أسباب وسبل مواجهة “دوار السفر” لدى الأطفال
يعاني بعض الأطفال من دوار السفر أثناء الرحلات الطويلة بالسيارة. وفي المعتاد لا يعد هذا الدوار أمراً خطيراً، ولكنه يتسبب في إزعاج الطفل والأسرة بأكملها أثناء الرحلة.
وقال طبيب الأطفال الألماني هيرمان جوزيف كال إن الأطباء لم يتوصلوا إلى سبب عام لإصابة الأطفال بهذا الدوار، موضحاً: «عضو التوازن يكون لدى بعض الأطفال حساساً للغاية لدرجة تصيبهم بنوبات غثيان بفعل قوى الطرد المركزي أثناء اجتياز المنحنيات».
وأوضح الطبيب ا كيفية حدوث ذلك بأنه عندما ينظر الطفل أثناء تحرك السيارة إلى شيء ثابت في يديه مثل جهاز ألعاب أو كتاب مصوّر، تُرسل العينان حينئذٍ إشارة إلى المخ بأنها في وضعية «سكون» في نفس الوقت الذي يُرسل فيه عضو التوازن بالجسم إشارة بأنه في وضعية «حركة» نتيجة تحرك السيارة؛ ومن ثمّ يُصاب المخ بنوع من فقدان القدرة على توجيه الجسم، ما يؤدي إلى الإصابة بدوار وغثيان.
وإذا شعر الطفل بالغثيان والدوار أثناء السفر، فينبغي حينئذ إيقاف السيارة وأخذ فترة من الراحة، وذلك من أجل إتاحة فرصة كافية للطفل للتحرك من خلال النزول من السيارة والسير لبضع دقائق.
ولوقاية الطفل من نوبات الدوار من الأساس، أوصى الطبيب بإتباع أسلوب قيادة هادئ وحذر، على أن يتخلل الرحلة عدة وقفات في الهواء الطلق، مؤكداً أنه من الأفضل أن ينظر الطفل أثناء الرحلة بالسيارة عبر النافذة بدلاً من النظر إلى شيء ثابت في يديه، مع العلم بأن تحويل ذهن الطفل بالغناء مثلاً أو بالاستماع إلى الراديو أو إلى أسطوانة أو غيرها يتمتع بفائدة كبيرة في حماية الطفل من الإصابة بالغثيان والدوار.
كما شددّ كال على ضرورة ألا يتناول الأطفال المعرضون لخطر الإصابة بدوار السفر كميات كبيرة من الطعام قبل الخروج في الرحلات الطويلة بالسيارة، على ألا يتم استخدام الأدوية لعلاج هذه الأعراض مع الأطفال إلا في الحالات الاستثنائية فحسب؛ نظراً لإمكانية حدوث آثار جانبية للطفل بفعل هذه الأدوية.
.