ألمانيا تحجم نفوذ الأئمة الأتراك

بحث السلطات الألمانية تدريب أئمة مسلمين لتحجيم النفوذ التركي داخل مجتمع المسلمين في ألمانيا.

ويعيش في ألمانيا نحو أربعة ملايين ونصف مليون مسلم، منهم ثلاثة ملايين من أصول تركية، فيما 90 بالمئة من أئمة المساجد الألمانية هم من أصول تركيا، بحسب تقرير لشبكة “دويتش فيلله”.

وقد وضع المؤتمر الألماني الإسلامي – تعقده وزارة الداخلية الألمانية منذ عام 2006- هدفا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، من أجل تقديم التعليم والتمويل لصالح الأئمة المحليين.

وخلال الشهر الماضي، اقترحت ألمانيا قانونا جديدا يجعل من إتقان اللغة الألمانية بالنسبة للأئمة شرطا لتعيينهم، في خطوة قد تهدد مئات الأئمة الأتراك الموجودين حاليا في ألمانيا.

ويتمتع الاتحاد التركي الإسلامي للشؤون الدينية الموجود (DITIB) والمسؤول عن تمويل الأئمة الأتراك في ألمانيا، بعلاقة خاصة مع أنقرة، جعلته بؤرة اهتمام من جانب الساسة الألمان.

وبينما ينفي الاتحاد الإسلامي ارتباطه رسميا بالدولة التركية، فقد اتهم بالتجسس لصالح تركيا على مواطنين ألمان، مما أدى إلى تعليق مؤقت للتمويل الفيدرالي في عام 2017.

وقد أنشئ الاتحاد الإسلامي التركي بألمانيا في عام 1984، كفرع لإدارة الشؤون الدينية في تركيا، إذ يمول نحو 900 مسجد في ألمانيا ويضم نحو 900 ألف عضو.

وفي عام 2017، داهمت الشرطة الألمانية منازل لأئمة أتراك في غرب ألمانيا للاشتباه بضلوعهم في أنشطة تجسسية لصالح الحكومة التركية، ضد معارضين أتراك وأكراد صحافيين. وقد فصلت إدارة الشؤون الدينية التركية هؤلاء الأئمة حينها، رغم عدم اعترافها بالاتهامات الألمانية ضدهم، بحسب صحيفة “حريت” التركية.

وكان النائب العام الألماني قد أطلق تحقيقا في 2017، حول أنشطة تجسس محتملة لأئمة أتراك في ألمانيا، متوعدا بعدم التسامح مع أي عمليات استخباراتية تركية داخل الحدود الألمانية.

وقد قال عبد الرحمن أتوسي الأمين العام لـ DITIB إن الاتحاد سيطلق مشروعا قريبا لتدريب رجال الدين المسلمين في ألمانيا، من أجل إيجاد فرص عمل لهم، إلا أن مصادر التمويل قد تمثل عقبة أمام الاتحاد.

.