صدى صوت: معرض تشكيلي لفنانين من غزة
أقامت صالة أرابيسك للفنون البصرية في برلين الشهر الماضي معرضاً فنياً تشكيليا لعدد من الفنانين الفلسطينيين المقيمين في غزّة تحت الحصار وقد جاء المعرض كوقفة تضامنية لما يحدث في غزة في الوقت الحالي.
يقول الفنان أحمد شمّا مد ير غاليري أرابيسك أنه و منذُ بدء تأسيس رابطة الفنانين التشكيليين الفلسطينيين في أوروبا حرصت الرابطة أن يكون رافدها الأساسي فنانات وفناني الأرض المحتلة فلسطين، وعلى وجه الخصوص غزّة فقد شهدتْ غزّة رغم الحصار لمدّة ١٦ سنة حركةً فنّ تشكيلي متميّزة جداً تجمعت ضمن مجموعات عديدة بسبب غياب الاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين والذي تم تجميده منذ أكثر من ٢٥ سنة، بعد أتفاق أوسلو وكان لا بدّ من كسر الحصار، بمحاولات عديدة وبمبادرات شخصيّة فردية أو جماعيّة لإيصال رسائل الفنانين التشكيليين الإبداعية للعالم، وكان أوّل تعاون في ذلك حين تمّ الملتقى الأوّل لرابطة الفنانين التشكيليين الفلسطينيين في أوروبا والذي كان يوازيه في ذات الوقت ملتقى على شواطئ بحر غزة لمجموعة من الفنانين الذين وصلت أعمالهم إلى برلين ليشاركوا معنا في معرض ضمّ ١٢٠ لوحة وعمل فني وبمشاركة ٨٠ فنانة وفنان من عموم القارة الأوروبية وفناني الأرض المحتلة فلسطين غزّة، وكان المعرض تحت اسم حريّة السلام وفيما بعد كان هناك معرض لفناني غزّة تحت اسم رسائل من بحرِ غزّة، وبعد انتفاضة القدس والشيخ جرّاح وأثناء جائحة كرونا، كان المعرضُ الإلكتروني، كلّنا انتفاضة القدس، حيثُ كان هناك مشاركة كبيرةٌ فقد شارك فيه أكثر من ٣٥٠ فنّان ومبدع من جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى فناني الأرض المحتلّة ودول الطّوق والذين كان لهم مشاركة مُهمّة في دعم الحركة الفنية الفلسطينية تحت الحصار.
اليوم في ظلّ الحرب الشّرسة لجيش الاحتلال الصهيوني استُشهدَ اثنان من الفنانين وهما (هبة زقوت) والتي كان لها أُمنية في إقامة معرض خاص خارج الحصار، والفنان الشاب (محمّد سامي) الذي كان نشطاً جداً وله حيث تميّز في مشروع الباركود الذي حاول من خلاله توثيق الموروث الفلسطيني قبل سعي الكيان الصهيوني لمحوه.
وقد رسم نفسه بآخر عمل له يحلّق بجناحين معصوبَ العينين و كان آخر ما كتب:
” تذّكروا، في حال أننّا لم نعد أحياء واستشهدنا، أن فلسطين من النّهر إلى البحر“
لذلك كان من المهم ايصال صدى صوتهم، وصوت الفنانين الآخرين الذين يعيشون الآن تحت القصف والدمار وتدحرجِ المجزرة التي نتمنى ألاّ تطالهم.
أما عن الأعمال الفنية فقد رسمت بتقنية بالأكريليك وذلك لرخص هذه المادة وعدم قدرة الفنانين على الرسم في الزيتي وغيره مثلاً بسبب ظروف الحصار، مضمون الأعمال أغلبها عن غزة والحصار وعن الحرية والتحرر، أما الأسلوب في الأعمال الفنية فهو واقعيّ تعبيريّ رمزيّ وهناك أعمال مائلة إلى الأبستراكت أو الحداثة بتعبير آخر.
كما شارك النحات أحمد فؤاد شمّا بعددٍ من المنحوتات مثل صرخة من غزة ـ العاشق الفلسطيني والمقيد.
يقول الفنان شمّا المنظم والمشرف على المعرض والذي عمل على ولادة صدى صوت : إننا الآن نحاول قدر الإمكان التواصل معهم في هذه المحنة حيث كان آخرها اليوم الحمد لله لا زلنا نتنفّس.
معرض (صدى صوت) هو إيصال صدى ما أبدعت أيديهم وهو صدى تميّزهم وموضوعاتهم المتعددة والمتنوعة، التي تنشد الحرية والتحرير وفكّ الحصار.
شهد المعرض حضوراً جيداً من الجانب العربي والألماني ومن المبدعين المناصرين للقضية الفلسطينية و لقيم الإبداع والفنّ الملتزم والعدالة الإنسانية.
: