حرب “الجمارك” التجارية

الحرب التجارية

أظهر تقرير صندوق النقد الدولي الأخير أن تصعيدا في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين سيلحق ضررا بالصناعات التحويلية في البلدين، ومن المرجح أن يتسبب في خسائر في الوظائف، لكنه لن يغير شيئا في مجمل الموازين التجارية للبلدين.

وقال الصندوق في تقريره لآفاق الاقتصاد العالمي إن الولايات المتحدة والصين ستعانيان خسائر “جسيمة” في الصناعات التحويلية، مع تحول الطاقة الإنتاجية صوب المكسيك وكندا وشرق آسيا، إذا ارتفعت الرسوم الجمركية إلى 25 في المئة على جميع المنتجات المتدفقة بين الدولتين.

وسيؤجج ذلك معركة الرسوم الجمركية المتبادلة بين الاقتصادين العملاقين، التي أمسكت بخناق الأسواق العالمية منذ منتصف 2018. وفرضت الولايات المتحدة بالفعل رسوما بواقع 25 في المئة على منتجات صينية بقيمة 50 مليار دولار، ورسوما أخرى بنسبة عشرة في المئة على سلع أخرى بقيمة 200 مليار دولار. وردت الصين بفرض رسوم على منتجات أمريكية، من بينها محاصيل زراعية رئيسية.

وأظهر التقرير أن الالكترونيات والقطاعات الأخرى في الصناعات التحويلية ستتضرر بشدة، وأن القطاع الزراعي الأمريكي سيشهد انكماشا كبيرا إذا تصاعدت الحرب التجارية. ويتوقع الصندوق سيناريو تستغني فيه قطاعات ضخمة في البلدين كليهما عن عدد كبير من الوظائف. وسيترجم ذلك إلى حوالي واحد في المئة من قوة العمل في قطاعي الزراعة ومعدات النقل في الولايات المتحدة، وخمسة بالمئة في صناعات تحويلية الصينية غير الالكترونيات، مثل الأثاث والحلي.

يشار إلى أن إجمالي الصادرات الصينية السنوية إلى الولايات المتحدة تزيد على 500 مليار دولار، مقابل واردات أميركية إلى الصين تقدر بنحو 134 مليار دولار.

الحرب التجارية

الحرب التجارية هو مصطلح يشير إلى قيام دولتين أو أكثر بفرض رسوم جمركية أو حواجز تجارية على بعضها البعض

ما أسباب الحرب التجارية ؟

بدأت فكرة الحرب التجارية تظهر مع قيام الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على عدد من ورادات الصين لأمريكا ، وبعدها قال فى أحد تغريداته على موقع تويتر إنه مستعد للحرب التجارية وأنها أمر جيد فى وجهة نظره .

 ما الرسوم الجمركية التى فرضتها أمريكا على الصين ؟

بدأ الرئيس الأمريكى بفرض رسوم جمركية على ورادات الحديد والألمونيوم القادم لأمريكا من عدد من الدول بينهم الصين وجاءت كالتالى 25% رسوم جمركية على وردات الحديد و10% على واردات الالومونيوم ، تلاها فرض الرئيس الأمريكى دونالد ترامب رسوم جمركية جديدة على واردات بضائع صينية تتخطى قيمتها الـ60  بليون دولار من بما يعادل 42.5 بليون يورو كوسيلة للحد من الاستثمار الصينى داخل أمريكا ، وطريقة أيضا للثأر من الصين لما قامت به من سرقة حقوق ملكية فكرية أمريكية فى مجال التكنولوجيا ، ثم أنهاها ترامب بتهديد بفرض رسوم جمركية تصل قيمتها ل 100 مليار دولار أمريكى على الصين.

كيف ردت الصين على فرض رسوم جمركية على وارداتها للولايات المتحدة؟

فرضت الصين رسوم جمركية بنسبة 25% على 128 سلعة من الوردات الأمريكية، على رأسها لحم الخنزير والنبيذ، حيث تؤثر تلك الرسوم الورادات الأمريكية بقيمة نحو 3 مليارات دولار، وأوضحت بكين أن الخطوة تهدف إلى حماية المصالح الصينية وتعويض الخسائرة الناتجة عن فرض رسوم جمركية أمريكية جديدة على الواردات الصينية.

ما موقف الدول الأوروبية من تلك الحرب التجارية؟

صرح جان كلود يونكر، رئيس المفوضية الأوروبية، أن الاتحاد الأوروبى سيرد بقوة وبشكل متكافئ دفاعا عن مصالحه، خاصة أن الآلاف من الوظائف الأوروبية سوف تتأثر، كما حذرت رئيسة صندوق النقد الدولى كريستين لاجارد من أن الجميع سيخرج خاسر من الحرب التجارية، وقالت إنها ستضر نمو الاقتصاد العالمى.

من الخاسر والفائز من الحرب ؟ لا يوجد أطراف فائزة من الحرب التجارية فالجميع مهدد بالخسارة ، وسيحاول الطرفان هنا ضمان البقاء وتحقيق مكاسب مالية على حساب الطرف الآخر وهذا ما بدأت الصين القيام به بالفعل ردا على موقف أمريكا بفرض رسوم جمركية على بضائعها ، ومن المتوقع أن تتأثر عدد من الشركات الكبرى والصادرات بهذه الحرب مثل ما سيحدث فى حبوب الصويا الأمريكى الذى تعتمد عليه الصين  كمصدر رئيسى للغذاء تستورده من أمريكا بنسب كبيرة وتصل القيمة لأكثر من 12.3 بليون.

.