هل نحن جالية عربية أم جاليات عربية؟

الدليل ـ برلين
.
كل جماعة من الناس، تنتمي لدولة ما تعيش في وطن جديد غير وطنها الأصلي، يطلق عليها جالية ..
هناك من يتحدث عن الجاليات العربية، ونحن نرى أن هذا المصطلح غير مناسب. هناك الجالية العربية .. وهناك جاليات الدول العربية، فالجالية العربية مصطلح يعبر عن مجموع جاليات الدول العربية، أي كل الاشخاص العرب في ألمانيا.
كل جالية يمثلها عدد من الجمعيات والروابط والنوادي الثقافية أو الاجتماعية أو الرياضية .. ألخ.
وجمعية “الجالية العربية”، هي مجموع الجمعيات والروابط والنوادي التي تمثل الدول العربية.
من هنا نرى تنافساً بين جمعيات وروابط الدول العربية في الحديث باسم “الجالية العربية”، بل أن هناك من يصدر بيانات باسمها.
ونحن نعرف أنه لا يوجد كيان يمثل “الجالية العربية”.
في الماضي كان هناك العديد من المحاولات لخلق هذا الكيان العربي الجامع، لكن المحاولات فشلت لأسباب منها الزعامة، والوجاهة والأنصبة والنزاعات الجهوية.
الشهر الماضي أقيم في برلين حدث ثقافي، لم تر برلين مثله منذ عام 2006، عندما كان هناك “الاسبوع الثقافي العربي”. نفس المعوقات التي حالت دون استمرارية “الاسبوع الثقافي”، هي نفسها، التى عايشها فريق عمل “ببلومانيا العرب” .. قصص يرويها شباب وشابات أخذوا على عاتقهم تقريب المسافات بين الوطن الأم والوطن الجديد.
على هامش الحدث
نسرد هنا بعض الأحداث والأفعال من الناحية العربية الرسمية، “الدبلوماسية العربية” قبل وأثناء الحدث الثقافي … فلنقرأ معاً
ـ اتهام فريق عمل “ببلومانيا العرب” قبل إقامة الحدث، بالمجموعة الهزيلة التى ليس لها تأثير، رئيس بعثة الجامعة العربية ـ برلين، السيد/ طلال الأمين في اجتماع مع بعض السفراء العرب.
ـ ضغوطات مورست من قبل جمعية “الصداقة العربية الألمانية” للقبول برعاية “ببلومانيا العرب” من قبل سياسيين من أصول عربية.
ـ السفارة السعودية تواصلت مع فريق عمل “ببلومانيا العرب” في الاجتماعات التحضيرية وشجعوا العمل وعرضوا المساعده الماليه بدون شروط، وكانت الدكتورة هيا الحسين، رئيس المكتب الدبلوماسي السعودي في برلين تتواصل مع فريق عمل “ببلومانيا” وكان جواب فريق عمل ببلومانيا شكرا، فقط احضروا الفعالية، لكن لم يحضر أحدا.
ـ السفارة القطرية أُرسلت لها رسائل عدة، لم تجب على رسائلنا، بل أن البيت الثقافي العربي “الديوان” التابع للسفارة أبدى موافقة على المشاركة، لكنه انسحب قبل يوم من الفعالية بحجة أن السفير الجديد غير موافق.
ـ السفير العراقي وعن طريق مدير مكتبه احمد الحلو تواصل مع فريق عمل “ببلومانيا العرب”، وكان السؤال من أي مذهب أنتم؟
لم يحضر أحداً من السفارة العراقية في برلين.
ـ السفارة المصريه لم تجب حتى على الرسائل الورقيه.
ـ السفارات “الإماراتية، العُمانية، البحرينية، الجزائرية، التونسية، المغربية، الأردنية، الجيبوتية والسودانية” لم تجب على كل المخاطبات عبر ايميل السفارة والبريد الإلكترونى الخاص للسفراء، والمخاطبات الورقيه عبر صناديق البريد.
ـ عميد الدبلوماسيين العرب، السفير اللبناني الأستاذ د. مصطفى الأديب دعم “ببلومانيا العرب” من أول يوم للاجتماع التحضيري لانطلاقها دعما معنويا وتشجيعا وحضر افتتاح “ببلومانيا العرب” ـ ملتقى الثقافات والحضارات في برلين.
ـ السفير الكويتي الأستاذ د.نجيب البدر دعم فريق عمل “ببلومانيا العرب” وأرسل طاقم السفارة الدبلوماسي والقسم القنصلي أيضا لحضور الافتتاح، وأرسل أعدادا كثيرة من الصحف والمجلات التي تصدر في الكويت وعرضت في “ببلومانيا العرب”، ووزعت مجانا.
ـ السفير اليمني أ.د. يحيى الشعيبي كان حاضرا مع جميع طاقم السفارة في افتتاح “ببلومانيا العرب” وشاركت السفارة أيضا بمعرض الفن التشكيلي من اليمن ولمدة ثلاثة أيام.
ـ سفيرة دولة فلسطيني د.خلود دعيبس كانت حاضرة في افتتاح “ببلومانيا العرب” ووزعت الأكلات الشعبية الفلسطينية والهدايا على الحضور بنفسها.
تساؤلات وملاحظات فريق عمل “ببلومانيا العرب” لا معنى لها إلا أنهم لم يجدوا آذانا صاغية، لتوضيح مغزى هذا الحدث الثقافي.
إبراز الثقافة العربية وتوضيح معالمها للمجتمع المضيف مسؤولية الجميع (أفراد، جمعيات، روابط)، وقد أثبت الشباب والشابات أن في الجالية العربية طاقات كامنة، تستطيع أن تغير من الصورة النمطية للمجتمع العربي وتلفت نظر الإعلام الألماني لمحاسن فينا لا يبحث هو عنها.
يقول فريق عمل “ببلومانيا العرب” أنهم سيقدمون حدثا ثقافيا آخر نهاية العام، بعد النجاح الذي لاقاه الحدث في يناير هذا العام.
.