اللاجئون بمهرجان بيروت السينمائي الدولي
حضرت قضية اللاجئين السوريين في لبنان والعالم جراء الحرب المستمرة في بلادهم منذ أكثر من ست سنوات في أفلام الدورة 17 لمهرجان بيروت الدولي للسينما، وقدمهما فيلمان لبناني وفنلندي، أحدهما تناول الوضع عربيا والآخر ركز على القضية في الغرب.
وفي فيلمه “شحن” استعرض المخرج اللبناني الشاب كريم الرحباني قصة مستوحاة من الواقع حول معاناة ولد ينزح مع جده من سوريا إلى لبنان هربا من الحرب في بلاده.
وتدور أحداث القصة حول جد وحفيده يهربان من سوريا بواسطة شاحنة تقلهما إلى منطقة البقاع (شرق لبنان) قرب الحدود مع سوريا تاركين فيها أمتعتهما، ويتوهان هناك إلى أن تأتي ممثلة تنقلهما معا وتسكنهما في منزل لها في بيروت.
ينزل الولد إلى شوارع المدينة ليتسول بحثا عن لقمة العيش لتأمين العلاج الطبي اللازم لجده الذي يعاني من مرض ألزهايمر.
وقال كريم الرحباني الذي كتب سيناريو الفيلم مع والده المخرج المسرحي عدي الرحباني إن “السوريين أصبحوا يشحنون إلى لبنان كأنهم بضاعة تنقل من مكان إلى آخر”. وأضاف أنه “عادة يهتم الشخص الأكبر سنا بالأصغر، لكن في فيلمي قلبت الأدوار حيث سنرى الحفيد يهتم بجده”.
ويؤدي دور الفتى الذي يتحمل مسؤوليات أكبر من سنه الصغيرة الطفل السوري عبد الهادي عساف، الذي كان قد مثل أيضا في فيلم الرحباني السابق الذي يحمل عنوان “ومع روحك”.
وكان كريم الرحباني صادف الفتى الذي انتقل من حياته العادية إلى الشاشة الكبيرة وهو يتسول ليعيل عائلته، لذا فإن القصة مستوحاة من حياة الفتى السوري الذي كان المعيل المادي والمعنوي لعائلته.
كما حضرت قضية اللاجئين السوريين في فيلم “الوجه الآخر للأمل” للمخرج الفنلندي آكي كاوريسماكي الحائز على جائزة أفضل مخرج في مهرجان برلين السينمائي عام 2017.
ويسير الفيلم في خطين منفصلين يتقاطعان بمحض الصدفة، الأول يتناول المهاجر السوري خالد الذي فقد كل عائلته تقريبا، والثاني يتناول البائع المتجول السابق فيكستروم الذي يشتري مطعما لا يدر أي عائد في حي بعيد بالعاصمة الفنلندية هلسنكي، وبعد أن تجمعهما الصدفة تتغير حياة خالد جذريا.