الأنظمة الشمولية بين الفضيلة والخطيئة

دكتور نزار محمود

أريد بالأنظمة الشمولية هي تلك الأنظمة التي تقوم على فلسفة، دينية أو دنيوية، وتعمل على تحقيقها قسراً أو “طوعاً” متخذة من السلطات الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية ادوات مكيفة لتحقيق اهدافها. وهي تعمل في ذات الوقت على قمع أو قهر أو ترويض مخالفيها أو من يقف في وجهها بشتى الطرق والسبل من وحشية وقسرية وبوليسية وارهابية نفسية، أو ربما عملت على شراء ذممهم بمال أو جاه أو منصب ما.

انواع الأنظمة الشمولية:

توجد الأنظمة الشمولية في أشكال مختلفة، منها:

⁃ القومية العرقية الاثنية التي تجد في نفسها تفوقاً بشرياً أو دوراً متميزاً وبالتالي فخراً وسمواً.

⁃ الدينية والطائفية التي تؤمن بصحة وقداسة نظامها، وتشعر بواجب الدعوة لها وتطبيقها على الناس، كطريق لا حياد عنه.

⁃ الطبقية أو الشيوعية واليسارية المتطرفة التي تؤمن بالطبقة العاملة ( البروليتاريا) صاحبة الحق في القيمة المضافة وثمرة جهد الإنسان.

⁃ الليبرالية، وهي النظام الذي لا يؤمن بكل ما سبقه من انماط، وبالتالي فهو شكل من اشكال الانظمة الشمولية التي يسعى لتطبيقه على الجميع.

هذه الأنظمة ينقسم أصحابها إلى طوائف شتى:

⁃ منهم المفكر أو الفيلسوف أو رجل الدين ممن آمن برسالته ووضع نفسه فداءً لها.

⁃ ومنهم من وجد فيها ما يقهر به اعداؤه ومن كان قد سبب له من الأذى في وقت سابق، أو ربما يسبب له ذلك في وقت لاحق.

⁃ ومنهم من أغرته افكار فلسفة ما، أو مالها أو جاهها، أو ممن رغب في تجنب وتفادي عواقب عدم الانتماء لها.

⁃ ومنهم من رأى في شخصيات قادتها ما أعجبته، أو في انجازاتها ما استساغ لها.

هذه الأنظمة جميعاً لا تصلح في قسرية تعميمها على المجتمعات، لأنه لم يعد هناك من مجتمع بشري يتألف من عرق أو اثنية واحدة، ولا يؤمن جميع افراده بذات الدين أو المذهب، ولا يحب جميع أعضائه نمطاً من الحرية السائبة واللا مراعاة للفوارق بين قوي وضعيف.

فضائل وخطايا الأنظمة الشمولية:

ان كثيراً من المنطلقات النظرية لجميع الانظمة الشمولية لا تخلو من فضائل في طرحها النظري المجرد.

فالقومية منها تعمل على رفع شأن أتباعها وبث روح الانبعاث والتألق فيهم والعمل على حماية حقوقهم.

في حين لا تقوم اغلب الانظمة الدينية أو المذهبية الا على مواعظ وأحكام يؤمن بها أصحابها ومريديهم لتحقيق السعادة لهم في الدنيا والآخرة.

وهكذا هي شعارات العدالة والمساواة وحقوق العمال والفلاحين، الأصحاب الحقيقيين لفائض القيمة والانتاج وبالتالي الثروة.

ختام القول:

ان الانظمة الشمولية عموماً لا تصلح للبشر غير المتجانس روحياً وفكرياً ونفسياً، ناهيك عن اختلافات صفاته الخلقية وإمكاناته ورغباته.

.