ارتفاع قياسي لـ”الجرائم السياسية” وتصاعد عنف اليمين المتطرف

سجلت ألمانيا في عام 2024 رقماً قياسياً في عدد الجرائم ذات الدوافع السياسية، وسط تصاعد ملحوظ في عنف اليمين المتطرف، بحسب تقرير لوزارة الداخلية.

وأظهر التقرير أن عدد الجرائم السياسية المسجلة ارتفع بنسبة 40.2% مقارنة بالعام السابق، ليصل إلى  84 ألفاً و172 جريمة، وهو أعلى رقم يُسجّل منذ بدء رصد هذه البيانات في عام 2001.

كما ارتفع عدد الجرائم العنيفة ضمن هذا التصنيف بنسبة 15%، ليبلغ 4107 جرائم، في أعلى مستوى منذ عام 2016.

وقال وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبرينت في مؤتمر صحافي: “شهدنا العام الماضي زيادة هائلة في الجرائم المرتكبة من قبل التيار اليميني”.

وسجلت السلطات أيضاً تزايداً في الاعتداءات على المهاجرين، لاسيما بعد سلسلة من حوادث الطعن والدهس التي تورط فيها مهاجرون، بينهم طالبي لجوء، خلال مناسبات عامة.

وتعيش ألمانيا، على غرار دول غربية أخرى، حالة من التوتر السياسي والاجتماعي، تغذيها عوامل عدة، من بينها صعود التيارات اليمينية الشعبوية، والضبابية الاقتصادية، إضافة إلى تزايد الغضب بين المهاجرين، بسبب دعم الحكومة الألمانية لإسرائيل.

في سياق متصل، شنّت الشرطة الألمانية مداهمات واسعة النطاق في سبع ولايات اتحادية، استهدفت مقار ومنازل مرتبطة بجماعة “مملكة ألمانيا”، المصنفة كإحدى أبرز أذرع حركة “مواطني الرايخ” النازية.

وأسفرت العملية عن اعتقال أربعة أشخاص، أحدهم أعلن نفسه سابقاً “حاكماً” للجماعة، بحسب الادعاء العام.

هذا وقد حذر رئيس المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية الألمانية، هولغر مونش، من تنامي الأوساط الشبابية الإجرامية ذات الميول اليمينية المتطرفة. وقال مونش في تصريحات لصحف مجموعة “فونكه” الإعلامية: “منذ عام تقريبا، لاحظنا بشكل متزايد أن الشباب الذين يتبنون آراء يمينية أصبحوا أكثر تطرفا وينضمون إلى قوى في هياكل منظمة بشكل جيد في بعض الأحيان لارتكاب جرائم خطيرة”.

وأشار مونش إلى أن الإنترنت أصبح بمثابة مساحة للتواصل بين الأوساط اليمينية بشكل متزايد، وقال: “يتم التطرف والتجنيد والحشد عبر شبكات التواصل الاجتماعي والمنتديات اليمينية”، مضيفا أن العدد المرتفع للجرائم ذات الدوافع اليمينية ونوعية جرائم العنف اليمينية تشكل “تحديا كبيرا” للسلطات الأمنية. ويرى مونش أن مواجهة ذلك ليست من اختصاص سلطات الأمن فحسب، وقال: “مواجهة هذا التطور للحيلولة دون وقوع أعمال عنف خطيرة مهمة تقع على عاتق المجتمع ككل”.

يذكر أنه تم اعتقال خمسة شبان تتراوح أعمارهم بين 14 و18 عاما في أعقاب حملة أمنية على مستوى ألمانيا ضد خلية إرهابية يمينية مشتبه بها. وتتهم السلطات أربعة من الخمسة بالانتماء إلى جماعة إرهابية يمينية متطرفة تدعى “موجة الدفاع الأخيرة”، والخامس بدعم الجماعة. وبحسب الادعاء العام، سعى التنظيم إلى التسبب في انهيار النظام الديمقراطي في جمهورية ألمانيا الاتحادية من خلال مهاجمة أماكن إقامة للاجئين ومؤسسات يسارية.