أغاني المهرجانات

يحظى نوع من الموسيقى البديلة يطلق عليه اسم “المهرجانات” بشعبية طاغية في مصر، لكن ليس لدى الجميع. أدهم يوسف يستكشف الجدل المثار حول أغاني المهرجانات.

ارتبطت الأغاني الشعبية للطبقة العاملة في مصر منذ السبعينيات من القرن الماضي في الأذهان بسائقي الحافلات الصغيرة (الميكروباص) وسيارات الأجرة وحفلات الزفاف الصاخبة في الشوارع والأزقة، لكن نوعا حديثا من الأغاني الشعبية مستوحى من الموسيقى الإلكترونية، يحظى بشعبية واسعة بين الناس من مختلف الفئات والطبقات.

ويطلق على هذا النوع اسم “المهرجانات”، وهو نوع من الموسيقى المصرية يجمع بين موسيقى “ريذم أند بلوز” والراب والموسيقى الإلكترونية ومستمد من شوارع القاهرة. لكن أغاني المهرجانات لم تعد حكرا على طبقة معينة، بل لاقت انتشارا واسعا بين مختلف طبقات المجتمع، ويتردد صداها الآن في معظم حفلات زفاف الطبقة الوسطى، والنوادي الليلية الخاصة بصفوة المجتمع، وحتى في المناسبات القومية التي تقام في الأعياد الوطنية أو الانتخابات.

وإذا تجولت في شوارع القاهرة والجيزة المزدحمة، سترى لافتات إعلانية ضخمة لشركات الاتصالات، تعتمد على وجوه مطربي المهرجانات الذين حققوا شهرة واسعة.

لكن رغم شعبيتها الطاغية على الإنترنت أو في الحفلات الغنائية، إلا أن نقابة المهن الموسيقية الممولة من الحكومة شنت حملة واسعة لحظر أغاني المهرجانات والحد من انتشارها.

ففي فبراير/شباط 2020، أصدرت نقابة المهن الموسيقية المصرية، بقيادة المطرب هاني شاكر، قرارا بمنع مطربي المهرجانات من إحياء الحفلات في القاعات والمنشآت الخاصة. وطبقت شرطة السياحة المصرية قرار النقابة. وحذرت النقابة المخالفين من اتخاذ إجراءات قانونية ضدهم.

يقول حلمي بكر، الملحن والمعارض لأغاني المهرجانات، لبي بي سي: “الممنوع مرغوب”، في إشارة إلى أنه ليس متأكدا من نجاح القرار في منع هذه الأغاني، وأنه قد يزيد من انتشارها. ويقول: “كل ما هو غريب في الوقت الراهن يلقى اهتماما واسعا، وهذا يعد كارثة ستدفع ثمنها الأجيال المقبلة وأطفالهم”. وقد أُجبر الكثير من مطربي المهرجانات على إحياء حفلات في الخارج أو في منازل خاصة للتهرب من قيود النقابة.

ذاع صيت أغاني المهرجانات في أعقاب ثورة 2011، التي أطاحت بالرئيس السابق محمد حسني مبارك. وفي وقت كانت أنظار وسائل الإعلام الغربية والأكاديميين والمخرجين موجهة نحو هذا الشباب المتمرد وقدرتهم على إحداث التغيير، لفت الصوت غير المعهود لهذه الأغاني انتباه الكثيرين.

لكن بعد عشر سنوات من اندلاع ثورات الربيع العربي، أثارت كلمات هذه الأغاني النابية والصريحة، والأسلوب المبهرج وأسماء المطربين، انتقادات واسعة من كبار المطربين والملحنين في مصر، الذين يرون أن هذه الأغاني تدمر الذوق والأخلاق العامة وتضغط على المغنيين لتغيير كلمات أغانيهم لمواكبة هذه الموجة من أغاني مهرجانات.

.