جواز السفر المناعي

يبدو أن وباء كورونا سيغيّر الكثير من أساليب حياتنا التي رسخت قبل مجيئه، كما سيدخل الكثير من المستجدات التي لا عهد لنا بها، ومن ذلك ما بدأ الألمان يسمونه “جواز السفر المناعي”.

ففي وقت باشرت عدة دول رفع تدابير الحجر المنزلي، طرح خبراء احتمال إصدار “جوازات مرور مناعية” تسمح للذين طوروا مناعة ضد الفيروس بمعاودة العمل قبل سواهم.

وتُجرى دراسات واسعة النطاق بهذا الصدد في ألمانيا حاليا، حيث خضع عشرات آلاف الأشخاص لمثل هذه التحاليل.

كذلك يبدي باحثون وسياسيون في بلدان أخرى اهتماما بفحص مستوى المناعة لدى المواطنين.

منظمة الصحة العالمية وأطباء حذروا من هذه الفحوص، مشيرين إلى الشكوك المحيطة بمدى دقتها ومصداقية نتائجها، خصوصا أنه لم تعرف حتى الآن مدة استمرار المناعة المكتسبة ضد الفيروس.

وبالتالي، فإن الحصول على نتيجة إيجابية للفحص المصلي تشير إلى وجود أجسام مضادة للفيروس، لا يعني بالضرورة زوال الخطر.

وأوضحت متحدثة باسم المنظمة أنه وبعد الحصول على فحوص تمت المصادقة عليها، لن نعرف أبدا ما إذا كانت النتيجة الإيجابية تعني فعلا الحماية من المرض، ولا مدى استمرارية هذه الحماية.

وأشار العضو في مجلس إدارة الاتحاد الألماني للأطباء ماتياس أورث إلى مشكلة كبرى أخرى تتعلق بنوعية النتائج، قائلا إن هناك أيضا فيروسات كورونا أخرى طفيفة لا تتسبب بأمراض خطيرة ويمكن أن تحرف النتيجة.

وأكد أورث أن الفحوص المصلية التي تعد بإعطاء نتيجة في غضون ربع ساعة من خلال تحليل بضع قطرات دم تسحب من الإصبع في المنزل، مجرد “هراء”. وشدد على أنه سيتم إنتاج فحوص ذات نوعية أفضل خلال الأسابيع المقبلة.

وبمعزل عن الدراسات الجارية، باشرت شركات أدوية ألمانية عرض فحوص مصلية.

.