منافس جديد على خلافة ميركل

أثناء أزمة كورونا اكتسب رئيس وزراء ولاية بافاريا ماركوس زودر شعبية أكبر. البعض يرى فيه مرشحا حقيقا لخلافة المستشارة ميركل. أما هو فينفي ذلك من تلقاء نفسه، على الأقل في الوقت الحاضر.

ماركوس زودر، رئس الحزب الاجتماعي المسيحي csu ورئيس وزراء ولاية بافاريا (بايرن) ويترأس حاليا مؤتمر رؤساء وزراء الولايات، ومنذ بداية أزمة كورونا يُعد الرجل أحد الوجوه القليلة التي تألقت خلال الجلسات الحكومية المخصصة لمواجهة الأزمة إلى جانب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل .

في أبريل/ نيسان 2018 بعد الانتخابات البرلمانية المحلية قد دعا إلى التكاتف وقال: “بافاريا تعيش أوقاتا ذهبية، بافاريا قوية وستصبح، وبافاريا آمنة. وحسب زودر فإن بافاريا تكون بخير عندما يكون الحزب بخير. والعكس صحيح أيضا.

منذ 2007 تولى في فترات مختلفة منصب وزير دولة بافاري للشؤون الأوروبية ومنصب ووزير للبيئة والصحة ثم للمالية والتنمية الوطنية، إلى أن حل في مارس/ أذار 2018 خلال ولاية الحكم الحالية مكان وزير الداخلية الحالي هورست زيهوفر كرئيس لحكومة بافاريا.

يقول زودر “نريد أن نكون حداثيين ونبقى بافاريين. نحن ندير المستقبل ونعتني بمشاكل كل فرد. العمل والاعتناء ـ من أجل التوجهات الكبرى والاشكاليات الصغيرة: هذه هي فلسفتنا”، كما قال في بيانه الحكومي الأول في أبريل 2018. ومنذ الانتخابات البرلمانية البافارية في أكتوبر 2018 والنتيجة الضعيفة للحزب الاجتماعي المسيحي بنسبة 36.7 في المائة يتولى زودر سدة الحكم في بافاريا بفضل تحالف مع الناخبين الأحرار.

وبالنسبة إلى المستشارة أنغيلا ميركل أصبح بسرعة شريكا قويا. وبذلك انتهت تلك الأوقات التي كان فيها زيهوفر والحزب الاجتماعي المسيحي أقوى معارضة لرئيسة الحكومة في برلين. كما قاد زودر الهجمات السياسية ضد حزب البديل وضد اليمينيين واليساريين المتطرفين.

وعندما تفجرت أزمة كورونا نجح زودر في العودة إلى قمة مجموعة السياسيين المحبوبين في المانيا. فبتصريحات سريعة وواضحة ـ في موضوع إغلاق المدارس ومباريات كرة القدم ـ ترك خلفه سياسيين آخرين لاسيما رئيس وزراء ولاية شمال الراين وستفاليا، أرمين لاشيت.

وعندما تعلق الأمر بتخفيف قيود الحجر الصحي كان زودر مجددا السباق. “عايشنا في الأسابيع الأخيرة أوقاتا صعبة، والخطر بالنسبة إلى بافاريا كان كبيرا”، قال زودر مضيفا: “إذا فكر المرء فقط لمرة واحدة كيف هي حال بلدان أخرى في العالم ووضع بلدان الجوار والبلدان البعيدة سيجد بأننا كنا محظوظين جدا”. وأضاف بأن هذا الحظ لم يكن بالطبع من بواعث الصدفة، بل جاء ثمرة جهد مشترك ـ من خلال إجراءات مسؤولة وسريعة من حكومته ومن البلديات وكذلك من قبل السكان.

على كل حال وكما تبين بعد “مؤتمر الحزب الصغير” الافتراضي فإن زودر سيواصل قيادة المسيحيين الاجتماعيين للتخلص أزمة كورونا. والحزب الاجتماعي المسيحي سيحتفي بنفسه وبهذه الحيوية سيتوجه لخوض غمار الانتخابات التشريعية في خريف 2021.

.