إجراءات بسيطة لفحص حالة السيارات المستعملة

عادةً ما يضطر كثيرٌ من الأشخاص ذوي الميزانيات المحدودة إلى شراء سيارة مستعملة؛ لارتفاع أسعار الموديلات الجديدة. وأوضح خبراء السيارات من الهيئة الفنية الألمانية لمراقبة الجودة (TÜV) ومن نادي السيارات (ADAC) وكذلك من جمعية الفحص التقني (GTÜ)، بعض الخطوات والإجراءات التي تُمكن هؤلاء الأشخاص من التمييز بين الموديلات التي تزخر بها أسواق السيارات المستعملة؛ لأن جسم السيارة قد يخفي العديد من المشكلات والعيوب التقنية، حتى إذا كانت السيارة تبدو بمظهر نظيف ولامع مثل الموديلات الجديدة.

ـ  الاستعداد للشراء: وجود تصورات محددة ودقيقة عن موديل السيارة وسنة الصنع ومتوسط السعر، يُسهل على المستهلك عملية البحث عن سيارة جيدة في أسواق السيارات المستعملة.

ـ  معاينة السيارة: إذا تم العثور على سيارة مستعملة مناسبة، فتبدأ من هنا عملية البحث عن أوجه القصور والعيوب من خلال معاينة السيارة من جميع جوانبها. وفي حالة وجود اختلاف في أبعاد الفجوات والفتحات بالمصادم والأبواب والأجزاء التركيبية الأخرى بالسيارة، فإن ذلك يُشير في أغلب الأحيان إلى أضرار ناتجة عن وقوع حادث. وينطبق نفس الأمر في حالة عدم مطابقة تاريخ الإنتاج المدون على المصابيح والكشافات مع سنة صنع السيارة، حيث إن ذلك يدل أيضاً على تغيير المصابيح وتجهيزات الإضاءة في وقت ما بسبب تعرض السيارة لحادث.

ـ  فحص مستندات السيارة: يجب أن تكون أعمال الصيانة التي تم إجراؤها على السيارة مُسجلة في دفتر الخدمة بشكل كامل. ومن الأمور التي تدعو إلى الشك والريبة تغيير مالك السيارة مرتين خلال مدة قصيرة.

ـ  فحص حيز المحرك: وجود أجزاء متساقطة من الطلاء في حيز المحرك مع ظهور أضرار بالبراغي (المسامير) ووصلات ربط أجزاء جسم السيارة يمكن أن تشير إلى إجراء إصلاحات كبيرة على السيارة. كما أن آثار تسريب الزيت وبقع الماء في حيز المحرك تؤكد أن سلامة تشغيل السيارة لم تعد مضمونة. ولكن نظافة حيز المحرك بشكل مبالغ فيه يجب أيضاً أن تثير الشكوك لدى الراغب في شراء سيارة مستعملة؛ حيث يتمكن صاحب السيارة عن طريق غسل المحرك من إخفاء العيوب والقضاء على آثار التسريب بحيز المحرك.

ـ  البحث عن مواضع الصدأ: للبحث عن المواضع المتضررة في السيارة بفعل الصدأ، يمكن للمشتري أن يلقى نظرة أسفل سجاد حيز الأمتعة أو خلف الغطاء الخارجي لخزان الوقود أو في مبيت العجلات، كما أنه يتمكن من تلمس آثار الصدأ خلف العتبات والقضبان بأصابعه. وفي حالة ظهور رائحة عفن بالسيارة، فيمكنه البحث عن المواضع الرطبة والمبتلة في حيز الأقدام.

ـ  فحص الطلاء: عادة لا يتمكن المشتري من التعرف بالعين المجردة على مواضع الطلاء التي تعرضت لحادث وتم إصلاحها، ولكن هناك بعض المؤشرات التي تدل على ذلك مثل آثار الألوان على الأجزاء غير المطلية مثل عناصر الإحكام المطاطية أو أعمدة نظام التعليق أو اختلاف مواضع الطلاء سواء كانت لامعة أو مطفأة. وفي حالة وجود شكوك بشأن إعادة طلاء بعض المواضع بالسيارة، فيمكن إجراء قياس لسُمك الطلاء لدى إحدى الورش الفنية المتخصصة.

ـ  اختبار النظام: قبل الانطلاق في قيادة تجريبية يتعين على المشتري اختبار جميع وظائف السيارة، بدءاً من مكيف الهواء ومروراً بالمرايا الجانبية الكهربائية أو تدفئة المقاعد ووصولاً إلى نظام الراديو. وأثناء السير يجب إيقاف الموسيقى؛ لأن صوتها قد يطغى على الضجيج والأصوات المريبة التي قد تظهر أثناء القيادة.

وعند تشغيل الإشعال يجب أن تضيء جميع مصابيح الكنترول في مقصورة القيادة لوهلة قصيرة، مثل مصابيح الكنترول الخاصة بنظام الفرامل المانع لانغلاق العجلات (ABS) وبرنامج تعزيز الاتزان الإلكتروني (ESP) أو مصابيح الكنترول الخاصة بالوسادات الهوائية. وبالإضافة إلى ذلك يجب أن تنطفئ هذه المصابيح عند إدارة المحرك.

ـ  قيادة تجريبية: لا تكفي مجرد جولة حول المنزل لاختبار السيارة المراد شرائها حيث لابد أثناء القيادة التجريبية من السير بسرعة 80 كلم/ساعة إلى 120 كلم/ساعة على الطرق السريعة من أجل اختبار مدى سلامة السيارة؛ لأنه لا يمكن ملاحظة انحراف المسار أو عيوب المصادم في أغلب الأحيان إلا عند السير بسرعات عالية.

وفي هذه الحالة قد تميل السيارة إلى الجانب أو يشعر السائق بأنها تعوم على الطريق، أو أنها تجتاز المنحنيات والمنعطفات بشكل سيء للغاية. وعند ظهور صعوبة في التعشيق أو اهتزازات أو حركات ارتجاج شديدة، فإن ذلك يُشير إلى وجود مشكلات في منظومة دفع السيارة.

ـ  قراءة عداد الكيلومترات: يمكن أن يحدث تلاعب في قراءة عداد الكيلومترات خاصة في السيارات القديمة، التي يظهر عليها آثار الزمن وكثرة الاستخدام. كما أن بيانات الكيلومترات المدونة في دفتر الخدمة والفحص أو على ملصق تغيير الزيت في حيز المحرك ربما تكون تمويه لعمليات النصب والاحتيال. ويمكن للمشتري الحصول على المعلومات الخاصة بقراءة عداد الكيلومترات من أصحاب السيارة السابقين.

وبمجرد أن ينتاب المشتري أدنى شك بأن السيارة المستعملة لم تتعرض للحوادث أو أن تجهيزاتها التقنية على ما يرام، فينبغي عليه عرض السيارة على خبير سيارات مستقل قبل شرائها. وعادة ما يتم الاتفاق على إجراء قيادة تجريبية للسيارة. وإذا رفض البائع هذا الأمر، فمن الأفضل الابتعاد عن هذه السيارة؛ لأن البائع قد يكون لديه أشياء يريد إخفاؤها عن المشتري.

.