الاتحاد المسيحي الحاكم يضيق على جماعات “الإسلام السياسي”

بعد عقود من الفصل بين ما يعرف بـ “التنظيمات العنيفة” وغير العنيفة، تتجه ألمانيا بشكل رسمي لمقاربة أكثر واقعية في مواجهة التنظيمات المتطرفة، والتركيز أكثر على الأيديولوجية، مصدر التطرف والعنف.

وتتحرك كتلة الاتحاد المسيحي الحاكم هذه الأيام من أجل التركيز على أيديولوجية منظمات الإسلام السياسي وفي مقدمتها الإخوان، ووضع اليد على مخاطرها، والمطالبة بمواجهتها.

وأعدت الكتلة ورقة موقف لعرضها على البرلمان، تنص على أن “الإسلام السياسي الذي يتصرف ظاهريًا بطريقة غير عنيفة، يثير الكراهية والتحريض والعنف ويسعى إلى نظام لا توجد فيه حقوق متساوية، ولا حرية للرأي والدين، ولا فصل بين الدين والدولة، ما ظهر آثاره في أجزاء كبيرة من مجتمعنا”.

وتطالب الكتلة البرلمانية في الورقة بـ”إنهاء تعاون الدولة والعلاقات التعاقدية مع منظمات الإسلام السياسي”، بما يشمل الأندية والجمعيات الإسلامية التي تراقبها المكاتب الفيدرالية وفروع هيئة حماية الدستور “الاستخبارات الداخلية” في ولايات البلاد.

وتقول الورقة إن “جميع التبرعات المالية والمنح والعلاقات التعاقدية والتعاون مع هذه المنظمات يجب أن يتم فحصها ووقفها”، بما يشمل الإعفاءات الضريبية القانونية للمنظمات التي تعمل بواجهة العمل الخيري.

وتستهدف هذه الورقة بوضوح “المجلس المركزي للمسلمين؛ وهو منظمة مظلية كان للإخوان النصيب الأكبر في تأسيسها وتملك النفوذ الأكبر فيها، وكذلك منظمة المجتمع الإسلامي؛ أكبر منظمة للإخوان في ألمانيا”.

كما تستهدف الورقة تنظيمات تركية تنسق وتتعاون مع الإخوان؛ مثل اتحاد الجمعيات الثقافية التركية الإسلامية في أوروبا (أتيب) والذئاب الرمادية.

وبصفة عامة، تدعم العديد والوزارات الحكومية في ألمانيا مشاريع للإخوان والمجلس المركزي للمسلمين بأموال حكومية، وفق حصر أجرته صحيفة دي فيلت الألمانية.

ويقول كريستوف دي فريس، النائب البارز عن الاتحاد المسيحي في تصريحات صحفية: “يجب مواجهة التطرف الديني وممثليه بنفس المسافة والرفض مثل المتطرفين السياسيين من اليسار واليمين”. وتابع “لا يمكن لأعداء دستورنا أن يكونوا شركاء لدولتنا في نفس الوقت”.

ورقة كتلة الاتحاد المسيحي تطالب أيضا بـ”إنشاء برامج في الجامعات على مستوى البلاد حول موضوع الإسلاموية، وتضمين المناهج المدرسية مواد حول تأثير هذه الأيديولوجية، وإنشاء مركز توثيق للإسلام السياسي في ألمانيا وأوروبا، ومجموعة خبراء في وزارة الداخلية الاتحادية، وكذلك الكشف عن التمويلات الأجنبية للجمعيات”.

وفي هذا الإطار، قال دي فريس: “نحن نحترم حرية المعتقد دون قيد أو شرط، لكننا لا نريد أن نسمح للحكومات الأجنبية أو قوى الإسلام السياسي الأجنبية بالعمل لتأسيس نظام حكم في ألمانيا يخضع المجتمع والسياسة والثقافة والقانون إلى المعايير الإسلاموية”.

ويعد تحرك الاتحاد المسيحي أقوى ضربة للإخوان والمنظمات الأخرى، لأن التحركات السياسية السابقة لمحاضرة الجماعة كان بطلها أحزاب معارضة لا تتمتع بوزن قوي؛ مثل حزب البديل لأجل ألمانيا.

وفي حال إقرار هذه الورقة، فإن تمويل الجمعيات والأنشطة سيتلقى ضربة مميتة، لأنها تعتمد بشكل كبير على تمويل حكومي ألماني، خاصة الجمعيات التي تعمل تحت واجهة العمل الخيري أو الحقوقي أو دعم الديمقراطية.

وتضع هيئة حماية الدستور “الاستخبارات الداخلية”، منظمات وقيادات تابعة لجماعة الإخوان في ولايات البلاد الـ 16، تحت رقابتها، وتقدر عدد عناصر الجماعة الأساسية في ألمانيا بـ 1300   شخص.

.