صداع وسيلفي!

لمياء مشعل


استيقظت مروه من نومها متعبه حيث انها لم تنم جيدا بسبب الصداع الذي يؤرق مضجعها مؤخرا. ارتدت ثيابها على عجل دون فنجان قهوتها المعتاد، قصدت عيادة الطبيب لموعد فحص الدم على معده فارغه، لم تنس ان تضع شريطا من حبوب المسكن في حقيبتها وقنينه ماء صغيره وان تلمح وجهها المصفر في المرآة .
اغلقت الباب واخذت طريقها مشيا على الأقدام الى العياده القريبه من بيتها.

كانت الأزهار في هذا الوقت من السنه من شهر نيسان تتفتح خجوله، الأشجار تحف جانبي الطريق في خضره نضره، والشمس الدافئة تداعب شعرها البني بحنان.
خرجت من العياده داهمتها رائحه القهوه والخبز الطازج والكعك في المقهى في الشارع المقابل، طلبت فنجان قهوه وشطيره من الجبن وجلست على كرسي، أغمضت عينيها وتذكرت كم كانت الشهور الماضيه عصيبه قبل ان تقدم استقالتها من هذا العمل الذي استنزف سنوات عمرها وتعرض ابنها الوحيد لحادث سير وكسر قدمه .
احضرت النادله فنجان القهوه الساخن والشطيره، احست بقليل من الارتياح وهي ترى الطبيعه الفاتنه أمامها وكأن نافذه روحها قد  اشرعت للتو. اخرجت من حقيبتها قرص المسكن وقنينه الماء ابتلعتها واخذت نفسا عميقا.

ارتشفت قهوتها على مهل، اخرجت هاتفها المحمول والتقطت صوره سيلفي، ونشرتها على الفيس بوك مع عباره صباح جميل. غادرت المقهى وعادت الى البيت.

حين وصولها المنزل بدأت في أعمالها المنزلية المعتادة وأعدت الطعام، عاودها الصداع من جديد حادا هذه المره تناولت قرصا آخر وجلست على الأريكه، جذبتها التفاته الى رساله على المحمول من بنت عمتها، قرأتها فإذا هي تعليق على صورتها السيلفي ( ما أجمل هذا المكان! ليتني معك يبدو أنك تتمتعين بحياتك في تلك المدينه الساحره كم أنت سعيدة).


إنحدرت دمعه على خدها وهي تقول في نفسها: أما الصداع فكم هو رهيب!

.