الحركات اليمينية المتطرفة العاملة في ألمانيا

تقديم: محمد عبد المنعم

بدأت الحكومة الألمانية تكشف بشكل مستمر عن التنظيمات والمجموعات اليمينية المتطرفة أكثر من أى وقت مضى. هذا يعني أن السلطات الألمانية لم تعلن في السابق عن حجم وخطورة اليمين المتطرف لأسباب سياسية، أو لأسباب تخص الأمن المجتمعي.

لا تزال جماعات اليمين المتطرف في ألمانيا تميل إلى العنف، وتشكل أكبر تهديد للديمقراطية والمجتمع، حيث تتبنى تنظيمات وجماعات اليمين المتطرف في ألمانيا استراتيجية “التدمير البناء”، وعدم الاعتراف بمؤسسات الدولة الألمانية.

أبرز جماعات اليمين المتطرف في ألمانيا

رابطة “هامرسكينز دويتشلاند  Hammerskins Deutschland : تعد الرابطة فرع من رابطة في الولايات المتحدة، وتتواجد في ألمانيا منذ أوائل تسعينيات القرن العشرين. تتبنى الرابطة اتجاهات مناهضة للدستور والديمقراطية الألمانية، وترفض فكرة التفاهم بين الشعوب، تتعارض أنشطة الرابطة مع القوانين الجنائية الألمانية، وتسعى من خلال حفلاتها الموسيقية إلى التأثير على غير الأعضاء بها بأفكار يمينية متطرفة.

حركة “فولكيش” völkische Bewegung : تعد حركة عرقية قومية ألمانية من أواخر القرن التاسع عشر، وظهرت جماعات موالية لها تعارض التغيرات الاجتماعية والثقافية الألمانية، وتتخد الحركة من الأرياف الألمانية مركزاً لهم، ولا يدخلها أحد إلا أتباعهم، وتسعى الحركة لبناء مجتمعهم الخاص الذي يؤمن بأفكار يمينية متطرفة، ويعيش وفق ضوابط وقيود أيديولوجية، ويستقرون في منطقة “لونبرغ” شمال ألمانيا.

حركة “مواطنو الرايخ Reichsbürger-Bewegung : تعتقد الحركة بأن “الرايخ” أو الامبراطورية الألمانية التي كانت قائمة بين 1917 وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية لا تزال قائمة. يرفض “مواطنو الرايخ” الاعتراف بالدولة الألمانية بنظامها السياسي القائم. تضم الحركة متطرفين يمينيين ومؤمنين بنظرية المؤامرة ومتحمسين لاقتناء السلاح. يقدر عدد أعضاء الحركة بنحو (21) ألف عضو، من بينهم (5%) مصنفون بوصفهم يمينيين متطرفين، وغالبية أعضاء الحركة ذكور، وتتجاوز أعمارهم الـ (50) عاماً في المتوسط.

مجموعة “لواء العاصفة 44” 44. Sturmbrigade أو “لواء الذئب” Wolfsbrigade:  تهدف المجموعة إلى “إعادة بناء الدولة النازية السابقة”، وهي على صلة وطيدة بالمتطرفين اليمينيين في ألمانيا. تورط أعضاء من المجموعة في العام 2019 بتشكيل جماعة إجرامية، وذلك بعد الاشتباه في مشاركتهم في التجمعات اليمينية المتطرفة الإقليمية ورسم “الصليب المعقوف” على الجدران.

منظمة الشباب التابعة لحزب “البديل من أجل ألمانيا Jugendorganisation der Partei AfD : تضم أفرادا ومنظمات لا تنفذ أعمالاً عنيفة ، لكنها تغذي “ثورة ثقافية يمينية متطرفة”، وتسلك مساعي مناهضة للدستور الألماني، كما تنشر مفهوماً عرقياً للمجتمع قائماً على افتراضات بيولوجية أساسية، تخضع المنظمة للمراقبة باعتبارها حالة مؤكدة من التطرف اليميني، بعد أن كانت حالة يمينية متطرفة مشتبه بها.

معهد البحوث لسياسة الدولة Forschungsinstitut für Staatspolitik : يعتبر المعهد مركزاً بحثياً ينشر الأفكار اليمينية المتطرفة أسس عام 2000، يقع مقر “معهد البحوث لسياسة الدولة” في مدينة “شنيلرودا” شرق ألمانيا. يعقد المعهد مؤتمرات، وينشر دراسات وأوراق بحثية تدعم إيديولوجية اليمين المتطرف، ينتمي معظم المتحدثين في هذه المؤتمرات إلى “الجناح” المتطرف داخل حزب “البديل من أجل ألمانيا”.

منظمة “واحد في المئة” Ein-Prozent-Organisation : تأسست منظمة “واحد في المائة” عام 2015، ولديها علاقة وثيقة بحركة “الهوية” الألمانية، يتجاوز عدد أنصارها (52) ألف شخص تقريباً، ترى المنظمة أن موجات الهجرة واللجوء تمثل التهديد الرئيسي للمجتمع الألماني، كما ترى نفسها “منصة مقاومة مهنية للدفاع عن المصالح الألمانية”.

“حركة الهوية” Identitätsbewegung : يتراوح عدد أعضاء حركة “الهوية” في ألمانيا ما بين (200 – 600) ناشط تقريباً، و(1000) مؤيد. يوجد لحركة”الهوية” فروع في الولايات الألمانية الـ(16) بالإضافة إلى وكالة إعلامية وكيان استشاري مالي ومتجر إلكتروني، كما تتعارض أنشطة الحركة مع مباديء الديمقراطية .

حركة “بيغيدا” Pegida-Bewegung : تأسست حركة “بيغيدا” كحركة مناهضة للإسلام واللاجئين في ألمانيا، وتستغل الحركة الأزمات المرتبطة بالهجرة واللجوء لبث دعايتها اليمينية المتطرفة. تستقطب الحركة أفراد الطبقة الوسطى في ألمانيا، ويتبنى مؤيدوها فكرة أن المجتمع الألماني في حاجة إلى أن “يفيق” إلى تهديدات “الإسلامويين المتطرفين”، ويتهمون السلطات الألمانية بالفشل في تطبيق القوانين المتعلقة بمكافحة الإرهاب والهجرة.

وأظهرت نتائج دراسة ألمانية في أغسطس 2023 أن الشعبوية والإيمان بالمؤامرات منتشران على نطاق واسع في البلاد، وذهبت إلى أن “واحدا من كل أربعة” ألمان على قناعة بأن هناك “قوى سرية” توجّه السياسة.

يقول “فرانك برتشنايدر” الخبير وعالم الاتصالات إنه “بوجه عام، أكثر من ثلث الألمان لديهم تصور يميني شعبوي بالمعنى الأوسع عن العالم”. وذكر أن هذه النظرة للعالم لم تترسخ لدى مجموعة كبيرة ممن شاركوا في الاستطلاع وحسب؛ بل إنها تزداد شعبية، مؤكدا انخفاض الرضا عن أداء الديمقراطية بين عامي 2022 و2023″.

كما أظهرت دراسة أخرى في سبتمبر 2023 أن انتشار المواقف اليمينية المتطرفة بين السكان في ألمانيا زاد بشكل حاد منذ عام 2022. وأشارت إلى أن “واحدا من كل اثني عشر” شخصا بالغا بمعدل (8.3%) يتبنى حاليا وجهة نظر يمينية متطرفة، وكانت نسبة هؤلاء تتراوح بين (2 – 3%) في الأعوام الماضية.