في انتظار الحكومة !!
الدليل ـ برلين
شكلت تصريحات رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني مارتن شولتز، منعرجا جديدا لخريطة التحالفات الحزبية من أجل تشكيل حكومة ائتلافية في ألمانيا، بعد أن تراجع عن موقفه الرافض تماما للدخول في تحالف بقيادة المستشارة أنجيلا ميركل.
وقال شولتز “أنا متأكد من أننا سنتوصل إلى حل جيد لبلادنا خلال الأيام والأسابيع المقبلة”، مبديا استعداده للتفاعل الايجابي مع المبادرة التي يقودها الرئيس الألماني شتاينماير في سبيل التوصل إلى توافقات بشأن تشكيل الحكومة.
وأعرب شولتز، شريك الحكم السابق والمنتمي لحزب الرئيس شتاينماير، عن اعتقاده بأن الاشتراكيين يقدمون صالح البلاد على مصالح الحزب، وذلك في إشارة إلى الوضع بعد فشل محادثات تشكيل الحكومة.
وقال إن “الحزب الاشتراكي على وعي كامل بمسؤوليته في الوضع الصعب الراهن”، مضيفا ” من الجيد أن الرئيس أخذ بالمبادرة”.
ويميل أعضاء بارزون في الحزب الاشتراكي في الوقت الراهن، إلى غض الطرف عن تشكيل حكومة أقلية من قبل تحالف ميركل، من أجل استقرار الأوضاع في المستقبل القريب وكسب الوقت.
وينصح العديد من ساسة الحزب الاشتراكي، بترك الباب مفتوحا في مسألة تشكيل ائتلاف مع الأحزاب المسيحية، في الوقت الذي حذرت فيه الكتلة البرلمانية للحزب من مخاطر الذهاب إلى انتخابات مبكرة.
ائتلاف “جامايكا”
وقال رئيس الحزب الديمقراطي الحر كريستيان ليندنر، إنه يستبعد التفاوض مجددا بشأن تشكيل ائتلاف حكومي مع التحالف المسيحي بزعامة أنجيلا ميركل، وحزب الخضر.
وقال ليندنر، في معرض نفيه الأنباء التي ترددت بشأن احتمال عودة الحزب الديمقراطي الحر للتفاوض بخصوص هذا الائتلاف “أستبعد استئناف المحادثات” مضيفا “أنهينا المحادثات بشأن تشكيل ائتلاف جامايكا بسبب تضارب المضامين”.
وأكد الحزب الديمقراطي الحر وجود نظريات مؤامرة وعداوات وأنه لم تكن هناك أبدا علاقة الثقة الضرورية للدخول في مثل هذا الائتلاف، لذلك لا يمكن بالنسبة للحزب إقامة تعاون “مع الخضر على المستوى الاتحادي”.
وقالت زعيمة الحزب نيكولا بير “كان هناك في السابق انطباع بعدم استبعاد استئناف التفاوض بشكل قطعي بين تحالف ميركل المسيحي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الحر وحزب الخضر للدخول في ائتلاف حكومي، لكن العوائق أمام هذه المحادثات عالية”.
وشددت نيكولا بير على أن الحزب “سيكون آخر من يرفض التفاوض، إذا تعلق الأمر ببناء جمهورية حديثة في السنوات المقبلة”.
وأطلق على الائتلاف الثلاثي اسم ائتلاف “جامايكا”، لأن الألوان المميزة للأحزاب المشاركة هي نفس ألوان علم دولة جامايكا، ممثلة في التحالف المسيحي بزعامة ميركل، (اللون الأسود) وحزب الخضر (اللون الأخضر) والحزب الديمقراطي الحر (اللون الأصفر).
وكان الحزب الديمقراطي الحر قد قطع وبشكل مفاجئ ، المفاوضات مع التحالف المسيحي الديمقراطي بقيادة ميركل وحزب الخضر، مما دفع المستشارة الألمانية إلى إعلان فشل المفاوضات.
لا للبديل المتطرف
ويحاول الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير في الوقت الحالي حث هذه الأطراف الثلاثة بالإضافة إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي على الإبقاء على استعداده للتفاوض وعدم الإسراع في الدعوة لانتخابات جديدة.
وانتقد حزب البديل من أجل ألمانيا، اليميني المتطرف، تجاهله من قبل الرئيس الألماني في مفاوضات تشكيل الحكومة، رغم حصوله على ثالث كتلة برلمانية بعد الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الديمقراطي المسيحي بقيادة ميركل.
وقالت أليس فايدل، رئيسة الكتلة البرلمانية للحزب “انطلاقا من روح الديمقراطية، فإنه من المناسب أن يدعونا الرئيس للقائه لمناقشة الوضع الراهن بعد فشل مفاوضات تشكيل الحكومة”.
وحسب صحيفة “دير شبيغل”، فإن الرئيس سيجري مشاورات مع حزبي البديل لأجل ألمانيا واليسار، في إطار لقاءاته مع قادة كل الكتل البرلمانية لجميع الأحزاب، دون ذكر موعد لذلك. وعقبت الصحيفة على تصريحات فايدل قائلة “ما طلبته فايدل سينفذ الأسبوع المقبل”.
وجاء في بيان للرئاسة الألمانية أن الرئيس سيجري مشاورات مع قادة الأحزاب التي توجد في برامجها نقاط اتفاق تسمح بتشكيل ائتلاف حاكم، دون ذكر أي طرف.
وكانت جميع الأحزاب الرئيسية في ألمانيا أعلنت قبل الانتخابات الماضية رفضها الدخول في أي ائتلاف أو تحالف مع حزب البديل بسبب برنامجه اليميني المتطرف.
ولم تخف الخارجية الفرنسية قلقها من تداعيات الأزمة السياسية في ألمانيا على العمل الأوروبي المشترك.
وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، إن “أي هشاشة في ألمانيا يمكن أن تكون ضربة قاصمة لخططنا الأوروبية ولفرنسا أيضا”. وأكد أن فرنسا لا يمكن أن تكون لها مصلحة بأي شكل من الأشكال في زعزعة استقرار شريكتها الأوروبية، مشددا على النهج الرسمي لباريس والمتمثل في عدم التدخل في شؤون السياسة الداخلية لألمانيا.
وفي حال قبول الحزب الاشتراكي الديمقراطي الانضمام إلى حكومة ائتلافية، ستتمكن أنجيلا ميركل من تجاوز الأزمة وتشكيل حكومة أغلبية تحكم لمدة أربعة سنوات قادمة.