استراتيجية ألمانية على الطريقة الصينية

أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بربوك، أن ألمانيا ستطور استراتيجية جديدة على النسق الصيني في الأشهر المقبلة، حيث استشهدت بربوك بمبادرة الحزام والطريق الصينية، قائلة إنها أوضحت سبب ارتباط الاستثمارات في البنية التحتية بالأمن، كما قالت أن قضايا السيادة ووحدة الأراضي والقانون الدولي كانت بارزة بشكل متزايد في دول إفريقيا وجنوب آسيا، حيث استثمرت الصين بكثافة في الشبكات المحلية ومحطات الطاقة، وتابعت التأكيد على أن المفهوم الأوروبي للسيادة، في المقابل، يفترض “التعاون حيثما كان ذلك ممكنًا والحكم الذاتي عند الضرورة”، مضيفة أن الدول “لا يمكنها التصرف إلا بشكل مستقل عندما لا تعتمد بشكل كامل على الآخرين”.

كان البيان جزءًا من إعلان أوسع عن استراتيجية الأمن القومي الجديدة لألمانيا، مما لا يثير الدهشة، فالعمل العسكري الروسي ضد أوكرانيا قد برز إلى حد كبير في المقدمة خلال خطاب بربوك، حيث قالت الوزيرة إن أيا من المسؤولين الألمان الذين كانوا يعملون على الاستراتيجية لم يكن يتخيل أن الرئيس الروسي “سيهاجم جاره”، واتهمت موسكو بخرق “نظام السلام في أوروبا” وكذلك “ميثاق الأمم المتحدة” معلنة أنه في ضوء ذلك، يجب على ألمانيا أن تنفذ بشكل أكثر حزمًا بعض المبادئ الأساسية “التي تقودنا”.

أيضا، حثت وزيرة الخارجية على أن تدافع برلين وحلفاؤها عن قيمهم ومواقفهم على الصعيد العالمي، مشيرة إلى أن هذا لا ينبغي أن يمنعهم من التحدث إلى الأنظمة الاستبدادية، وبينما كانت الدبلوماسية ذات أهمية كبيرة، يجب على ألمانيا، في نفس الوقت، ألا تسمح لمثل هذه الأنظمة بإسكاتها لمجرد أنها كانت “معتمدة من حيث الاقتصاد أو الطاقة”.

كان المبدأ الأساسي الثاني الذي حددته بربوك هو تحسين القدرة على العمل، والذي قالت إنه يسير جنبًا إلى جنب مع الوحدة الدولية، لاسيما داخل الاتحاد الأوروبي وبين الدول الأعضاء في مجموعة السبع وحلف شمال الأطلسي.

أخيرًا، يجب أن تتجاوز السياسات الأمنية نطاق اختصاص وزارتي الدفاع والخارجية في ألمانيا، كما قالت بربوك. وأكدت أن مجالات مثل الاستثمار في البنية التحتية والتجارة ساهمت أيضًا في أمن الدولة الألمانية. وخلصت إلى أنه لضمان الأمن، يجب أن تصبح برلين أكثر إبداعًا وواقعية وقادرة على “التفكير خارج المعتاد”

.