إجبار طفلك على المذاكرة يضره..

.

عادة ما يشعر الآباء أن عليهم مسئولية أداء أطفالهم بشكل جيد في المدرسة، ويصيبهم القلق والعصبية من أجل تفوق ونجاح أبنائهم وكتابة الواجب المدرسي وغيرها من الأمور، والغريب أن هذه الطريقة لن تؤتي ثمارها في نجاح الأبناء.

يتحول الخوف على مذاكرة الأبناء إلى معركة على السيطرة بين الأطفال والأسرة، ويبدأ الطفل في الصراع للتحكم في قراراته واختياراته، بينما يحاول الآباء من واقع دورهم فرض سيطرتهم على الأمر، وبالتالي يزداد الصراع حدة في المنزل.

من الممكن أن ينسى الطفل أداء الواجب المدرسي أو لا يهتم بالمذاكرة أو الاستعداد للامتحان، وفي هذه الحالات يشعر الآباء بمزيد من فقدان التحكم في أنفسهم، ويبدءون بالعقاب والتهديد والاعتراض وربما يقومون بأداء بعض المهام بدلا من أبنائهم، في حين لا بد أن يعلم الآباء أنهم لا يقدرون على إرغام أبنائهم على شيء ما، والأفضل احترام اختيارهم وتحفيزهم على المذاكرة من تلقاء أنفسهم.

وإذا كان الطفل يعاني من رفض المذاكرة وعدم الاكتراث، فمن الممكن أن يكون الأب والأم عاملًا رئيسًا في هذه المشكلة، وعليهم سؤال أنفسهم “ما الخطأ في هذا المشهد؟ وكيف حدث ذلك؟، وفقًا لموقع “empowering parents”.

التوجيه بدلًا من التحكم

يشكو بعض الآباء من عدم شعور أبنائهم بالتحفز للمذاكرة، إلا أن هؤلاء الصغار يمكن تحفيزهم بشكل أخر غير الذي يستخدمه آبائهم، لذا يراعى ملاحظة الوقت الذي استطاع الطفل خلاله إنجاز المهام المدرسية، والاختلاف الذي كان في هذا الوقت عن الحالي، والتحدث معه بلطف وهدوء بدلا من التوتر والعقاب والتهذيب.

وقف الصراع ليلًا

يجب التوقف عن الصراع مع الطفل كل ليلة حول المذاكرة، واختيار خطوات مختلفة وإيجابية تدفعه لعمل ذلك باختياره أو ترك الأمر بين الطفل والمعلم فقط، وإذا شعر أحد الأبوين بالرغبة في الانفعال، فلا بد من أخذ استراحة لمدة 5- 10 دقائق، وإفساح المجال للطفل لتأدية مهامه بنفسه.

ويمكن اتباع قواعد محددة مثل المذاكرة في الوقت نفسه يوميًا، وعمل ذلك في مكان واسع بالمنزل.

ماذا تفعل إذا قال طفلك “لا يهمني تحقيق درجات سيئة”؟

يلجأ الطفل لإبداء عدم اهتمامه بتحقيق درجات سيئة، لرغبته في التعبير عن عدم قدرة الآباء على إجباره على فعل شيء ما، وأن حياته تخصه فقط ولا يمكن أن يجعله أحد يهتم بالمذاكرة، وفي هذه الحالة يراعى عدم التركيز على هذا السلوك كثيرا وما يفعله الطفل، فمن المهم فهم كيفية تحفيزه على أداء مهامه دون الحاجة إلى التخويف، وإرشاده وتوجيهه دون منعه من الشعور بالعواقب الحقيقية للاختيارات السيئة مثل عدم القيام بعمله، فلا مانع من أن يحقق درجات سيئة ويلجأ لامتحانات الصيف حتى يتعلم تحمل مسئولية اختياراته في سن مبكرة.