دعوة إلى تنظيم وسائط التواصل الاجتماعي لحماية الأطفال من “غياب القانون على الانترنت”

أشار نواب بريطانيون إلى احتمال تصنيف إدمان وسائل التواصل الاجتماعي مرضاً، وطالبوا بوضع قوانين صارمة جديدة لحماية الأطفال من شركات تعمل في “حيز متوحش على الخط”. وقال النواب في تقرير جديد عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في الصحة العقلية، إن على هيئة الاتصالات “أوفكوم” تنظيم عمل المنصات الاجتماعية مثل فيسبوك وإنستغرام وتويتر، وأن تُلزم باحترام قواعد سلوك قانونية.

ودعت المجموعة البرلمانية لجميع الأحزاب (APPG) المعنية بوسائل التواصل الاجتماعي والصحة العقلية للشباب ورفاهيتهم، إلى بذل مزيد من الجهد لمعالجة المحتوى التصويري الصادم على الإنترنت، بما في ذلك مواد عن الانتحار وإيذاء الذات.

يأتي ذلك بعدما قال والد مولي راسل (14 عاماً)، التي انتحرت عام 2017، إن إنستغرام “ساهم في قتل” ابنته. ودعت المجموعة البرلمانية لجميع الأحزاب في تقريرها الحكومة إلى نشر نصائح للشباب تتعلق بتزجية الوقت على الانترنت، وطالبت بإجراء بحوث للنظر في الطابع “الإدماني” لوسائل التواصل الاجتماعي، وفيما إذا كان ثمة داعٍ إلى أن تدرجه منظمة الصحة العالمية في خانة المرض.

وتُدرج فعلياً منظمة الصحة العالمية على قائمة الأمراض الاضطراب الناجم عن اللعب على غرار إدمان ألعاب الفيديو. 

في ما يتعلق بالتنظيم، أعلنت المجموعة هذه أن على الحكومة اليوم “فرض واجب العناية على جميع شركات التواصل الاجتماعي التي لديها مستخدمون مسجلون في المملكة المتحدة ممن تبلغ أعمارهم 24 عاماً وما دون، من طريق مدونة قانونية للسلوك تتولى هيئة الاتصالات دور الجهة الناظمة فيها.

وأشارت المجموعة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي قد تؤثر إيجابياً في حياة الشباب، على سبيل المثل من خلال “تمكين الشباب من الحديث عن مشاعرهم، وإيجاد الدعم، وتقليص الشعور بالوحدة والعزلة.”

لكنها سلطت الضوء على آثار سلبية أخرى بما في ذلك عزل الشباب المصابين بأمراض نفسية وإبعادهم عن الحصول على مساعدة طبية في “العالم الحقيقي” وتعرضهم للتنمر على الإنترنت والتأثير في ثقتهم بالنفس وصورة الجسم.

أظهرت الأدلة المقدمة إلى المجموعة البرلمانية أن الفتيات هن الأكثر عرضة لخطر تدنّي الثقة في النفس بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، لكن كلا الجنسين يتأثران بطول المدة التي يقضيانها على الإنترنت.

تشير أحدث الأدلة إلى أن مدة استخدام أجهزة الكمبيوتر والتلفزيون ليست في ذاتها، ضارة بصحة الطفل، ولكن عندما يأخذ الاستخدام هذا محل الأنشطة المهمة الأخرى مثل النوم والنشاط البدني والتفاعل المباشر وجهاً لوجه، فإنه قد يؤدي إلى ضرر.

.