“غطرسة الغرب” ـ حرب خاسرة منذ البداية

كتب موقع “شبيغل أونلاين” مقالا اعتبر أن  “فشل الغرب في أفغانستان كان متوقعًا، فالحرب ليست بديلاً للسياسة ولا تدبيرًا إنسانيًا على الإطلاق”.

واعتبر الموقع أنه حينما تُمنى الخطط العسكرية للديموقراطيات بالهزيمة، فإنها لا تهتم بتفاصيل كل التطورات على الميدان “إذا لم يكن الأمر مثيرًا للشفقة، فسيكون مثيرًا للضحك، فلم تعد ألمانيا تحاول حتى إعطاء انطباع بالموثوقية والولاء لحلفائها”، في إشارة للنقاش الدائر حول عدد الأفغان المتعاونين مع الجيش الألماني، الذين يمكن لألمانيا تحملهم بإنقاذهم من بطش طالبان.

واستعرض المقال السياق التاريخي الذي تدخل فيه الغرب في أفغانستان بعد نهاية الحرب الباردة “في ذلك الوقت، شعرت الديمقراطيات الغربية، وخاصة قوتها الأولى، الولايات المتحدة، بأنها خرجت منتصرة وبدا لها كل شيء ممكناً وأن كل مشكلة قابلة للحل”.

ويواجه ملايين الأفغان خطرا داهما اليوم على شكل سيناريوهات كوارثية، وخصوصا الأقليات والمفكرين والإصلاحيين وأصدقاء الغرب عموما، فيما يبدو أن تقديرات وكالات الاستخبارات الغربية ربما تكون أخطأت في تقييم الوضع. فقد سبق لوكالة الاستخبارات الأمريكية أن اعتبرت أن الرئيس السوري بشار الأسد لن يستمر أكثر من بضعة أشهر في السلطة بمجرد انطلاق الربيع العربي. وبعد عشر سنوات لا يزال الأسد رئيسا لسوريا.

ويرى عدد من المعلقين الألمان أن الانسحاب من أفغانستان يعتبر إهانة للغرب ونقطة تحول أساسية في السياسة الدولية. فتحت عنوان “العالم بدون شرطي” كتبت “فرانكفورته ألغماينه تسايتونغ” تعليقا رأت فيه أنه كان من الواضح منذ فترة طويلة أن المقولة المأثورة التي ما فتأت حركة طالبان ترددها خلال السنوات الأخيرة تبثث صحتها في نهاية المطاف ومفادها “صنعتم الساعات، فيما نملك نحن الوقت. لقد فشلت الولايات المتحدة وحلفاؤها بسبب الأخطاء الإستراتيجية وبسبب الافتقار إلى الاتساق”.

.