفئة اليدين والقدمين عبر وضعهما في مادة شمعية دافئة.

يمكنك كذلك استخدام ألمسكنات للتخلص من ألم التهاب المفاصل، وذلك بعد استشارة الطبيب أو الصيدلاني.

احرص على ممارسة الرياضات الخفيفة لتجنب الإصابة بخشونة المفاصل، والحفاظ على قوة ومرونة العضلات، وتلطيف الألم، ومنها: السباحة، اليوغا، المشي الأيروبيك، الرقص و تمارين التمدد.

تجنب القيام بالرياضيات الثقيلة دون التدرج في صعوبة ومدة التمارين.

احرص على إيجاد الوضعية ألمناسبة والتي لا تسبب ضغطاً على المفاصل عند القيام بالنشاطات ألمختلفة.

حافظ على وزنك ضمن الحدود ألمناسبة لطولك، حيث أن الوزن الزائد قد يزيد من الضغط على المفاصل ويفاقم الألم.

تجنب حمل الأشياء الثقيلة.

احرص على إتباع نمط حياة صحي من حيث النظام الغذائي، والحصول على قسط كاف من النوم.

علاج ألم المفاصل

علاج ألم المفاصل يختلف من شخص لآخر ، حيث يجب أولا علاج السبب والأخذ بعين الاعتبار العوامل الأخرى  كالعمر والجنس ووجود إمراض أخرى ، ويشمل العلاج وسائل دوائية ولا دوائية

الوسائل الدوائية :

عندما تكون شدة الألم من متوسط إلى شديد  ويصاحبه التورم ، فهناك العديد من مسكنات الألم ألمستخدمة منها :

1- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل ايبوبروفين (ibuprofen)، نابروكسين(naproxen).   

2- مثبطات سايكلوكسيجينيس2 (Cox-2) وهي فعالة في تخفيف الألم .

عندما يكون الألم خفيف وبدون تورم:

– استخدام الباراسيتامول الذي يعرف بالأسيتامينوفين من أكثر مسكنات الألم شيوعا و من الأدوية التي تُصرف دون وصفة طبية.

اما عندما يكون الالم شديد بحيث ان المسكنات لم تعد فعالة بما فيه الكفاية، فقد يصف الطبيب العقاقير الافيونية الأقوى والتي لا يمكن استعمالها إلا تحت إشراف الطبيب.

 ومن الأدوية الأخرى التي تساعد على تخفيف الألم :  مرخيات العضلات لعلاج تشنجات العضلات, وبعض مضادات الاكتئاب التي من الممكن أن تتداخل مع إشارات الألم.

العلاجات الموضعية:

استخدام المراهم التي تحتوي على الكابسيكين وهي مادة موجودة في الفلفل الأحمر تخفف من الم المفاصل حيث تعمل على نقل إشارات السالم العصبي وإفراز مادة الاندورفين التي تثبط الألم .

العلاج عن طريق الحقن:

بالنسبة للأشخاص الذين لم تنفع معهم الأدوية عن طريق الفم أو العلاجات الموضعية , فيمكن اخذ الحقن التي تحتوي على الستيرويد والتي يتم حقنها مباشرة في المفصل كل ثلاثة أشهر .

وتشمل الخيارات الأخرى للحقن :إزالة السائل من المفصل أو حقن  حمض الهيالورونيك الذي يمكن استخدامه أيضا لعلاج هشاشة العظام .

ثانيا : العلاج بدون أدوية:

– ممارسة التمارين الرياضية التي تهدف إلى زيادة المرونة في المفصل المصاب.

– العلاج الطبيعي الذي يطبق العلاج بالحرارة أو البرودة.

 – الراحة: اخذ قسط من الراحة  بحيث لا تقل ساعات النوم عن 8 ساعات واخذ قسط من الراحة مدة 10 دقائق في حال شعرت بالألم .

 – خسارة الوزن: حيث أن الوزن الزائد يزيد التوتر والضغط على مفاصل الركبتين , لذا فإن التخلص من الوزن الزائد يخفف بشكل كبير من الألم والضغط الناتج على المفاصل الحاملة للوزن

.