الأسرة و رمضان

شهر رمضان الكريم ضيف كريم ينتظره الجميع بفارغ الصبر، وفيه فرصة مميزة لوصل ما انقطع، وتقوية الأواصر الأسرية، فصلة الرحم من القيم الدينية والإنسانية التي يجب الحفاظ عليها، فقد حَث الدين على ضرورة صلة الأرحام، ورمضان هو شهر العائلة بامتياز، إذ يحرص أفراد العائلة الكبيرة والممتدة في شهر البركات، على الاجتماع حول مائدة الإفطار؛ لما لهذه الفترة من العام من خصوصية تستحضر العادات والتقاليد والقيم الأصيلة، وتزهو النفوس على المحبة والتسامح، وتسمو على كل جفاء، فيغدو الشهر عنوانا للتصافي والتلاقي، وجسرا للتواصل والتراحم.

وتعد وجبة الإفطار في شهر رمضان بين أفراد الأسرة من أهم الملامح الأساسية التي تميز هذا الشهر الكريم، إذ تتكامل الأسرة الواحدة، ويجتمع شمل الأجيال المختلفة، الأجداد والآباء والأبناء على مائدة واحدة، وهو ما يفتقده الكثير في الأيام العادية من السنة، وأيام رمضان توفر أنجح وأسهل الطرق لتوطيد وتعزيز العلاقات الأسرية، وتعميق المحبة والألفة بين الأسر.

إن الشهر الكريم هو الفرصة المؤكدة للكثير من العائلات للقاء والاجتماع على مائدة الإفطار، وتجديد العلاقات، وصلة الأرحام، خاصة على مائدة الإفطار، فما زالت أسرنا تجتمع حول مائدة الطعام، في انتظار رفع الأذان، ومازال مجتمعنا محافظا على العادات والتقاليد، إذ تلتقي الأسر الصغيرة في بيت الأسرة الكبير لتناول طعام الإفطار وهو الأمر الذي يعزز من فرصة لقاء مختلف الأجيال في الأسرة الواحدة، وبالتالي يتعلم الشباب والصغار من هذه الجلسات الكثير عن الحياة التي عاشها الأجداد. وعلى الرغم من التطور الذي يعيشه المجتمع السعودي، وظروف العمل التي أبعدت غالبية الشباب عن محيط أسرهم وعن التواصل مع الأجداد، إلا أن رمضان يعود في كل عام ليجمع الشمل مرة أخرى خاصة على مائدة الإفطار.

لهذا من المهم أن ينتهز الوالدان هذا الشهر لكي يعلّما أطفالهم الأخلاق والقيم الحميدة وليكرّسا لهم الوقت الكافي للإنصات باهتمام للموضوعات التي يرغبون فى سردها على الوالدين.  وفي هذا الوقت المخصص للأطفال يُمكن  قراءة القصص التي تحمل قيماً جميلة مثل الطيبة، العطف، السلام، وسرد قصص تساعد على بث قيماً إيجابية عظيمة فى نفوسهم.

علموا أطفالكم بأن يكونوا أكثرَ تسامحاً مع من يحبون من الأهل والأصدقاء والناس أجمعين.

علموهم كيف يعبرون عن غضبهم بطريقة ايجابية، وألا يحاولوا إيذاء أحدا، وأن يؤجلوا المناقشات العصبية حتى يتلاشى غضبهم.  قدموا لهم النصيحة حول أهمية مساعدة الآخرين قدر الاستطاعة وأن ينفقوا ويعطوا بحب وتسامح.

يمكنكم السماح للأطفال بالمساعدة في إعداد الطعام فهذا يفرحهم ويشغل وقتهم ويعلمهم العمل الجماعي.

.