رحيل أحمد عدوية

رحل الفنان أحمد عدوية، أحد أبرز رموز الغناء الشعبيعن عمر 79 عاما، بعد مشوار فني استمر عقودا طويلة على قمة الساحة الغنائية الشعبية.

ويعتبر الراحل أحمد عدوية من أهم المغنين الشعبيين المصريين في فترة السبعينيات والثمانينات من القرن العشرين، حيث كان له أثر كبير على مسار الغناء الشعبي بعده، فهو يعتبر الأب الروحي لمن جاؤوا بعده مثل حكيم. كما أنه قام أيضا بالاشتراك في أفلام سينمائية عديدة أنتجت في هذه الفترة.

وبحسب وسائل الإعلام المصرية، فقد كان أحمد عدوية واحدا من أبرز الأصوات التي نجحت في التعبير عن نبض الشارع المصري، بصوته العذب وألحانه البسيطة القريبة من القلب.

واعتبرت أن عدوية الذي اشتهر بأغاني ذاع صيتها مثل “زحمة يا دنيا زحمة” و”سلامتها أم حسن” و”بنت السلطان”، و”راحوا الحبايب”، و”السح الدح إمبو”، لم يكن مجرد مطرب؛ بل حالة فنية فريدة، جمعت بين الإبداع والتلقائية.

أحمد عدوية، واسمه الحقيقي أحمد مرسي علي عدوي، ولد في يونيو/حزيران 1945 بمحافظة المنيا. بدأت مسيرته الفنية في شارع محمد علي بالقاهرة، حيث شق طريقه إلى النجومية وسط منافسة كبيرة في السبعينيات، حين كانت الساحة الغنائية مزدحمة بأسماء بارزة، مثل عبدالحليم حافظ ومحمد عبدالوهاب.

وعلى الرغم من الانتقادات التي واجهها في بداياته، حصل عدوية على دعم كبير من الموسيقار بليغ حمدي الذي قدم له ألحانا لعدد من أغانيه الشهيرة مثل “القمر مسافر” و”ياختي اسملتين”. كما أطلق عليه الأديب العالمي نجيب محفوظ لقب “مغني الحارة”.

حققت أغنيته “زحمة” وهي من كلمات حسن أبوعتمان وألحان هاني شنودة نجاحا كبيرا، وظلت تسمع في المناسبات السعيدة في مصر والدول العربية بجانب أغان أخرى مثل “سلامتها أم حسن” و”بنت السلطان”.

وامتدت شهرته إلى خارج حدود مصر، حيث قدم حفلات في أوروبا والولايات المتحدة ودول الخليج، وكان مقربا من عدد كبير من الفنانين أمثال محرم فؤاد وشريفة فاضل وإسعاد يونس وعزت العلايلي وعادل إمام.

ولم يقتصر مشوار عدوية على الغناء فقط، بل شارك في أكثر من 27 فيلما مصريا مثل “المتسول”، و”البنات عايزة إيه”، و”أنا المجنون”، و”حسن بيه الغلبان”، و”أنياب”، و”مطلوب حيا أو ميتا”، و”ممنوع للطلبة”، التي تركت بصمة واضحة في تاريخ السينما المصرية.

وتعرض في أواخر الثمانينيات لحادث غامض تلقى بعده العلاج لفترة في المستشفيات وغاب عن الساحة الفنية قبل أن يعود من جديد ويستأنف مشواره الذي امتد حتى آخر يوم في حياته.

وبعد صراع مع المرض توفي عدوية تاركا بصمة استثنائية في الغناء الشعبي والسينما، وقد جاء رحيله بعد شهور قليلة من وفاة زوجته ونيسة.

ووصفت نقابة المهن الموسيقية في مصر في بيان نشرته وسائل إعلام محلية، أحمد عدوية بأنه “أحد أعمدة الأغنية الشعبية في مصر، وواحد من أبرز الأصوات التي نجحت في التعبير عن نبض الشارع المصري”، مضيفة “بصوته العذب وألحانه البسيطة القريبة من القلب، استطاع أن يحجز مكانة خاصة في قلوب الملايين، وقدم أغنيات خالدة” أصبحت “رمزا لفترة ذهبية في تاريخ الفن الشعبي”.