برلين تحتفل باليوم العالمي للغة العربية

د. نزار محمود /

في مبادرة لافتة نظمت الملحقية الثقافية السعودية في برلين احتفالية كبيرة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية لعام ٢٠٢١، تحت عنوان: “اللغة العربية والتواصل الحضاري”

لقد جاءت الفعالية التي دعا لها الملحق الثقافي الدكتور مالك الوادعي والتي جرت بحضور السيد سفير خادم الحرمين الشريفين الاستاذ عصام بن ابراهيم بيت المال، وعدد من دبلوماسي السفارات العربية وبحضور جمهور من المهتمين باللغة والثقافة العربية من عرب وألمان، جاءت حافلة بفقرات ثقافية وفنية في برنامجها الذي استمر دون توقف لمدة ثلاث ساعات تقريباً.

ابتدأت الاحتفالية، التي أقيمت في الصالة الكبرى للملحقية الثقافية السعودية الواقعة في وسط العاصمة الالمانية برلين، بعرض النشيد الوطني السعودي، ومن ثم تلتها كلمة شاملة للسيد الملحق الثقافي، وباللغتين العربية والالمانية، تناولت اهمية الاحتفال باللغة العربية مبرزةً جماليات هذه اللغة وفن خطها ودورها ومكانتها في تشكيل الثقافة العربية، من ناحية، وأثرها في دعم وتفعيل الحوار والتفاعل الحضاري من ناحية أخرى.

اعقبت كلمة السيد الملحق فقرة فنية تضمنت مقطوعات موسيقية متنوعة وأغان خفيفة قدمها مجموعة من الموسيقيين على آلات الموسيقى العربية وهي العود والقانون والرق والطبلة.

وكانت الفقرة التي تلتها والتي حملت عنوان: ماذا قالوا في اللغة العربية، للاستاذ محمد ذو الغنى، من راديو أرابيكا، قد تضمنت قراءات لأبيات شعرية لقصائد شهيرة لبعض الشعراء العرب أبرزت دور وعظمة هذه اللغة.

بعدها عادت الفرقة الموسيقية لتكمل عزف مقطوعات أخرى.

ومن جامعة لايبزك شارك الاستاذ الدكتور سباستيان مايزل، رئيس معهد الاستشراق، احتفالية اليوم العالمي للغة العربية الذي أقامته الملحقية الثقافية السعودية متحدثاً “عبر الزوم”عن  مسالة دراسة اللغة العربية في جامعة لايبزك، ومهنئاً بهذه المناسبة وراجياً أن يشارك حضورياً في مثل هذه الفعاليات في المناسبات القادمة.

وعقب تلك المشاركة ألقى السيد الدكتور نزار محمود، رئيس المعهد الثقافي العربي في برلين، محاضرة بعنوان: “اللغة العربية واشكالية الاندماج والحفاظ على الهوية الثقافية لابناء الجاليات العربية في المانيا”

تناول فيها أساسيات وخصوصيات اللغة العربية ومكانتها في تكوين الهوية الثقافية منتهياً بطرح اشكاليات التوفيق بين الاندماج والحفاظ على الهوية والصعوبات التي تعترض سبل تعليم/ تعلم اللغة العربية في المانيا ومقترحات في علاجاتها.

وحول جماليات فن الخط العربي تحدث بعد ذلك البرفسور ريان عبدالله، أستاذ التصميم والكرافيك في جامعة لايبزك، عارضاً لخصوصيات ذلك الخط وأنواعه واشتراطات هواته وممتهنيه، كما تطرق الى حرفة صناعة الكتب وجماليات الزخرفة الخطية لصفحاتها معالجة بذلك اشكالية اختلاف وجهات النظر في مسألة تحريم الصورة في الإسلام.

وفي الختام، وعبر الزوم كذلك، شارك الشاعر الدكتور  سرجون كرم، أستاذ اللغويات العربية في جامعة بون، في الاحتفالية من خلال محاضرة حول “تحديات تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها” تناول فيها بعلمية بحثية اشكالياتها وصعوباتها بالنسبة للشرائح المختلفة من متعلميها.

ملاحظات ختامية:

١- حققت الفعالية الاحتفالية نجاحاً لافتاً في تسليطها الضوء على أهمية اللغة العربية ودورها الثقافي والحضاري.

٢- تضمن برنامج الاحتفالية فقرات ثقافية وفنية مكثفة حول اللغة العربية في يوم عيدها السنوي.

٣- مثلت الفعالية حواراً ثقافياً سواء في موضوعاتها أو لغات التعبير فيها، حيث كانت اللغتان العربية والالمانية حاضرة في فقرات الاحتفالية.

٤- شارك في فقرات الاحتفالية عرب وألمان، حضورياً ورقمياً. ٥- على هامش الفعالية جرى تنظيم فعاليات فنية تمثلت في خط اسماء الضيوف باللغة العربية، ورسم زخارف “الحناء” على ايادي عدد من ضيفات الحفل.

٦- زينت جانباً من جدران صالة الاحتفالات لوحات في فن الخط العربي للخطاط العراقي “وسام شوكت” لتشكل معرضاً لبعض أعماله. ٧- قامت مؤسسات اعلامية بتغطية الفعالية التي نقلت عبر تقنيات التواصل الفضائية، مثل قناة الاخبار الاوروبية، وراديو الصوت العربي، وراديو ارابيكا في برلين.

٨- كما لم ينس منظمو الاحتفالية ثقافة الطعام العربي في مأدبة توسطت بعض فقرات الفعالية.

٩- خرج اكثر الحضور وهم يحملون بعض المطبوعات عن المملكة والهدايا التذكارية التي تؤرخ للاحتفالية باليوم العالمي للغة العربية في الثامن عشر من ديسمبر، الذي حمل شعارها حرف الضاد تعبيراً عن لغته.

.