الانفجار السكاني يزعزع العالم

ـ بنهاية القرن يصل عدد السكان فوق 11 مليارات

ـ إفريقيا تقود الانفجار السكاني في العالم

ـ فرنسا ستصبح أكثر الدول الأوروبية سكانا 79 مليونا (الآن 66) ، وألمانيا ستصبح 56 مليونا ( الآن 82)

أحمد الجمال

أظهرت دراسة جديدة لأخصائيين في علم السكان بالأمم المتحدة، أن عدد سكان الأرض سيبلغ على الأرجح 11 مليار نسمة في نهاية القرن الحالي.

وقال خبراء سكان من الأمم المتحدة وجهات أخرى إنه على النقيض من بعض التوقعات السابقة فسوف يرتفع عدد سكان العالم بصورة كبيرة مع اقتراب نهاية القرن الحادي والعشرين فيما يرجع الى حد كبير الى معدل مواليد اعلى من المتوقع في افريقيا جنوب الصحراء.

وقال الباحثون إنه يوجد احتمال بنسبة 80 في المئة ان يزيد عدد سكان الكوكب البالغ حاليا 7.2 مليار نسمة الى ما بين 9.6 مليار و12.3 مليار نسمة بحلول عام 2100 .

ويتوقع الخبراء ايضا احتمالا بنسبة 80 في المئة ان يرتفع عدد سكان افريقيا الى ما بين 3.5 مليار و5.1 مليار نسمة بحلول العام 2100 من مليار نسمة حاليا.

وتتوقع الدراسة التي قادها اخصائي علوم السكان بالأمم المتحدة باتريك جيرلاند وأخصائي الاحصاء وعالم الاجتماع ادريان رافتري من جامعة واشنطن ونشرت في مجلة ساينس، احتمالا بنسبة 30 في المئة ان يتوقف نمو سكان الارض هذا القرن.

وقال رافتري إن التوقعات الجديدة تنشأ من بيانات تؤكد بوضوح أن معدلات المواليد في افريقيا جنوب الصحراء لم تتراجع بالسرعة التي كان بعض الخبراء يتوقعونها وهو اتجاه “لم يكن واضحا بنفس الدرجة لدى إعداد توقعات سابقة”.

وقال رافتري إن الباحثين استخدموا بيانات عن السكان والخصوبة والوفيات والهجرة من كل دولة ثم توقعوا المعدلات المستقبلية باستخدام نماذج احصائية.

وقال جيرلاند إن دول افريقيا جنوب الصحراء التي يوجد بها بالفعل عدد كبير من السكان ومعدلات خصوبة مرتفعة من المتوقع ان تقود النمو السكاني ومنها نيجيريا وتنزانيا وجمهورية الكونجو الديمقراطية والنيجر وأوغندا وإثيوبيا وكينيا وزامبيا وموزامبيق ومالي.

وبلغ عدد سكان العالم مليار نسمة في اوائل القرن التاسع عشر ثم تضاعف الى ملياري نسمة في عشرينات القرن العشرين ثم زاد مجددا الى ستة مليارات نسمة في التسعينات. وبلغ سبعة مليارات و800 مليون نسمة في 2020 .

وتؤكد النتائج التي خلصت اليها الدراسة المخاوف التي عبر عنها بعض الخبراء قبل عقود من كوكب يزداد ازدحاما وبشر يستنفدون الموارد الطبيعية ويجدون صعوبة في انتاج ما يكفي من الطعام او التعايش مع الفقر والأمراض المعدية.

وقال رافتري إن الدول الافريقية يمكن ان تستفيد بتعزيز السياسات لخفض معدلات الخصوبة إذ تظهر الدراسات أن زيادة فرص الحصول على وسائل منع الحمل وزيادة تعليم البنات والنساء يمكن أن يكون فعالا.

وأضاف رافتيري أن “الإجماع خلال السنوات العشرين الأخيرة كان على أن عدد سكان العالم، المقدر حاليا عند 7.8 مليارات نسمة، سيواصل ازدياده ليصل إلى 9 مليارات في نهاية القرن الحادي والعشرين قبل أن يصل إلى سقفه الأعلى ثم يبدأ بالتراجع على الأرجح”.

وتوقع الباحثون ان يزيد عدد سكان اسيا البالغ حاليا 4.46 مليار نسمة ليصل للذروة عند حوالي خمسة مليارات نسمة بحلول عام 2050 ثم يبدأ في التراجع. وتوقعوا أن يبقى عدد سكان اميركا الشمالية وأوروبا وأميركا اللاتينية دون مليار نسمة في كل منها بحلول 2100 .

ومن المتوقع أن تصبح فرنسا أكبر بلدان أوروبا من حيث التعداد السكاني سنة 2100 مع 79 مليون نسمة في مقابل 66 مليونا حاليا. في المقابل، ستشهد ألمانيا تراجعا واضحا في تعداد سكانها البالغ حاليا 80 مليون نسمة ليصل إلى 56 مليونا وفق رافتيري.

ولفت هذا الأخصائي في العلوم الإحصائية إلى أن ألمانيا كما فرنسا ستشهدان ازديادا في معدل أعمار السكان، مع تسجيل معدل للسكان الناشطين قياسيا على عدد المتقاعدين أدنى من المعدل في اليابان اليوم البالغ 1.9.

وأشار الخبراء إلى أن هذا التقرير بشأن النمو السكاني العالمي الصادر عن الأمم المتحدة “هو الأول الذي يستند على أدوات إحصائية معاصرة تجمع كل المعلومات والبيانات المتوافرة ما يسمح بتقديم توقعات افضل”.

.