البرلمان الألماني يصادق على تشديد قانون اللجوء

صادق البرلمان الألماني على قانون مثير للجدل يشدد إجراءات اللجوء ويتضمن بنودا جديدة تتعلق بعمليات الترحيل واستعمال السوار الإلكتروني أو السماح بالبحث والتحقيق في البيانات الشخصية للهواتف النقالة لطالبي اللجوء.

ويتيح التشديد الجديد لقانون اللجوء إمكانية ترحيل الذين ترفض طلبات لجوئهم بشكل سريع وفعال من ألمانيا، من بينهم المتورطون في عمليات إرهابية على سبيل المثال أو يشكلون خطرا على الأمن العام.

كما يسمح القانون الجديد بتسهيل الترحيل في حال تأكد أن هذه العملية غير مضمونة التنفيذ خلال ثلاثة أشهر. وتتيح الإجراءات الجديدة تمديد فترة الاحتجاز قبل الترحيل من أربعة إلى عشرة أيام.

وعلاوة على ذلك سيكون من حق هيئة الهجرة واللجوء التحقيق في البيانات التي يتضمنها الهاتف النقال وأجهزة الكومبيوتر للتحقق في هوية اللاجئين. كما أن اللاجئين الذين يدلون ببيانات خاطئة عن هوياتهم سوف لن يتمكنوا من الحركة بحرية. ونفس الأمر ينسحب على المهاجرين المقيمين بشكل غير شرعي والذين يرفضون مغادرة ألمانيا بشكل طوعي. كما يتعين على الأشخاص الذين ليست لهم أي آفاق لقبول طلباتهم لجوئهم، البقاء في مركز استقبالهم الأول إلى حين انتهاء كل الإجراءات الإدارية بشأنهم.

ويذكر أن البرلمان الألماني وافق في شهر فبراير/ شباط الماضي من حيث المبدأ على التعديلات التي أدخلت على قانون اللجوء. غير أن الائتلاف الحاكم في برلين أدخل تشديدات إضافية خلال مناقشة مشروع القانون في لجنة الداخلية بالبرلمان، من بينها الحيلولة دون إساءة استعمال الاعتراف بالأبوة من قبل طالبي اللجوء من أجل لحصول على حق الإقامة.

وفي هذا السياق، انتقدت منظمات حقوقية بشدة الإجراءات الجديدة، معتبرة أن الحكومة الألمانية تضع المزيد من الحواجز القانونية غير المناسبة أمام طالبي اللجوء، كالاعتقال على سبيل المثال على حد تعبير منظمة العفو الدولية. كما اعتبرت الإجراء الخاص بالهواتف النقالة “مسا كبيرا بالحياة الشخصية لعشرات الآلاف من الناس”.

وذهبت منظمة برو أزويل التي تعني بشؤون اللاجئين، في نفس الاتجاه منتقدة الخلط بين القانون الجنائي وقانون الأجانب.

من جهته دافع وزير الداخلية توماس دي ميزير  ونواب البرلمان من التكتلين المسيحي والاشتراكي، عن القانون الجديد. وأكد الوزير أن سياسة الحكومة واضحة من حيث دعم الاندماج للذين هم في حاجة للحماية، والصرامة في إبعاد أولئك الذين ليسوا في حاجة لها، وبالخصوص الذين يخادعون ويتحايلون على القانون.

اترك تعليقاً