الذاكرة عند الإنسان

أنواع الذاكرة عند الإنسان، اسباب ضعفها وكيفية تنشيطها

عقل الإنسان مازال يشكل لغزا في كثير من النواحي ومنها الذكريات التي يخزنها وكيف يستدعيها عند الحاجة، ولكن اتفق العديد من الباحثين أن أنواع الذاكرة عند الإنسان يمكن تصنيفها لأربعة أنواع رئيسية، وفي هذا المقال سنتعرف إلى هذه الأنواع وبعض النصائح عن كيفية تقوية الذاكرة.

ما هي أنواع الذاكرة عند الإنسان؟

ذكرنا في المقدمة أن العديد من الباحثين اتفقوا على تصنيف الذاكرة لأربعة أنواع رئيسية، بينما يتم تصنيف أنواع الذاكرة في بعض الأحيان لنوعين وهما الذاكرة طويلة المدى الضمنية والصريحة، وفي هذه الحالة تأتي أنواع الذاكرة الأخرى في علم النفس مثل الذاكرة الحسية والذاكرة قصيرة المدى وطويلة المدى كمراحل، وفيما يلي سنتعرف بشكل مفصل على أنواع الذاكرة عند الإنسان:

1ـ الذاكرة الحسية هناك ثلاثة أنواع للذاكرة الحسية وهي مرتبطة بالحواس الرئيسية عند الإنسان كما يلي:

ـ الذاكرة البصرية المتعلقة باستقبال المعلومات عن طريق البصر.

ـ الذاكرة السمعية لاستقبال المعلومات عن طريق ما نسمعه من أصوات.

ـ الذاكرة اللمسية التي تتعلق بالمعلومات التي نحصل عليها عن طريق اللمس.

وتعتبر الذاكرة الحسية هي المرحلة الأولى من مراحل الذاكرة التي تستقبل المعلومات كما ذكرنا عن طريق السمع والبصر واللمس، وعادة ما تحمل هذه الذاكرة المعلومات لمدة دقيقة أو أقل، على سبيل المثال الأصوات التي نسمعها أثناء السير في الشارع أو الروائح التي نشمها سرعان ما يتم نسيانها، ولكن في حالة تركيز الانتباه مع المعلومات المستقبلة أو ربطها بذكريات معينة، تنتقل هذه المعلومات للذاكرة قصيرة المدى أو طويلة المدى.

2. الذاكرة قصيرة المدى

تساعد الذاكرة قصيرة المدى على استدعاء معلومات معينة لمدة قصيرة من الوقت، ولكنها ليست عابرة مثل الذاكرة الحسية وليست مستمرة كالذاكرة طويلة المدى، على سبيل المثال في حالة الرغبة في تذكر أرقام معينة سوف يكررها الشخص عدة مرات حتى يحفظها، لكن إذا تم سؤاله عن هذه الأرقام بعد 10 دقائق فلن يتمكن من تذكرها.

3. الذاكرة العاملة

تتشابه الذاكرة العاملة لحد كبير مع الذاكرة قصيرة المدى، ولكنها تختلف عنها في أن الشخص يستخدم المعلومات في هذا النوع ومن أمثلة ذلك: أثناء الطهي لابد من تذكر المكونات التي سبق إضافتها للوصفة. عند المشاركة في نقاش ما، لابد من تذكر الحجج والأدلة المستخدمة من جانبك ومن الطرف الآخر.

4. الذاكرة طويلة المدى

يتم الاحتفاظ بذكرياتنا وبالمعلومات التي يمكن استدعائها بعد 30 ثانية بالذاكرة طويلة المدى، وأنواع الذاكرة طويلة المدى هي:

1. الذاكرة الصريحة طويلة المدى

تحمل هذه النوعية من الذاكرة معلومات متعلقة بتذكرك لرقم هاتفك أو ذكرى ميلاد صديقك المقرب، وفي العموم يتم تقسيم الذاكرة الصريحة طويلة المدة لنوعين:

ـ الذاكرة العرضية: التي تحمل معلومات تتعلق بمراحل معينة من حياتك، مثل تذكرك لأول يوم دراسة أو أول يوم لتعلم ركوب الدراجة.

ـ الذاكرة الدلالية: تحمل معلومات تتعلق بالخبرات المكتسبة على مر السنين، مثل تذكرك لمعلومة ما أثناء حل الكلمات المتقاطعة.

2. الذاكرة الضمنية طويلة المدى

تتشكل الذكريات في هذا النوع لاشعوريًا وقد تؤثر على تفكير وسلوك الفرد، على سبيل المثال في حالة تعلم كيفية ركوب الدراجة بعمر 10 سنوات، في حالة محاولة ركوب الدراجة في سن العشرين سوف يتم استدعاء كيفية تعلم ركوب الدراجة من هذه النوعية من الذاكرة.

أسباب ضعف الذاكرة

العديد من العوامل يمكن أن تسبب ضعف الذاكرة، وتشمل هذه العوامل:

نقص فيتامين ب 12.

الحرمان من النوم، او عدم الحصول على النوم الكافي.

تعاطي الكحول أو المخدرات وبعض الأدوية الموصوفة.

بسبب التخدير من الجراحة الأخيرة. ع

لاجات السرطان مثل العلاج الكيميائي أو الإشعاعي أو زرع نخاع العظم.

التعرض لإصابة في الرأس أو ارتجاج.

نقص الأكسجين في الدماغ. أنواع معينة من النوبات.

ورم في المخ أو التهاب. جراحة المخ أو جراحة القلب.

الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والاضطراب الثنائي القطب وانفصام الشخصية والاضطراب الانفصامي.

الصدمة العاطفية.

قصور الغدة الدرقية.

العلاج بالصدمة الكهربائية.

نوبة نقص التروية العابرة (TIA) الأمراض التنكسية العصبية مثل مرض هنتنغتون، أو مرض التصلب المتعدد (MS)، أو مرض باركنسون.

الصداع النصفي.

كيفية تنشيط الذاكرة

كثيرًا ما يشتكي الكثيرون من عدم القدرة على التذكر وكثرة النسيان، وفيما يلي سنوضح بعض النصائح التي تساعد على تعزيز قدرة الذاكرة:

ـ العناية بالجسم من خلال تناول نظام غذائي صحي ومتوازن، وممارسة الرياضة دوريًا، والنوم عدد ساعات كافية.

ـ تنشيط العقل من خلال بعض النشاطات مثل حل الألغاز والقراءة والكتابة والتعلم.

ـ استخدام الوسائل المساعدة للتذكر مثل المفكرات الموجودة على الهاتف، لتذكر مواعيد الاجتماعات أو قوائم المشتريات.

ـ تقوية الذاكرة بالأطعمة

الطعام الصحي جزء لا يتجزأ من عوامل تنشيط الذاكرة، بل وتنشيط الجسم عموما ومنحه ما يحتاجه من مغذيات للقيام بوظائفه المختلفة، ومن أهم الأطعمة التي يمكن تناولها: الخضراوات الورقية الخضراء. المكسرات. الحبوب الكاملة. زيت الزيتون. الدواجن. الأسماك.

ومن أفضل الأنظمة الغذائية التي ينصح بها مثل التي تجمع بين نظام داش وحمية البحر المتوسط، هي تلك التي تشمل تناول الدجاج مرتين في الأسبوع والأسماك مرة، والبقوليات كل يومين، المهم اختيار مصادر بروتين ذات نسب قليلة من الدهون المشبعة، كما يجب الاهتمام بتناول الخضراوات وخصوصا السبانخ والكرنب، ومن المهم أن يتم تناول السلطة والحبوب الكاملة، أما بالنسبة للوجبات الخفيفة، يمكن إدراج المكسرات والتوت والفراولة، فهي من الأطعمة المفيدة للدماغ والعقل.

فيما يتعلق بالأطعمة الممنوعة والتي قد تضر الذاكرة ووظائف المخ، فينصح بالتقليل من الحلويات واللحوم الحمراء والأطعمة المقلية والوجبات السريعة والزبدة والسمنة والجبن كامل الدسم.

ـ تقوية الذاكرة بالأعشاب

 الكركمين الذي يتواجد في جذور الكركم يعتبر من الأعشاب التي يمكن أن تساعد على خفض الالتهابات في الدماغ وتقليل لويحات الأميلويد، التي يسبب تراكمها على الخلايا العصبية، التأثير على الذاكرة بشكل سلبي، كما يعتبر الكركمين أيضا من مضادات الأكسدة، ومعروف أن مضادات الأكسدة لها دور مهم في محاربة التهابات الجسم. ولا يجب استخدامه كمكملات بدون استشارة الطبيب.

ـ مشروبات تقوي الذاكرة

يعتبر مشروب الكاكاو اللذيذ من المشروبات المفيدة للدماغ، بسبب وجود الفلافونويد فيه، والذي يعتبر من مضادات الأكسدة، وقد يساعد الكاكاو على تحفيز نمو الأوعية الدموية والخلايا العصبية والعمل على تعزيز تدفق الدم إلى الدماغ وخصوصا الأجزاء التي تتعلق بالذاكرة، ولكن يجب الحرص على اختيار أنواع داكنة من الشوكولاتة تحتوي على الأقل 70% من الكاكاو أو أعلى، وابتعد عن الشوكولاتة البيضاء.

مرض الخرف

هو أكثر اسباب ضعف الذاكرة شيوعاً، وفقدان الذاكرة التدريجي هو أحد أعراض الخرف، وتتضمن الأعراض الأخرى صعوبة في التفكير، والحكم، والتحدث، ومهارات التفكير بشكل عام.

ويمكن للأشخاص الذين يعانون من الخرف أن يظهر عليهم مشاكل سلوكية وتقلب في المزاج، ويبدأ الخرف عادةً بالتدريج ويصبح أكثر وضوحاً مع الوقت. كما يمكن أن يكون سبب الخرف مجموعة متنوعة من الأمراض، وأكثرها شيوعًا هو مرض الزهايمر.

مرض الزهايمر

مرض الزهايمر يضعف الذاكرة ويؤثر على التفكير والحكم والقدرة على التعلم والتواصل وأداء الوظائف اليومية، وهو من أكثر اسباب ضعف الذاكرة شيوعاً وخطورة.

يمكن أن يصاب الأشخاص المصابون بمرض الزهايمر بالارتباك؛ الذكريات طويلة المدى عادةً ما تكون أقوى وتستمر لفترة أطول من ذكريات الأحداث الأخيرة، وعلى الرغم من أنه يمكن أن يصيب  بعض الأشخاص مبكرًا، إلا أن هذا المرض التقدمي يصيب عمومًا الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا.